لم يكن أحد يتوقع تألق كرة القدم التونسية هذا العام بسبب الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد لكنها كسبت التحدي وعاد نجمها ليسطع من جديد في سماء القارة الافريقية. وفرضت كرة القدم التونسية سيطرتها على منافسات القارة وأحرز منتخب اللاعبين المحليين كأس أمم افريقيا في نسختها الثانية وتعافى الترجي من اخفاقاته السابقة وتوج بطلا لدوري ابطال افريقيا وبلغ النادي الافريقي نهائي كأس الاتحاد الافريقي وانتزع منتخب "نسور قرطاج" بطاقة التأهل إلى نهائيات كاس أمم افريقيا. ورغم مرور اوقات عصيبة على الأندية والمنتخبات التونسية بسبب توقف نشاط الدوري نحو ثلاثة اشهر بسبب ثورة شعبية أطاحت بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي مما اثر على جاهزية اللاعبين لافتقاد لياقة المباريات وصعب من الوضع المالي للفرق إلا أنها استطاعت أن تتجاوز العراقيل وتحقق نتائج باهرة ارتقت بها إلى قمة اللعبة في افريقيا. ووضع الترجي حدا لاخفاقاته السابقة وحصد نتائج اصراره بتتويجه بلقب دوري أبطال افريقيا للمرة الثانية في تاريخه عندما فاز على الوداد البيضاوي المغربي 1-صفر في الدور النهائي للمسابقة التي أفلت لقبها منه في ثلاث مناسبات سابقة. واخفق الترجي في التتويج بأغلى الألقاب الافريقية ثلاث مرات في أعوام 1999 و2000 و2010 لكنه تمكن من التخلص من سوء الحظ باحراز اللقب والتأهل لتمثيل القارة السمراء في كأس العالم للأندية في اليابان. وعول الترجي بطل تونس في مسابقته الافريقية بقيادة مدربه ونجم وسطه السابق نبيل معلول على كتيبة من اللاعبين المميزين مثل حارس المرمى الشاب معز بن شريفة وقلب الدفاع الكاميروني يايا بنانا ولاعبي الوسط مجدي التراوي وخالد القربي ويوسف المساكني وصانع اللعب اسامة الدراجي ومهاجمه الكاميروني يانيك نجانج. وتلقى الترجي مكافأة تألقه في عام 2011 بعدما اختير أفضل ناد في القارة من الاتحاد الافريقي لكرة القدم فيما حصل صانع لعبه الدراجي على جائزة أفضل لاعب محلي. وعاد النادي الافريقي للواجهة القارية بعد غيابه منذ عام 1999 عندما بلغ نهائي كأس الاتحاد الافريقي وفرض نفسه من بين فرق المقدمة في القارة. ورغم اخفاقه في نيل اللقب أمام المغرب الفاسي يعتبر الافريقي وصوله للمباراة النهائية لأول مرة منذ نحو 11 عاما بتشكيلة من اللاعبين الشبان يفتقدون للخبرة انجازا في حد ذاته. والى جانب نجوم الفريق زهير الذوادي وبلال العيفة والكاميروني الكسيس ميندومو برز في الافريقي جيل جديد من اللاعبين الشبان ساهموا في قيادته لنهائي كأس الاتحاد إلى جانب ركائز الفريق على غرار قلب الدفاع محمد علي اليعقوبي والظهير الأيسر أسامة الحدادي ولاعب الوسط حمزة المشرقي. وفي مطلع العام عندما كانت الاضطرابات والاعتصامات في تونس في أوجها عقب هروب الرئيس بن علي عاد منتخب اللاعبين المحليين إلى أرض الوطن حاملا كأس أمم افريقيا للمحليين بفوزه على انجولا 3-صفر في المباراة النهائية للمسابقة التي أقيمت في السودان وأهدى اللقب الى "شهداء الثورة". واختير الذوادي أفضل لاعب في البطولة لمساهمته في قيادة منتخب بلاده لمنصة التتويج. وكاد منتخب تونس الأول أن يضيع بطاقة التأهل إلى نهائيات كاس أمم إفريقيا التي تستضيفها الجابون وغينيا الاستوائية لكن الحظ وقف إلى جانبه في نهاية المطاف ليصعد للمشاركة في البطولة القارية. وبدأت تونس مشوارها في التصفيات بقيادة المدرب الفرنسي برتران مارشان بشكل سيء رغم انها لعبت ضمن مجموعة سهلة ضمت بوتسوانا ومالاوي وتشاد وتوجو. وخسرت تونس في الجولة الأولى على أرضها أمام بوتسوانا بهدف دون رد وفازت على تشاد 3-1 في الجولة الثانية قبل ان تتعادل في الجولة الثالثة أمام مالاوي 2-2 مما دفع اتحاد الكرة لإقالة المدرب الفرنسي من منصبه وتعيين سامي الطرابلسي بدلا منه. وشكل تعيين الطرابلسي حبل النجاة للفريق بعد نجاحه في انتزاع بطاقة التأهل للنهائيات باحتلال في المركز الثاني في المجموعة وراء بوتسوانا. وجاء تعيين طارق دياب نجم وسط الترجي ومنتخب تونس في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي وزيرا للشباب والرياضة ليختم نهاية عام موفق لكرة القدم التونسية ويرفع آمالها في مزيد التألق القاري.