العديد من سكان منطقة رابعة العدوية حيث اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى، أكدوا أنهم محاصرون ويعيشون حياة غير آمنة بالمرة، مؤكدين أنهم فى أمر أشبه ب«الكابوس»، مطالبين بحمايتهم وإنقاذهم من ميليشيات الإخوان، وعناصر الجماعة المعتصمين، وكشفوا ل«التحرير» عن تلقيهم تهديدات مباشرة بالقتل، بسبب رفضهم السماح للمعتصمين باعتلاء الأسطح بحجة التأمين، وطالبوا الجهات المسؤولة بالتدخل لحماية أرواحنا المهددة والمعرضة للخطر. يقول المحاسب صبرى مصطفى أحد سكان المنطقة القريبة من الاعتصام: «إن ما نعيشه منذ أكثر من 10 أيام هو إرهاب نفسى وإكراه معنوى ورصد وتعقب وتدخل كامل فى حياتنا اليومية»، مشيرا إلى أنه قام بنقل أسرته إلى منزل أخيه الأكبر فى منطقة 6 أكتوبر بعد تأكده من صعوبة تعايشهم بهذا الشكل.
وأشار إلى أن مداخل الشوارع أصبحت موحشة ومظلمة بعدما كانت من أكثر المناطق حيوية وإضاءة، خصوصا أنها تضم «نادى الزهور»، الذى يشترك فى صفوة المجتمع، وتابع: «الجدران الخرسانية التى أقاموها من الحجارة التى تم خلعها من الأرصفة تعد شبيهة ب(دُشم) الحروب التى يصنعها المجندون للاحتماء بها من الرصاص»، لافتا إلى أنها مبنية بأشكال تؤكد أنهم متخصصون فى تلك العمليات، حيث إن تلك الجدران مصممة بشكل يحمى الجسد والرأس ويترك مساحة للنظر فى حالة التصويب نحو هدف معين. «بقى لى أكثر من أسبوعين وأنا لا أذهب إلى عملى»، هكذا تؤكد حنان يوسف، مشيرة إلى أن الاعتصام يسبب لنا إزعاجا وتلوثا بشكل غير معقول، مضيفه أن التفتيش للداخل والخارج حتى من سكان الميدان أصبح أمرا اعتياديا، وأضافت: «أن أنصار مرسى قاموا بعمل (صنابير) للمياه، كما أن الميدان تحول إلى كتل من القمامة بسبب تناول المأكولات والمشروبات وتركها فى نفس المكان»، لافتة إلى أنهم لا ينامون طوال اليوم ويتناوبون الحراسات فى ما بينهم، وكأنهم فى معسكر.
أما رمضان محسن «سايس جراج» فى شارع المهندسين العسكريين أحد الشوارع المطلة على منطقة رابعة العدوية فيصرخ: «حالى وقف فى شهر رمضان، باعتباره الشهر الأكثر كرمًا، حيث يقوم فيه سكان المنطقة بالخروج كثيرا، وهو ما يعود على بالنفع»، مشيرا إلى أن الاعتصام تسبب للسكان فى رعب شديد وخوف من ترك منازلهم.
وتابع محسن: «غالبية السكان لم يذهبوا إلى أعمالهم من أكثر من 10 أيام متواصلة، وذلك نتيجة للشلل المرورى فى المنطقة وإغلاق الشوارع أو لتخوفات من الاعتداء على مسكنه أو اقتحامه فى توقيت عمله».
حمدى السيد نقيب الأطباء الأسبق، الذى يقيم فى إحدى العمارات خلف منطقة رابعه العدوية التقته «التحرير» فى طريقه لمنزله، حيث أكد أن مدخل عمارته متكدس بالمعتصمين دون أى استئذان من السكان الذين أصبحوا ضيوفًا لديهم، مبديا تعجبه من أحد المواقف عندما كان قادمًا إلى العمارة، مصطحبا زوجته وقرر أحد المعتصمين سؤاله عن هويته أو ما يثبت إقامته فى تلك العمارة هو وزوجته، علما بأن سنه هو وزوجته تفوق 65 عامًا.
زوجة السيد التى كانت برفقته، قالت إنها لم تكن تتخيل أن تصبح المنطقة التى عاشت فيها عشرات السنوات تصبح هكذا وتقيد فيها حريتها، مشيرة إلى أن تعاطفها مع الدين والشريعة لم يبرر لها الانضمام إلى الاعتصام أو المشاركة فيه ولو بساعة واحدة، موضحة أن جماعة الإخوان المسلمين من وجهة نظرها ليسوا من يمثلون شرع الله فى الأرض.
وفى نفس السياق طالب سكان محيط ميدان رابعة العدوية، بحمايتهم وإنقاذهم من ميليشيات الإخوان، وعناصر الجماعة المعتصمين فى الميدان بعد اعتلاء عناصر مسلحة من المعتصمين أسطح العمارات، وإصابة عدد من الشقق السكنية بطلقات نارية، فضلًا عن تعرض سكان العمارات المحيطة بالميدان إلى التفتيش الذاتى عند دخولهم إلى مساكنهم أو خروجهم منها.
وقال السكان فى بيان أصدروه مساء أول من أمس الأحد، «يعيش ميدان رابعة العدوية منذ الجمعة الماضية 2862013 حصارًا بكل معنى الكلمة وليس اعتصام، فسكان العقارات لا يمكنهم ممارسه حياتهم بشكل طبيعى حيث إن الدخول والخروج من محيط الميدان يستلزم التفتيش للرجال والنساء وإظهار بطاقة تحقيق الشخصية، كما أغلقت المحلات الخدمية الموجودة داخل المربع السكنى بالكامل منذ ثلاثة أيام، ولا يمكن الاستغاثة بعربات الإسعاف إذا مرض أحد سكان العقارات لطارئ صحى».
وفى ما يتعلق بوسائل المواصلات، أوضح البيان أن من يمتلك سيارة هو فقط من يستطيع الخروج والدخول للمربع السكنى بعد التفتيش الكامل للسيارات والتفتيش الذاتى أما من لا يملك سيارة فيضطر الى السير على قدميه واجتياز جميع اللجان الشعبية التى لا حصر لها للخروج والدخول، كما أننا نعانى معاناه مريرة وخاصة كبار السن والمرضى من مكبرات الصوت التى تعمل على مدار الأربع وعشرين ساعة.
وأوضحوا أن ما دعاهم إلى كتابة هذا البيان هو بحسب نص البيان «ما يحدث لنا منذ يوم الأربعاء 472013 فالموجودون بمحيط رابعة العدوية بدؤوا باستخدام الأسلحة النارية وقد اصابت إحدى الشقق السكنية وأبواب العقارات ومنذ صباح اليوم بدؤوا الدخول فى مناوشات معنا لاعتلاء أسطح العقارات بداعى تأمين أنفسهم ما دعانا إلى الخوف على أرواحنا وأرواح ذوينا بسبب ما يحملوه من أسلحة نارية شاهدناها بحوزتهم»