»عم راضي« لا يجيد من فنون الحلاقة سوي »الذقن والشعر«.. تنقل في العمل بالصالونات الحديثة.. وجد "تقاليع" لم تكن سارية في شبابه.. صنفرة الوجه وتفتيح البشرة.. وبخار لتنظيف المسام وصبغات لإخفاء علامات المشيب.. وكريمات لعلاج عيوب البشرة الدهنية والجافة.. »نيولوك« للشباب و الكبار.. وقائمة »مرعبة« للأسعار يقبل عليها الزبائن بقلب شجاع.. ولأنه لا يقدر علي ممارسة الوهم لزبائنه فقد استغنت عنه »الصالونات« الكبري في الاسكندرية بمعني آخر »حلقوله«.. فقرر هو ان يستقل بنفسه ويمارس مهنته كما تعلمها وعرفها.. استأجر كرسياً خشبياً من أحد المقاهي القريبة ووضع عليه وسادة ليستريح عليها الزبون.. واشتري "مرآة" صغيرة.. واختار موقعا في قلب الزحام بسوق محطة مصر في وسط الثغر.. والتسعيرة اختيارية لأنه رجل يرضي "بقليله".. ولم يفته ان يقوم بتغيير شفرات الحلاقة لكل زبون منعاً لإنتقال العدوي وكل أدواته "مقص وأمشاط وشفرات وكريم حلاقة و فرشاة".. والقليل الذي يدفعه الزبون يعتبره كثيراً فهو معفي من إيجار الصالون والكهرباء والمياه والتأمينات والضرائب.. والأهم أن زبائنه من البسطاء وجدوا ضالتهم علي مقعده لأنهم يتهيبون دخول الصالونات المرهقة لجيوبهم.. عم »راضي« قرر أن يرد علي حلاقة الصالونات له .. و»حلق« لهم في الشارع!.