سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
باسم يوسف يفتح النار على «اختراع الجيش»: «خزعبلات ونصب وبجاحة».. اللواء «عبد العاطي» دجال لا يعرف شيئًا عن الطب.. صاحب علاج فيروس «سي» لطخ البدلة العسكرية.. مصر عادت للعصور الوسطى ب«الجهاز أبو إريال»
شن الإعلامي الساخر باسم يوسف، مقدم برنامج «البرنامج»، على قناة «إم بي سي»، هجومًا حادًا على «اختراع الجيش» لعلاج فيروس «سي» والإيدز، واصفًا الجهاز ب«الخزعبلات». وقال «يوسف» في مقاله بصحيفة «الشروق»، اليوم الثلاثاء، تحت عنوان «علاج الإيدز: ثلاثية الجهل والبجاحة وقلة القيمة»، إن «خطورة أن تخرج على الملأ وتدعي أنك وصلت لاكتشاف ما، أن العامة لا يناقشونك في التفاصيل، ولا أقصد بالعامة هنا الجهلاء أو أنصاف المتعلمين، لكن أقصد أيضا المذيعين والإعلاميين الذين يستمعون إليك بانبهار ولا يدركون مقدار ما يحمله كلامك من جهل».
وتطرق «يوسف» إلى بعض المعلومات التي ذكرها اللواء إبراهيم عبد العاطي، مخترع الجهاز، واصفًا ما ذكره اللواء ب«الكلام الفارغ».
وقال: «يخرج علينا اللواء عبد العاطي ويقول لنا إن فيروس الكبد الوبائي (سي) أقوي من فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) لأن فيروس (سي) يحتوي على شريطين أو (سبحتين) من الحامض النووي على عكس فيروز الإيدز».
وعقب: «هذه معلومة كفيلة بأن يرسب بسببها طالب في السنة الثالثة في كلية الطب في علم الميكروبيولوجي ففيروس (سي) مثل الإيدز (single standed) يعني حمضه النووي (سبحة واحدة) ولكن الفارق أن فيروس الإيدز لديه نسختان من الحمض النووي داخل الفيروس».
وواصل: «اللواء عبد العاطي مثل جراح يعلن عن ابتكار عملية جراجية جديدة ثم يخطيء في أول مباديء التشريح الذي يعرفه طالب السنة الأولي في الطب».
وأردف: «هذا اللواء لا يعرف أبسط الأشياء عن تركيبة الفيروسات التي يدعي أنه قاهرها».
وانتقل «يوسف» إلى جملة «الكفتة» التي ذكرها «عبد العاطي» في شرحه للجهاز، وقال: «الجملة الشهيرة بتاعة الكفتة وهي الجملة التي وجدنا أساتذة كبارا في مجالهم صغارا في علمهم يروجون لها تحت ادعاء أن الجهاز الذي يدمر الفيروس سوف ينتج عنه تفتيت الحمض النووي، وبعد ذلك سوف يستفيد منها جسم الإنسان في صورة أحماض أمينية لأنها تتحول إلى بروتين ولذلك يمنع الدكتور عبد العاطي مرضاه من تناول البروتين الحيواني طوال فترة العلاج».
وعلق: «هذه معلومة لو قالها طالب طب في امتحان شفوي لتم طرده من الامتحان وربما منع أحد من عائلته أو أقاربه أو بلدته من الالتحاق بكلية الطب إلى الأبد»، وتابع: «من مهازل هذا الزمن أن يجد المرء نفسه مضطرا لشرح هذه الخزعبلات ولكن لا بأس».
وبين: «فيروس الإيدز معروف أنه يقوم باحتلال الخلاية البشرية بطريقة أشبه بحصان طروادة، فبعد أن يستقر الفيروس على سطح الخلية يقوم بحقن حمضه النووي إلى داخلها ثم يقوم بغزو النواة ويقوم (بحشر) حمضه النووي في الحمض النووي الآدمي، ثم يجبر الخلية الآدمية على تغيير الشفرة الجينية لها فتقوم بتصنيع المزيد من الفيروسات فتنفجر الخلية وتقوم الفيروسات بغزو خلايا أخرى ».
وتابع: «سؤالنا للواء قاهر الفيروسات، هل جهازك يضرب الفيروس وهو في داخل نواة الخلية فيدمر الخلايا البشرية والفيروس معا؟ أم يدمره وهو ما زال على سطح الخلية أم يدمره وهو في مجري الدم أم يدمره وهو في داخل الأنسجة؟ وكيف تدمر الفيروس بالكامل دون إلحاق الضرر بالخلايا البشرية التي تحتضن الفيروس؟».
