رحب زعماء دول الخليح العربية بدعوة العاهل السعودي الملك عبد الله إلى ضم الصفوف في "كيان واحد" فيما بدا انه محاولة لتشكيل جبهة موحدة أقوى بعد تلميح إلى تهديدات إيرانية. وقال العاهل السعودي أمس الاثنين ان امن بلاده ودول الخليج العربية الاخرى مستهدف مشيرا فيما يبدو الى ايران ودعا دول مجلس التعاون الخليجي إلى "تجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الإتحاد لتشكل دول المجلس كيانا واحدا." ويتضمن ميثاق تأسيس مجلس التعاون الخليجي في عام 1981 هدف تحقيق وحدة أقوى لكن الانتفاضات الحاشدة التي اعادت تشكيل توازن القوى في الشرق الاوسط والمخاوف من ايران اعطت لهذا الهدف قوة دافعة. وقال مسؤولون ان المشاركين في اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي الذي استمر يومين بحثوا الموضوع بصفة غير رسمية وتعهدوا بدراسة ورفع تقرير بحلول مارس اذار دون ان يحددوا ما هي الخطوات الملموسة التي قد تتخذ. وطالبت دول مجلس التعاون الخليجي بأن تنفذ سوريا على الفور خطة السلام التي اعدتها الجامعة العربية التي وقعتها لانهاء حملة العنف ضد المحتجين المناهضين للحكومة. وقال الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي الذي تضطلع بلاده بدور بارز في مجلس التعاون الخليجي إنه يتعين على سوريا قبول خطة جامعة الدول العربية التي وقعتها دمشق والتي تدعو إلى سحب القوات من المراكز السكانية والإفراج عن السجناء وبدء حوار مع قوى المعارضة. وقال الأمير سعود الفيصل ردا على سؤال بشأن توقيع سوريا على بروتوكول لتنفيذ خطة الجامعة العربية إن هذه الخطوات يجب أن تنفذ فورا إذا خلصت النوايا. وتعهد مجلس التعاون الخليجي في أول قمة يعقدها منذ ان اجتاحت الاحتجاجات العالم العربي هذا العام بتكامل عسكري وأمني أوثق في البيان الختامي الذي أذيع في التلفزيون السعودي. وجاء في البيان أن الزعماء وافقوا على مبادرة العاهل السعودي "لتجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الإتحاد لتشكل دول المجلس كيانا واحدا يحقق الخير ويدفع الشر إستجابة لتطلعات مواطني دول المجلس ومواجهة التحديات التي تواجهها." ولكن البيان لم يذكر صراحة إيران التي يتهمها زعماء دول الخليج بإذكاء الاضطرابات في البحرين التي أخمدتها قوة تدخل مشتركة من مجلس التعاون الخليجي. لكن محللين قالوا ان ذلك التحرك -وكذلك تصريحات الملك عبد الله التي اجتذبت تصفيقا من الوفود امس الاثنين- جاء ردا على ما يعتبر تهديدا من ايران والانتفاضات العربية. ولم تتحقق بعد اقتراحات لإقامة اتحاد جمركي وعملة موحدة وقيادة عسكرية مشتركة ولكن الدول شكلت قوة مشتركة صغيرة أرسلت جنودا إلى البحرين في فبراير شباط الماضي بطلب من حكامها. وكانت دول الخليح قالت في مايو ايار إن المغرب والأردن وهما نظامان ملكيان آخران عربيان قد ينضمان إلى مجلس التعاون الخليجي. وتعهدت الدول الخليجية اليوم الثلاثاء بتقديم 2.5 مليار دولار في صورة مساعدات تنمية لكل من الدولتين. وقال محلل اقتصادي طلب عدم نشر اسمه "في هذه المرحلة كل شيء يجب ان يتعلق بالامن. هاتان المملكتان في المحيط الاوسع للمنطقة ويريد الخليج دعمهما من اجل المحافظة على وضع السلطة بهما." وقال الامير سعود ان الدول الخليجية ستقدم ايضا مساعدات الى اليمن. واجتمع وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي مع نواب وزراء مالية دول الخليج العربية يوم الاحد للحصول على دعم في مجال التنمية وقال للصحفيين ان التوقعات كبيرة. وزادت التوترات بين القوتين الكبيرتين في الخليج ايران والسعودية في الاشهر الاخيرة. وتشتبه السعودية منذ فترة طويلة في وجود طموحات توسعية لدى ايران بعد تشكيل حكومة يتزعمها الشيعة في العراق كما تشتبه في ان طهران تحاول صنع قنبلة نووية. واشارت ايضا الى مزاعم الولاياتالمتحدة بأن ايران ساندت مؤامرة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن كدليل على هدف طهران زعزعة استقرار المنطقة. وقال الامير سعود اليوم الثلاثاء انه يتعين على العراق ان يوضح سياساته مع الدول الاخرى في المنطقة بعد رحيل اخر قوات امريكية من العراق هذا الشهر. ولا توجد سفارة للسعودية في بغداد.