أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت مثل الفيسبوك وتويتر وكذلك مواقع الزواج مثل "مسلمة" و"شريك عمري" و"قران" وغيرها الكثير من المواقع ملاذا للبنات اللواتي فاتهن قطار الزواج في مصر. وتنتشر العنوسة في مصر بدرجة كبيرة وحسب الإحصاءات الرسمية يوجد في مصر 13 مليون شاب وفتاة تجاوزت أعمارهم 35 عاماً لم يتزوجوا، منهم 2.5 مليون شاب و10.5 مليون فتاة فوق سن ال35. وبحسب الإحصاءات على مواقع الزواج عبر الشبكة تبين أن أكثر البنات المصريات اللواتي يبحثن عن شريك حياتهن عبر مواقع التعارف يبحثن عن شباب يعملون في الخليج فحسب رأيهن أنه الرجل الأنسب من الناحية المادية ويستطيع أن يلبي جميع متطلباتهن ويخرجهن من الفقر والعنوسة. تقول نجاة وهي فتاة مصرية (37 عاما) من سكان حي الرحاب في مدينة نصر في القاهرة إنها يئست من إيجاد شاب مصري مناسب، ولهذا فقد لجأت إلى مواقع الزواج عبر الانترنت لتبحث عن الرجل المناسب وذلك بعد أن سمعت عن هذه المواقع من صديقاتها، وتضيف: "نجحت صديقتي منال من الزواج من شاب عربي يعمل في الإمارات وهي تعيش حياة سعيدة معه وحامل الآن في شهرها السابع"، ومثل نجاة الكثير من البنات اللواتي يبحثن عن زوج وفرصة أخرى في الحياة. وانتشار العنوسة في مصر يرتبط بأسباب كثيرة منها ارتفاع معدلات البطالة وغلاء المهور والإسكان علي وجه الخصوص وارتفاع أسعار تكاليف الزواج الأخرى الناتجة عن العادات والتقاليد المتبعة وكذلك ارتفاع معدل التعليم بالنسبة للإناث وأيضا تباين الكثافة السكانية من حيث الجنس حيث أن عدد الإناث أكثر من عدد الرجال. ولهذا يعد الانترنت حلا ناجعا للكثير من البنات الباحثات عن الستر والامان. تقول نادين (32) عاما وهي متزوجة من شاب سوداني يعمل في قطر: "تعرفت على أحمد عبر موقع الفيسبوك وتوثقت علاقتنا بشكل كبير إلى أن قررنا الزواج حيث جاء إلى الاسكندرية وخطبني من أهلي، وتضيف أنا سعيدة جحدا في حياتي هنا في الدوحة والحمد لله رزقنا الله ببنت هي نور حياتي كلها الآن". وجدير بالذكر أن ظاهرة العنوسة في مصر أدت لزيادة بعض الظواهر غير المقبولة اجتماعيا ودينيا مثل ظواهر الزواج السري والعرفي بين الشباب في الجامعات والشذوذ الجنسي بين الفتيات. وأيضا العنوسة للرجال تعتبر سببا في الإقبال على إدمان المخدرات بالإضافة إلى أن المرأة تعاني من متغيرات هرمونية في مراحل حياتها، فالأمر يتغير عند الزواج والانجاب، أما إذا كانت غير متزوجة فتحدث اضطرابات والفتيات العازبات غالبا ما يتعرضن للاصابة بأمراض نفسية مثل الكآبة نظرا لفقدان حياة الاسرة وافتقاد الامومة.