نقلا عن الشروق اجتمعت «مجموعة الخمسين» فى نقابة الصحفيين مساء الخميس للبحث فى تشكيل إطار سياسى بعد إعلان محمد البرادعى عدم اعتزامه الترشح لانتخابات الرئاسة، وكان من بين الحضور كل من البرادعى وعلاء الأسوانى وإبراهيم عيسى وعز الدين شكرى وجميلة إسماعيل وأحمد دراج وغادة شهبندر وحازم عبدالعظيم، ومن شباب الثورة شادى حرب وخالد تليمة وراجية عمران وخالد عبدالحميد ورامى شعث. البداية كانت قبل أكثر من شهر حين أعلن البرادعى قراره بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية فى لقاء بمكتبه، حيث طالبه عدد من الشخصيات بالتفكير فورا فى إطار سياسى جديد، يعيد جمع صفوف قوى الثورة، ويعوض الذين وضعوا أحلامهم فى شخص البرادعى كمرشح للرئاسة.
وطوال الفترة الماضية كان هناك تفكير فى شكل هذا الإطار السياسى، هل هو حزب أم مؤسسة أم ائتلاف يجمع القوى السياسية المتفقة على أهداف الثورة الحقيقية، وإن اختلفت فى منابعها الفكرية، حتى كان اللقاء الذى دعا إليه نحو خمسين شخصية من مختلف الأطياف السياسية والفئات العمرية. وخلال اللقاء تحدث البرادعى عن ضرورة إنشاء كيان سياسى جامع للقوى السياسية التى تشتَّتَتْ وتفرقت بعد الثورة، على أن يكون داعما قلبا وقالبا لهذا الكيان بكل طاقته دون أن يتولى فيه منصبا تنفيذيا، بحيث يؤهل هذا الكيان هذا الجيل من شباب الثورة، تحت وفوق الثلاثين عاما الآن ليقودوا مصر الجديدة التى ولدت بعد 25 يناير.
وأشار البرادعى إلى تجربتى حزب المؤتمر فى الهند على يد غاندى، وجنوب أفريقيا على يد نلسون مانديلا، بحيث تتسع المظلة لتشمل قوى اليمين واليسار، والليبراليين والإسلاميين والاشتراكيين، على اعتبار أن هذا هو السبيل الوحيد لإعادة توحيد الصفوف، واستعادة الأمل لدى من تتم عملية منظمة لإحباطهم بعد الثورة. فى هذه الأثناء تعكف مجموعة من اللجان على دمج جميع المبادرات المطروحة فى مشروع سياسى واحد، وفور الانتهاء من صياغته تبدأ خطوات إطلاقه والتفكير فى مصادر تمويله من القوى المشاركة فيه. وشهد اللقاء تباينا فى وجهات النظر الخاصة بهيئة وشكل هذا الكيان، وإن ذهبت غالبية الآراء إلى ضرورة التحدث بتحديد أكثر عن طبيعة وشكل هذا الكيان، وكان الاتجاه الأغلب أن يكون ذلك فى شكل حزب سياسى كبير يتسع لجميع التيارات والرؤى والأفكار.
فيما تركز المبادرة الثانية على إعادة تجميع القوى الشبابية فى مؤتمر وطنى عام، على غرار تجربتى «المؤتمر» فى كل من الهند وجنوب أفريقيا، ليكون بناء سياسيا عابرا للتصنيفات الأيديولوجية وقادرا على استيعاب الجميع.
بينما تهدف المبادرة الثالثة إلى بلورة تيار وسطى مصرى، ينطلق من جذور الوطنية المصرية الحقيقية، من خلال ميثاق اجتماعى وحضارى يستلهم قيم ومبادئ ثورة 1919.