لليوم الثالث على التوالي واصل عدد من الفنانين والأدباء المصريين الاعتصام في مقر وزارة الثقافة في حي الزمالك، للمطالبة بإقالة وزير الثقافة الجديد، وسط احترازات أمنية مشددة، وتكرار لمفاوضات إخلاء المبنى، في مقابل رفض من المعتصمين، والذين يعلنون برنامجا فنيا وثقافيا حافلا في المقر الحكومي الرسمي. المثقفون والفنانون، أعلنوا رفضهم فكرة الحوار مع الوزير الدكتور علاء عبد العزيز، وقالوا إنهم يرفضون تحركات جماعة الإخوان في اتجاه الاستيلاء على المؤسسات الثقافية والفنية. ودعا المعتصمون في بيان عقب اجتماعهم مساء أول من أمس في قاعة الاجتماعات بالوزارة، حيث لايزالون معتصمين، كل المبدعين والمثقفين المصريين إلى الإعلان عن فعاليات أمام مديريات الثقافة وقصور الثقافة لدعم الاعتصام. وكشفوا عن أنهم قرروا إقامة فعاليات فنية وثقافية في السادسة من مساء كل يوم طوال أيام الاعتصام أمام مقر الوزارة في شارع شجرة الدر في الزمالك، وأعلنوا خلعهم كل رداء حزبي أو فكري، مؤكدين أن جميعهم يتشحون بعلم مصر؛ والحفاظ على الأتباع. وشارك في الاعتصام أستاذ العلوم السياسية عضو مجلس أمناء التيار الشعبي المصري الدكتور جمال زهران، وأعلن تضامنه معهم حتى إقالة وزير الثقافة، معلنا استقالته من لجنة العلوم السياسية في المجلس الأعلى للثقافة، اعتراضا على تحركات الوزير وقراراته بإبعاد عدد من القيادات. وقام المعتصمون بنصب منصة أمام باب الوزارة لإقامة الفعاليات الفنية، وكرروا الهتاف ضد الإخوان والمرشد وطالبوا بإقالة وزير الثقافة. وكان لافتا، اعتصام عدد كبير من موظفي الوزارة وطالبوا بتراجع الوزير عن قراره بإنهاء انتداب زملائهم، والذين اتهمهم بالسماح بدخول المثقفين والفنانين إلى مقر الوزارة والاعتصام في مكتبه وحتى ساعة متقدمة من مساء اول من أمس وامس شوهد الكاتب والسيناريست محمد العدل والفنانة فردوس عبد الحميد والناشر محمد هاشم والمخرج أحمد ماهر والمخرج مجدي أحمد علي والكاتبة المسرحية رشا عبد المنعم ورئيس هيئة الكتاب المقال الدكتور أحمد مجاهد ووكيل نقابة الممثلين الفنان سامح الصريطي والكاتبة فتحية العسال، والفنانة منال سلامة في مقر وزارة الثقافة. وفي تغريدة له على «تويتر»، قال مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي، إن هناك نصرا قريبا، بعد أن أعلن أمين اللجنة الوطنية للدفاع عن حرية الرأي والتعبير الأديب بهاء طاهر، الاعتصام داخل مقر وزارة الثقافة احتجاجا على سياسات الوزير، مضيفا: «عندما يعتصم بهاء طاهر قديس الثقافة المصرية في مواجهة الديكتاتورية، فأبشروا بنصر قريب». وفي المقابل، أصدر وزير الثقافة المصري علاء عبد العزيز، بيانا قال فيه إنه مستمر في أداء عمله في إصلاح وزارة الثقافة، لتصبح وزارة ثقافة مصر وليس وزارة مجموعة تحتكر الثقافة والمعرفة، وأن محاولة البعض تعطيل إجراءات إدارية وقانونية لن تفلح. وأشار إلى أنه سينحاز للعدالة الاجتماعية ولثورة ثقافية تواجه إهدار المال العام واحتكار وظائف الثقافة وعدم القدرة على تقديم خدمة ثقافية متميزة للمصريين على مدار سنوات طويلة. وذكر أن بعض المتضررين من قراراته، ممن لم يسمع لهم صوت أيام النظام البائد، يدركون أن مصالحهم الضيقة تتضرر، لكن مصلحة الوطن وحقوق المبدعين التي هُمّشت لسنوات يجب أن تبقى هي ذات الأولوية. وأوضح أن بعضا ممن ينتمون للنخبة الثقافية إن استخدموا حق الاعتصام السلمي المشروع أو تجاوزوه، فعليهم أن يعلموا أنهم يشاركون في تضييع وقت دعم الثقافة والفنون واستنزاف كل محاولة للتقدم الثقافي. مؤكدا أنه سيبقى متواصلا مع الجميع دون استثناء، ومستعد لنقاش موسّع حول حاضر ومستقبل الثقافة ودعم مبدعيها وفنانيها، دون إرهاب فكري أو اغتيال معنوي يواجه مطالب الثورة الثقافية التي سيصر على تبنيها.