قال حمدين صباحي، المرشح الرئاسي، إن لديه شكوكا في أن يتمكن قائد الجيش ووزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي من إحلال الديمقراطية إذا انتخب للمنصب، مشيرًا إلى ما قال إنها انتهاكات حقوقية وقعت منذ أعلن السيسي عزل الرئيس محمد مرسي في يوليو. وبدأ صباحي مقابلته مع فريق عمل وكالة رويترز قائلا:"أهلا بكم في مكتب رئيس مصر القادم"
وأضاف صباحي -في مقابلة مع رويترز- إن السيسي يتحمل "مسئولية مباشرة أو ضمنية سياسية" عن انتهاكات حقوقية وقعت في أكبر الدول العربية سكانا خلال الفترة الانتقالية التي بدأت بعد عزل مرسي وتستمر لحين إجراء انتخابات تشريعية بعد الانتخابات الرئاسية.
وكان صباحي أيد بقوة إعلان السيسي في يوليو، عزل مرسي الذي حكم مصر عاما واحدا لكنه يقول إن معالم عصر الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي أطاحت به انتفاضة شعبية مطلع عام 2011 تعود الآن.
ولمح السيسي بقوة إلى عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية المتوقع إجراؤها خلال أشهر، كما أعلن صباحي الذي حل ثالثا في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة عام 2012 عزمه خوض السباق للمرة الثانية رغم توقعات بفوز ساحق للسيسي لما يتمتع به من تأييد قطاع كبير من الشعب المصري.
ورغم ما يشير إليه من "الأخطاء" يقول صباحي إنه "غير نادم" على المشاركة في الاحتجاجات التي اندلعت ضد مرسي يوم 30 يونيو، ويعتبرها "ثورة متممة ومصححة لثورة (25) يناير التي أطاحت بمبارك.
وأضاف صباحي الذي أودع السجن 17 مرة في عهد مبارك إن مصر ما زالت بانتظار نظام ديمقراطي حقيقي.
وقال إن الحكم الانتقالي الحالي "لم يعبر عن احترامه للقيم الديمقراطية والتعدد.. وانتهك الدستور اللي احنا اتفقنا عليه (في تعامله مع المعارضين).. ما نعيشه ليس تعبيرا عما يريده ويستحقه الشعب المصري من حريات."
وحمل صباحي الإخوان المسئولية الأكبر عن العنف. وقال "ما أعرفه أن جماعة الإخوان المسلمين كجماعة وحزب مسئولة مسئولية سياسية كاملة عن ظاهرة العنف والإرهاب في مصر."
وأضاف "لو كانوا اختاروا أن يحترموا إرادة شعبهم ثم يمارسوا المعارضة بطرق سلمية لم يكن يحدث أبدا هذا الاندفاع (نحو العنف)."
وشدد على أن مصر لم تطهر بعد من النظام "العفن" أو تضع نواة لجيل جديد من الساسة.
وأضاف "النظام اللي حكمنا لأربع عقود وقام على فقر واستبداد وفساد وتبعية لا يزال قائما بنفس سياساته الجوهرية، التغير في وقت مرسي كان تغيرا على السطح، وتم نوع من أنواع إحلال نخبة تطلق ذقونها مكان نخبة حليقة."
ولكنه عاد وأكد على أن ملايين المصريين الذين نزلوا إلى الشارع للمساعدة في الإطاحة برئيسين في ثلاثة أعوام لن يتسامحوا مع أي دكتاتورية جديدة.
وعبر عن "مخاوف" من إعادة إنتاج نظام مبارك لكنه حذر من أن "اللي هيعيد إنتاج نظام مبارك ومرسي سيلقى مصير مبارك ومرسي".
وأضاف "أي محاولة لإنتاج النظام القديم أو الحفاظ عليه حتى لو بمكياج وبرش السكر فوق الموت لن تفلح."
وتابع أن الحكومة الحالية استخدمت حربها على الإرهاب كغطاء من أجل خنق المعارضين. وقال إن أبرياء تعرضوا للاعتداء وأشار إلى أن الحكومة أصدرت قانونا يقيد الاحتجاجات.
ووصف صباحي قانون تنظيم المظاهرات بأنه "خطأ لا معنى له". وقال "شباب الثورة ملقى في السجون ووجوه مبارك الفاسدة تعود لتطل علينا في الإعلام والمشهد السياسي."
وعلى الرغم من مزاعم بوجود انتهاكات في الفترة الحالية إلا أن السيسي له شعبية عند كثير من المصريين بوصفه شخصية حاسمة يمكنها قيادة البلاد للخروج من أزمتها السياسية والاقتصادية.
ويرى صباحي أن شعبية السيسي سببها "الشعور الجمعي بالخوف على قضية الأمن" وهو ما دفع الناس للجوء إلى قوة قادرة على أن "تفل الحديد بالحديد".
وقال "الجيش انحاز للشعب ...السيسي تعبير عن هذا الانحياز لإرادة الشعب فلاقى هذا التقدير وهو مستحق له."
وتابع أن السيسي في حال وصوله للحكم ستكون "لديه فرصة أنه يمشي باتجاه عبد الناصر... و(لكنه) يواجه خطر أنه يمشي في اتجاه مبارك.. إذا أحاطت بالسيسي نخبة نظام مبارك البائدة فهي ستثقله باتجاه الانحدار إلى حال مبارك.. وإذا أحاطت به نخبة من الثورة هتحلق في اتجاه أحلامها ليقترب من تجربة العدل الاجتماعي اللي عبر عنها عبد الناصر."
ويأمل صباحي أن يلهم المصريين كي يستكملوا ما سماها ثورة غير مكتملة. وأضاف "فيه ثورة عظيمة في البلد... لا تكتمل إلا بالوصول إلى السلطة. مستقبل مصر مرهون بوصول هذه الثورة بقيمها وأهدافها وسياساتها والمعبرين عنها إلى السلطة."
ووصف صباحي نفسه بأنه من قلب الناس وهو الذي يمثل الثورة ومطالبها وأهدافها المتمثلة بالعدالة الاجتماعية والديمقراطية.
وتابع أن عدم وصول من قاموا بالثورة للحكم "ليس ضعفا من الشعب.. (بل) ضعف القوى السياسية المعبرة عنه."
وانتخب صباحي مرتين لعضوية البرلمان في عهد مبارك وحل أولا في مدينة الإسكندرية والسويس وعدة محافظات في دلتا مصر في انتخابات الرئاسة عام 2012 التي فاز فيها مرسي.