سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د.أحمد زويل : في حفل افتتاح جمعية »عصر العلم« بمكتبة الإسكندرية : النهضة العلمية لا تحتاج وقتا طويلا والدليل تايوان
لا تعارض بين الدين والعلم في فهم واستكشاف النظريات الحديثة
د . زويل يلقى كلمتة المشهد أمام القاعة الرئيسية في مكتبة الإسكندرية مساء أمس الأول كان مختلفا.. طابور طويل من الشباب والأطفال، ومعهم قلة من النساء وكبار السن يتزاحمون من أجل الفوز بمقعد في القاعة قبل رفع لافتة " كامل العدد ".. ربما تظن للوهلة الأولي ان لقاء بالداخل مع فنان مشهور هو الذي دفع هؤلاء الشباب للتضحية بقضاء بعض من الوقت علي شاطيء الإسكندرية، لكن المفاجأة أنهم جاءوا لحضور حفل افتتاح جمعية عصر العلم بحضور العالم الكبير د.أحمد زويل الرئيس الشرفي للجمعية ود.عصام شرف رئيس مجلس إدارتها وعمرو موسي أمين عام جامعة الدول العربية ود.هاني هلال وزير التعليم العالي. " من قال إن الشباب المصري لا يحب العلوم " .. عبارة قلتها عندما شاهدت هذا الجمع الغفير، ومع بدء الاحتفال أكد الدكتور عصام شرف ان هناك خطة وضعتها الجمعية لتكرار هذا المشهد. وقال د.شرف : سيكون هناك لقاءات دورية مع الدكتور زويل وغيره من علماء مصر بالخارج، لجذب المجتمع بفئاته المختلفة للقاءات العلمية التي دائما ما تعقد بين فئة الباحثين بعيدا عن التمثيل المجتمعي. واستطرد: انا أعلم ان هذه الجموع الغفيرة لم تأت لتسمع عن البحث العلمي، لكنها جاءت لرؤية نموذج لشخصية مصرية ناجحة وهي الدكتور زويل، وهذا مطلوب حتي نقدم العلم في جرعات ممزوجة بالإعجاب بالشخصية. ويسير جنبا إلي جنب مع هذا التوجه، محاولات ستبذلها الجمعية لنشر الثقافة العلمية، وأوضح د.شرف ان ذلك سيتم من خلال معارض تبسيط العلوم لطلاب المدارس، وتنظيم " أسبوع العلوم " في بعض المراكز الثقافية . ويخدم كلا التوجهين الشعار الذي تقوم عليه فلسفة الجمعية، والذي لخصه رئيس مجلس إدارتها في كلمتين هما : "العلم للجميع". وحتي يتحقق شعار الجمعية، لابد ان يشعر المجتمع بقيمة العلم، ومن ثم يقبل أفراده علي المشاركة في الأنشطة العلمية المختلفة، ولن يتحقق ذلك في رأي د.شرف إلا بظهور تأثير العلم علي حياة الأفراد. وفي هذا الإطار يشير إلي طريق آخر ستسير فيه أنشطة الجمعية بكل قوة ، وهو المساهمة في تقديم المقترحات المناسبة لربط الصناعة بالبحث العلمي. وقال: " سيظهر أثر ذلك بلا شك في خلق فرص عمل جديدة، وتحقيق نهضة إقتصادية يظهر أثرها في دخول الأفراد ورفاهيتهم، وعندها يشعرون بقيمة العلم " . " قد يبدو كلام د.شرف مثاليا ويحتاج لوقت طويل حتي يمكن تنفيذه " .. ربما استشعر د.أحمد زويل ذلك في عيون الحاضرين، فجاءت كلمته في بدايتها مؤكدة ان تحقيق النهضة لا يحتاج لوقت طويل، كما نعتقد في مصر. التجربة التايوانية واستشهد د.زويل بتايوان التي استطاعت تحقيق نهضة قوامها العلم خلال عشر سنوات. وما بين عام 2000 و2010 أوضح د.زويل مظاهر التغير التي طرأت علي تايوان. قال: " كانت صادراتها حتي عام 2000 تنحصر في الدراجات و " التي شيرت " و الكاسيت ، أما الآن فقد دخلت تكنولوجيا المعلومات ضمن صادراتها". ولخص د.زويل نجاح التجربة التايوانية في الاهتمام بالعقول، وقال: " للأسف نحن في مصر نظن ان التقدم العلمي يتحقق ببناء المباني و توفير أجهزة، لكن الحقيقة انه ما لم توجد العقول، لن يكون للأجهزة والمباني أي قيمة ". والمطلوب من هذه العقول، كما أوضح د.