وواصل: «وكيف بعد تدميره يستفيد الجسم بالحمض النووي للفيروس وهو له شفرة جينية مختلفة عن الشفرة الآدمية، ولو صحت هذه ( النظرية الفاجرة ) إذن لماذا لا يستفيد الإنسان بعد شفائه من فيروس الإنفلونزا من الأحماض الأمينية؟».
وتابع: «يبدو أن اللواء قاهر الفيروسات وجد حلا سحريا لمشكلة الغذاء في العالم، فبدلا من أن يذهب الفقراء إلى الجزار فيمكننا أن نحقنهم بفيروسات مثل الإنفلونزا مثلا وبعد أن ينحسر المرض ويتم تكسير الفيروس داخل الجسم يستفيد المريض بالحماض الأمينية فيتحول لبروتين ويستغني عن اللحمة»، وعقب: «إيه الهبل ده إيه النصب ده؟».
وانتقل «يوسف» للحديث عن «جهاز التشخيص» الذي شبهه ب«الجهاز أبو إريال».
وقال: «يخرج علينا د. أحمد مؤنس وهو من أفراد الفريق المخترع، فيقول لنا إن (الجهاز أبو إريال) بعد أن حضنه أحد المرضي (لزقت) بعض الفيروسات في (الجاكتة)»، وعقب: «بعيدا عن التريقة ألا يعلم دكتور الكبد الشهير أن الفيروس يعيش في دم وأنسجة العيان؟، كيف وصل الفيروس إلى جلد العيان وملابسه ليعلق بجاكتة الدكتور المحترم، إن صح ذلك فمعني ذلك أن الفيروس ينتقل باللمس وهو ما لا أعرفه عن فيروس (سي) وربما لا يعرفه دكتور الكبد الشهير».
وواصل: «ثم يخرج هذا الطبيب وغيره فيقول إن جهاز العلاج يستطيع أن يعالج جميع الفيروسات (كدا هو) والسرطان والصدفية وقصور الشرايين والضعف الجنسي والسكر وكمان مضاد للبكتريا، وإن صبرت عليهم ربما يعالج العقم وتساقط الشعر ويفك الحجاب ويصرف الجن».
وأردف: «هنا خرجنا من دائرة الجهل إلى دائر أخرى وهي دائرة البجاحة».
وتابع: «البجاحة هي تكرار معلومات تنم عن جهل وتضحك على البسطاء، البجاحة هي أن تخرج على الناس وأنت فاتح صدرك وتدعي أن جهازك يعالج كل الأمراض بدون أن تقدم دليلا علميا واحدا».
وقال: «البجاحة هي أن تقول إن جهاز التشخيص (أبو إريال) تم عرضه في المجلات العلمية ثم تعطي لنا رابطا لموقع علمي تنشر فيه أبحاث الدجل والنصب».
وأوضح: «موقع (waste) هو موقع يستطيع أي شخص أن ينشر بحثه فيه حتى لو كان تليفون تتصل بيه بالكائنات الفضائية، والمجلة الأخرى التي يدعون أنهم نشروها فيها وهي مجلة أمراض الكبد الأوربية، تم النشر بها كملصق (بوستر) وليس كورقة بحث مقبولة».
وأضاف: «البجاحة أن تدلس على الناس وتقول إن جهاز التشخيص تم قبوله وهناك وثيقة (تخرم عين العدو) تقول بكل ثقة إنه تم رفض براءة الاختراع لأن اللغة العلمية ركيكة ولأنه لا يوجد دليل علمي مقبول لقدرات الجهاز المزعومة، منها مثلا أن الجهاز يستطيع أن يرصد مريض الفيروس من على بعد أكثر من نصف كيلو».
وقال: «بعد كورس الجهل اللطيف وجدنا أن الجهل تحول إلى بجاحة إلى فيلم من أفلام جيمس بوند فمرة يقولون إن الجهاز تم إخفاؤه عن كل دول العالم لمدة عشرين سنة ومرة يقولون إن الجهاز تم عرضه في مؤتمرات علمية وهو كذب ولم يحدث، البجاحة تستمر فيقولون إنه تم عرض اثنين مليار دولار على اللواء عبد العاطي أو عشرين مليون دولار حسب رواية د. أحمد يونس حتى يتنازل عن الجهاز، وهو ما أراه غريبا لأن اللواء عبد العاطي كان يقدم برنامجا للعلاج بالقرآن الكريم منذ ثماني سنوات فقط على قناة الناس، فهل كان يعمل كعميل سري للمخابرات في قناة الناس بالليل ثم يذهب إلى مقر عمله بالهيئة الهندسية في الصباح؟».
