وقعت اشتباكات عنيفة بين مؤيدي الرئيس المعزول وأعضاء القوى السياسية والثورية في ميدان المحطة بوسط مدينة قنا مساء أمس، وقام أنصار الرئيس المعزول بالتعدي على المتظاهرين الذين احتشدوا لنصرة القوات المسلحة وحماية الثورة وقاموا بتحطيم مكبرات الصوت، وأصابوا 4 على الأقل من شباب حملة تمرد بكدمات وكسور، كما أثاروا فزع المئات من المسافرين على رصيف محطة سكة حديد قنا. وتدخلت قوات الشرطة المكلفة بتأمين المحطة بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء لتفريق المتظاهرين من أنصار الرئيس المعزول، الذين حاولوا اقتحام مبنى المحطة وراء الشباب ممن هربوا منهم ولجأوا للاختباء داخل المحطة. وكان الآلاف من مؤيدي الرئيس المعزول قد احتشدوا من جميع مراكز المحافظة "دشنا ونجع حمادي وفرشوط وأبو تشت وقوص"، للمشاركة في مليونية "كسر الانقلاب"، ونظموا مسيرة كبرى طافت شوارع مدينة قنا وهم يرددون هتافات "يسقط يسقط حكم العسكر" و"ضربوا علينا رصاص وبارود حكم العسكر مش حيعود"، وغيرها من الهتافات. وبدأت المسيرة من ميدان الساعة، ووصلت ميدان المحطة الذي يشهد احتفال العشرات من القوى المدنية بحماية الثورة والعاشر من رمضان، قبل أن ينضم إليهم باقي المشاركين من شباب القبائل. وفور وصول مسيرة مؤيدي المعزول لميدان المحطة كان عدد من الشباب يهتفون بسقوط الإخوان، فقام مؤيدو المعزول باقتحام ميدان المحطة، وتحطيم مكبرات الصوت، والتعدي بالضرب على عدد من الشباب الذين حاول بعضهم الاحتماء والدخول لمبنى المحطة، إلا أن المئات من أنصار المعزول اقتحموا المبنى وقاموا بتحطيم الواجهات الزجاجية، وهو ما أثار حالة من الفزع الشديد لدى المسافرين، وجعل هناك حالة من الكر والفر داخل المحطة، مما اضطر قوات الشرطة المكلفة بتأمين المحطة لإطلاق الأعيرة النارية في الهواء لتفريق المتظاهرين. وقال محمد حسن العجل، أحد قيادات قبيلة الأشراف ل"الشروق"، إن ما حدث هو غدر من أنصار المعزول، لكون هناك اتفاق مسبق منذ قبل ثورة 30 يونيو بأن ميدان المحطة لمعارضين للمعزول وميدان الساعة هو للمؤيدين من التيار الإسلامي. وتم الاتفاق بعدم تعدي أي طرف على آخر وما فوجئنا به أمس من تعدي مؤيدي الرئيس المعزول على عدد من الشباب مستغلين انشغال قيادات ورموز القبائل بسبب شهر رمضان واحتفالاته. وأشار العجل إلى اجتماع رموز وكبار العائلات وعدد من الأحزاب السياسية عقب الاشتباكات والإعلان عن تجمع المعارضين بميدان المحطة بدء من غد تحت حماية أبناء القبائل، متعاهدين بألا تحدث مثل هذه الأفعال مرة أخرى، وحذروا من أي محاولات الاقتراب من المتظاهرين السلميين داخل ميدان المحطة. الشروق