زويل ، ان تبني نهضة علمية محلية قائمة علي إبداع أفكار وأبحاث خاصة بها، وشدد علي ان الانتظار لحين استيراد أفكار الغير يوسع الفجوة بيننا وبينهم، لأننا سنستغرق وقتا في فهمها و استيعابها، وخلال هذا الوقت يكون الآخر قد قفز قفزة أخري يصعب عليك إداركها. ويؤكد د. زويل ان مصر بها عقول مبدعة، لكن المشكلة في توفير المناخ الملائم لها لكي تبدع. وقال: " لا تنتظروا من عقل بشري ان يبدع إذا كنت لا توفر لصاحبه المعيشة الكريمة، وتضع له إدارة توجهه ". ومن ثم فإن الروشته التي يضعها د.زويل تبدأ من توفير مناخ الإبداع للعقول ماديا بوضعها في ظروف معيشية محترمة، ومعنويا برفع القيود الإدارية عنها، لان العقول المبدعة لا تحتاج لمدير. وعن آخر أبحاثة واكتشافاته، أعلن د. زويل انه يعكف - حاليا - علي أبحاث قد تفيد في مجال صناعة الدواء، بما قد يخفض من أسعاره. وأوضح ان ارتفاع أسعار الدواء يأتي من كثرة التجارب التي تجري قبل انتاجه تجاريا، حتي يصلوا إلي التركيبة التي تجعله يصل إلي مكان الداء. انتاج الادوية وقال د.زويل: " حتي الآن لم يتم التوصل إلي الكيفية التي يصل بها الداء لمكان الإصابة دون غيره، وإذا نجحنا في التوصل لذلك سيكون من السهولة انتاج الأدوية، وينعكس ذلك علي الأسعار. وتجري هذه الأبحاث بالتعاون مع علماء من كافة التخصصات ، وهو ما قاد د.زويل للتأكيد في ختام كلمته علي فكرة العمل في فريق. ورغم الأفكار العلمية والرؤي الجادة التي طرحها د.زويل في كلمته، إلا انه استطاع ان يحقق توليفة المتعة التي لخصها المطرب الراحل عبد الحليم حافظ في مطلع أغنيته " ضحك ولعب وجد وحب " . فالضحكات استطاع د.زويل انتزاعها من الجمهور في ثنايا محاضرته، بدءاً من الإشادة بسيجار عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية ، حيث حرص قبل بدء كلمته ان يوجه له التحية قائلا: " انه يمتعني ليس فقط بآرائه السياسية، لكن أيضا بسيجاره الذي هو من نوعية خاصة " . كما كانت مواقفة التي حكاها أثناء الدراسة بالإسكندرية من الأمور المثيرة للضحك، خاصة عندما ربطها بالتقدم العلمي الحادث في أمريكا، وقال: " »كنت أمكث ما يقرب من نصف ساعة أحاول الاتصال بأسرتي في دمنهور عبر التليفون القديم، والآن تصلنا صور من المريخ الذي يبعد عن الأرض بملايين الكيلومترات في ثواني". أما العنصر الثاني من عناصر المتعة وهو اللعب، فكان لعبا علميا يقرب المعلومة إلي الأذهان، حيث استخدم د.زويل أغاني أم كلثوم مع بيان بعض التجارب العلمية التي توضح حركة الخلايا داخل جسم الإنسان. وكان العنصر الثالث وهو الجد حاضرا في كلامه عن مستقبل مصر العلمي والنصائح التي قدمها من أجل إرساء قاعدة علمية مصرية محترمة. اما عنصر الحب، فقد كان موجودا في قلوب كل من حرصوا علي الاستماع لكلمته، لكنه استطاع ان يزيده بالإعراب من حين لآخر عن انتمائه للحضارة المصرية، وتوضيحه لكثير من الاكتشافات الحديثة التي وضع اسسها وقواعدها الاولي القدماء المصريون، حتي انه قال: " لو كانت جائزة نوبل في العلوم تمنح منذ قديم الأزل لكانت حكرا علي الفراعنة". ورحب الدكتور يحيي حليم زكي رئيس القطاع الأكاديمي والثقافي بمكتبة الاسكندرية. باختيار المكتبة لاستضافة حفل الافتتاح الرسمي لجمعية عصر العلم، كما رحب بالدكتور زويل قائلا ان اكتشافاته في الكيمياء ستغير جميع المفاهيم العلمية المتاحة لدينا، مما يرشحه ليكون أكبر علماء القرن الحادي والعشرين.