طالب خبراء النقل البحرى واللوجيستيات، إدارة هيئة قناة السويس، بتطبيق سياسات تسويقية جديدة على السفن التجارية العابرة لقناة السويس، القادمة من شمال أوروبا وجنوب شرق آسيا، لمواجهة التأثيرات السلبية المتوقعة على أداء قناة السويس، بالتزامن مع تزايد أعداد السفن العابرة بقناة القطب الشمالى الجديدة، والتى تجذب سفن البضائع والبترول بشمال أوروبا وجنوب شرق آسيا. وقال حمدى برغوت، خبير النقل البحرى واللوجيستيات، إن طريق القطب الشمالى يعد المنافس الأوحد لقناة السويس حاليًا، فى عبور التجارة البينية بين شمال أوروبا وجنوب شرق آسيا، مشيرًا إلى أن حركة التجارة العابرة بين أوروبا وآسيا عبر قناة السويس سوف تتأثر سلبًا. وأضاف أن عدد السفن العابرة بالقطب الشمالى يتزايد سنويًا، حيث وصل إلى 8 بواخر خلال عام 2011 و38 فى 2012 و100 سفينة محملة بالبضائع فى عام 2013. وأوضح أن دول شرق آسيا تسعى إلى حل مشكلات العبور بطريق القطب الشمالى، وتغيرات المناخ للاستفادة منه فى عبور تجارتها فى وقت أسرع وبتكلفة أقل، مشيرًا إلى أن قناة السويس ستفقد جزءًا من تجارتها العابرة فى حال عدم تدعيم إدارة هيئة قناة السويس التجارة البينية، بين شرق آسيا وأوروبا بسياسات تسويقية جديدة مع رفع كفاءة العبور وجودة الخدمة المقدمة، خاصة الإلكترونية واللوجيستية. وقال سمير معوض، خبير النقل البحرى، إن انحسار الجليد بمعدل مرتفع خلال الفترة الأخيرة خلق ممرات مائية تربط بين شمال أوروبا ودول جنوب شرق آسيا دون دفع أى رسوم للعبور. حمدى برغوث وأضاف أن القناة الجديدة بالقطب الشمالى توفر وقتًا كبيرًا وتختصر طريق العبور، خاصة أن %33 من تكاليف النقل البحرى تنفق فى الوقود، مما يجعلها منافسًا قويًا لقناة السويس لقلة استخدام السفن للوقود، مما سيؤثر على حجم التجارة المارة، وسيؤدى إلى تراجع البضائع السائلة والجافة المارة بقناة السويس. وأكد معوض أهمية قيام الهيئة بدراسة قناة القطب الشمالى الجديدة وتأثيراتها على حركة التجارة المارة بقناة السويس، مطالبًا الإدارة بتنفيذ عمليات ازدواج المجرى الملاحى، والتى ستساهم فى خفض زمن المرور بين قافلتى الشمال والجنوب. من ناحية أخرى قال مصدر مسئول بهيئة قناة السويس، إن الهيئة تعكف دائمًا على دراسة التحديات التى قد تؤثر على إيرادات قناة السويس وحركة المرور بها بشكل دائم وعن كثب، موضحًا أن هناك لجانًا متخصصة بإدارة الهيئة لدراسة مثل هذه الأمور. وأوضح أن طريق القطب الشمالى، يعمل فترة 6 شهور فقط ويقوم بنقل البترول والغاز الطبيعى وبضائع الصب المنتجة فى روسيا وشمال النرويج من أوروبا إلى آسيا، مشيرًا إلى أن طبيعة الطريق لا تتناسب مع سفن الحاويات والخطوط الملاحية المنتظمة. وأكدت تقارير اقتصادية صدرت مؤخرًا، أن العديد من الدول الآسيوية، لا سيما الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية، تسعى للمشاركة فى تطوير مصادر الطاقة وأبحاث التغير المناخى فى منطقة القطب الشمالى من خلال منتدى التنسيق بين دول القطب الشمالى لعبور تجارتها بين قارتى أوروبا وآسيا، بما يقلل المسافات والتكاليف التى تقطعها السفن بين شمال أوروبا وشرق آسيا، فى ظل الظروف الراهنة، حيث إن الشحن من ميناء طوكيو اليابانى وبوسان الكورى بكوريا الجنوبية إلى موانئ روتردام وهامبورج بأوروبا يضمن المرور من الطرق المزدحمة ومنها قناة السويس. وأرجعت التقارير أهمية القطب الشمالى إلى أن الطرق البحرية التى تربط البحر الأحمر بالمحيط الهندى تمر عبر الصومال الذى يعانى بدوره من القرصنة البحرية واليمن الذى يعانى من انعدام الاستقرار، مما يعنى أن الشحن العالمى يواجه مخاطر أمنية فى خليج عدن. وأشارت التقديرات المبدئية إلى أن الرحلة البحرية التى تستغرق 40 يومًا لمسافة 22 ألف كيلو متر من شمال أوروبا إلى شرق آسيا عن طريق قناة السويس ستقل إلى 30 يومًا لمسافة 15 ألف كيلو متر عن طريق بحر الشمال، فضلاً عن تجنب المخاطر الأمنية من الصومال واليمن.