يبلغ رأس مال (دويتشه بنك) أحد أكبر البنوك العالمية طبقًا لآخر إحصاء 2255 مليار دولار مما يجعله أحد اللاعبين الكبار المتحكمين في اقتصاد العالم، ولكن يواجه البنك الألماني مشاكل كثيرة وعلى مجلس الإدارة أن يقرر كيف سيكون مستقبل أكبر بنوك ألمانيا، الجو دافئ في أبريل ولكن خارج المركز الرئيسي للدويتشه بنك في فرانكفورت تزداد سخونة الجو حيث يقف أكتر من 200 موظف في ملابس صفراء تشبه الزي الرسمي لموظفي بوست بنك أحد أفرع الدويتشه بنك يتظاهرون ضد سياسة المؤسسة العالمية العريقة، في الطابق 34 يجتمع مجلس الإدارة الذي سوف يقرر مستقبل البنك والإستراتيجية المتبعة في العقود القادمة وماذا سيبقى؟ وماذا سيأتي؟ وماذا سيباع؟ قائمة فضائح البنك الألماني دويتشه بنك طويلة ولكن يبدو أنها تراكمت فوق بعضها في هذه الأيام. هل سيبقى الدويتشه بنك أو البنك الألماني كما هو أم سيفقد هويته الألمانية؟ يجب تغيير السياسة التي يتبعها البنك لأن البنك يعاني منذ سنوات حيث يجب على البنك دفع غرامة قدرها 2.3 مليار يورو بسبب تلاعب البنك في أسعار الفائدة على القروض. المؤسسة المالية العملاقة تفقد ورقة التوت الأخيرة أرباح البنك أقل من المتوقع حيث كان الهدف هو تحقيق أرباح بنسبة 12 في المائة من رأس المال العامل، في الواقع تم تحقيق نسبة 3 بالمائة فقط، بينما يحقق البنك الألماني مستويات قياسية مضاعفة في سوق الأسهم منذ 2011 كما يشير مؤشر سوق المال الألماني إلا أن الأداء الضعيف للبنك واضحٌ جدًا الآن حيث يدور الحديث عن القلق المتزايد للمستثمرين وأنهم سوف يبدؤون في سحب إيداعاتهم، ولهذا يجب على البنك أن يغير إستراتيجيته حيث يوجد 3 نماذج متوقعة لهذا التغيير. المؤكد هو أن البنك الألماني سوف يرفض أي أعمال تجارية غير مؤكدة الأرباح أو كبيرة المخاطر، وهذا ضروري لأن حجم رأس المال المرتفع الذي يجب على البنك الألماني توفيره بالنظر إلى المخاطر المتوقعة صعب للغاية، فالعقوبات المفروضة على البنك ضخمة، وأيضًا لم تساعد المؤسستان ذواتا رؤوس الأموال الضخمة اللتان انضمتا للبنك مؤخرًا كثيرًا في هذا الشأن. السيناريو الأول: طرح أسهم شريك البنك الألماني دويتشه بنك بوست بنك في البورصة أو بيعه المرجح أنه سوف يتم بيع بوست بنك الذي تم دمجه في البنك الألماني دويتشه بنك في 2010، وهذا من شأنه أن يقلل نسبة المخاطرة برأس المال حيث أن بوست بنك قام بمنح كمية كبيرة من قروض البناء والتي يجب دعمها برأس مال كبير لمدة طويلة. أيضا من الممكن طرح بوست بنك في البورصة حيث يمكن أن تتدخل البنوك الأوروبية الكبيرة الصاعدة مثل الإسباني سانتاندر أو الفرنسي بي إن بي باريبا. وبالتالي يستطيع البنك الألماني دويتشه بنك الحفاظ على استمرارية الأعمال الاستثمارية الخاصة به ولكن من المتوقع أيضا أن ينخفض حجم البنك الألماني في السوق العالمية حيث يجري الحديث عن تخيفض عدد فروعه العالمية ال750 إلى الثلث. أيضا في هذا السيناريو سيتم تخفيض الاستثمار البنكي بشكل كبير، استثمارات بقيمة 150 مليون يورو يتم إيقافها من أجل الحد من الميزانية العمومية. السيناريو الثاني: التركيز الكامل والاعتماد الكلي على الخدمات المصرفية الاستثمارية هذا السيناريو غير مرجح وهو أن يتم وقف الخدمات المصرفية للأفراد تمامًا سواء في أفرع الدويتشه بنك أو بوست بنك التابع له. وبهذا يصبح الدويتشه بنك بنكًا استثماريًا فقط يجذب المشاريع العملاقة والاستثمارات الكبيرة والتي بالتالي ستتم إضافتها لإدارة أصول البنك، وعلى هذا يجب على جزء كبير من مجلس الإدارة أن يرضى بهذا السيناريو والذي تم رفضه في البداية. السيناريو الثالث: عدم الاستقرار، وتوفير المال بكثرة في هذا السيناريو يبقى الوضع كما هو عليه من قبل في البنية الأساسية، لن يتم بيع أي فرع ولكن في كل فرع يتم اتباع سياسة التوفير وبشدة وعلى نطاق واسع. فرص نجاح هذا السيناريو ضيئلة، ولكن من خلاله يمكن تحقيق شيء واحد فقط وهو عدم بيع بوست بنك حيث أن موظفي بوست بنك دخلوا مؤخرًا في إضراب عن العمل بسبب المفاوضات المتعثرة، فهم قلقون على مستقبلهم وسوف يتظاهرون الجمعة القادمة أمام البرجين العملاقين للدويتشه بنك بينما يناقش مجلس الإدارة فرص إنقاذ عملاق الاقتصاد الألماني، وكيف سوف تكون الوسيلة؟! المصادر Image Credit: Getty Images