وواصل: «لن أخوض في موضوع أن اللواء كان يعالج بالأعشاب وأن عيادته تم غلقها ثم هرب فربما كان ذلك كله جزءا من خطة التمويه التي وضعتها له المخابرات ولكنني سأتكلم عن نوع آخر من البجاحة هو أن تواجه أي محاولة للنقاش العلمي بأعذار مثل أنك عدو الجيش وتريد أن تقتل الأمل بل ويتهمونك أنك جزء من مخطط دولي ومخابراتي لهدم الدولة وأنك تعمل لحساب مافيا الأدوية العالمية، على أساس أن مافيا الأدوية سوف تتهدد من كمية الجهل المطبق الذي طفح على الجميع من هذا الفريق».
وواصل: «الآن تجد نغمة بجحة تقول إننا يجب ألا نعرض الجهاز للتقييم العلمي لأن دول العالم ستسرقه مننا فيجب الحفاظ عليه كسر عسكري، يعني من الآخر الجهاز ما يتخيرش عن العلاج بالزار الذي يخرج الموهومون منه بأنه شفاهم ولكن محروم على الأجانب أن يعرفوا أسراره فيمكنك أن تدعي أنك شفيت المئات والآلاف وليس هناك دليل على ذلك إلا شهادات من تستأجرهم ونتائج المعامل التي تسيطر أنت عليها».
وأردف: «البجاحة أن تقول بعلو صوتك إن الفاصل بيني وبينك هو مرض ومريض ولتذهب الأبحاث العلمية والاعتراف الدولي للجحيم طبعا يتآمرون علينا، البجاحة هي أن تدفع بأشخاص ليدلوا بشهادتهم في التليفزيونات ويقولوا إن الجهاز قد شفاهم فتستمر في جريمة إيهام المرضي، فأنت هنا لا فرق بينك وبين ضحايا العلاج بالجن والسحر الذين يحلفون بكرامات سيدنا الشيخ بعد أن فك السحر عنهم».
وتابع: «البجاحة هي أنك تستمر في عندك وتتستر بعباءة الجيش التي لطختها أنت بجهلك ونظريات الكفتة.. البجاحة أن تدعي أن هذا كشف علمي لا يفهمه الأطباء لأنهم معتادون على معالجة الأمراض كيميائيا ولكن هذه العلاجات الأسطورية تعتمد على نظريات فيزيائية لم يتوصل إليها العلم الحديث وكأن كليات العالم التي تدر الهندسة الطبية وتبدع في علوم التكنولوجيا والأجهزة الطبية تقوم بتدريس مادة التدبير المنزلي، وكأن أجهزة التشخيص من سونار إلى رنين مغناطيسي إلى أشعة مقطعية ليست لها علاقة بالفيزياء».
وواصل: «البجاحة كانت عالية جدا لدرجة أنني لم أشهد انتفاضا للأطباء ولا نقابتهم ولا وزارتهم لمواجهة هذا العبث وهذا الجهل الذي يفوق جريمة العلاج بالحجامة وبول الإبل، كيف يواجه الأطباء والأساتذة طلابهم في مدرجات الجامعة ولا يجرؤ أحد منهم أن يصرخ كل يوم في برامج التليفزيون أن هذا نصب واحتيال؟»
وقال: «البحاجة هي أن تهاجم عصام حجي الذي صمم عملية هبوط مركبة المريخ وتقول إيش فهمه أصله فلكي وتهاجم زويل وتقول إيش فهمه ده أمريكاني، ثم تأخذ جانب معالج قناة الناس وطبيب الأعشاب ودكاترة كبد خانوا مهنتهم لأسباب غير معلومة».
وانتقل للجزء الثالث من المقال تحت عنوان «قلة القيمة»، وقال: «قلة القيمة التي جعلت شعب أم الدنيا لا يختلف عن سكان الكهوف الذين يؤمنون بالخرافات وفي أي لحظة يمكن اللعب على مشاعرهم الدينية والوطنية ليحملوا المشاعل لحرق العلماء على أنهم سحرة أو كفرة أو خونة».
واختتم: «حين لا يتحقق هذا الوعد، وحتى تتكشف أكاذيب هؤلاء الدجالين، وحين تفضح مصر على رءوس الأشهاد فلا تحدثني عن التشكيك والتقليل من الجيش، فأنتم الذين تسببتم في الفضيحة والعار وقلة القمة للبلد كله».