أسست حركة المقاومة الإسلامية حماس في فلسطين قبل خمسة وعشرين عاما، فكانت شوكة في حلق الاحتلال الإسرائيلي، وحملت راية الجهاد والنضال ضد الكيان الصهيوني بعدما وضعتها التيارات الأخرى وسارت في مسيرة التسوية والتنازلات، ونجحت حماس في أن تقضَّ مضاجع الإسرائيليين طيلة خمسة وعشرين عاما، وأن تجبرهم على تغيير مخططاتهم وطموحاتهم وأن تكلفهم الكثير من القتلى والجرحى وأن تنتصر عليهم في أكثر من حرب ومعركة قاموا بها في محاولة لإعادة احتلال قطاع غزة، أشهرها حرب ديسمبر ويناير 2008 2009، والمحاولة الأخيرة في العام 2012. ورغم توقيع النظام المصري اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل في العام 1979 إلا أن مصر كانت ومازالت وستظل الداعم الرئيسي لكل حركات المقاومة في فلسطين، وقد أثبت الشعب المصري أن اتفاق كامب ديفيد ليس سوى اتفاق ورقي بين حكومتين، لكن الشعب لن يغير معتقداته ونظرته إلى إسرائيل كعدو ومحتل ومغتصب وقاتل لا بد من مواجهته، فلا يوجد بيت في مصر ليس فيه شهيد أو مفقود أو جريح أو مقاتل حارب ضد إسرائيل، والحقوق والأراضي المحتلة لا تستعاد بالتنازلات بل بالمقاومة والجهاد والنضال حتى يعود الحق السليب لأصحابه. رغم الموقف المصري الشعبي التاريخي الداعم لحركة حماس إلا أن منظومة الإعلام المصري الفاسد عدو الشعب والثورة والجهاد والنضال ضد إسرائيل أثبتت أنها تعمل لصالح إسرائيل ومشروعها، وتقوم بتضليل الشعب المصري من خلال الحرب الإعلامية الطاحنة التي تشنها ضد حركة حماس، فإسرائيل تتعامل مع مصر على أنها العدو الأول لها؛ لأن مصر هي الوحيدة القادرة على كسر شوكة إسرائيل، ولعل كشف شبكة التجسس الإسرائيلية الأخيرة والشبهات المثارة حول دور إسرائيل في مقتل الضباط والجنود المصريين في سيناء في رمضان الماضي حيث قتلت الفاعلين بعدما لجأوا لأراضيها، هل لو كان هؤلاء من حماس كانوا سيلجأون إلى إسرائيل أيها الحمقى والجهلة والكذابون؟! وهذه القصص المفبركة عادة ما تنسب لمصادر مجهولة ومشبوهة هي في كثير من الأحيان رؤساء تحرير تلك الوسائل الإعلامية أو بالأحرى الجهات التي تشغّلهم وتقوم بالتمويل ودفع الملايين لهم على هيئة رواتب أو امتيازات أو حقائب عامرة بالأموال يدور همس كثير في المؤسسات الصحفية عنها مع ظهور آثار الثراء السريع على كثير من هؤلاء، ورغم الشبهات التي تحيط بكثير من وسائل الإعلام التي تبث هذه السموم والقائمين عليها، فقد صُدم المجتمع المصرى حينما وجد مجلات رسمية وصحفًا حكومية يتم الإنفاق عليها وعلى رؤساء تحريرها والمحررين الذين يفبركون الأكاذيب بها من جيوب الشعب المصري وأمواله، حيث تنشر أعدادًا رئيسية ومانشيتات مثيرة مليئة بالفبركة والأكاذيب والتشويه لحركة حماس وتوجه الاتهامات لها بأنها هي التي قتلت الضباط والجنود المصريين في سيناء وأنها تحتجز آخرين، وتنقل عن مصادر مجهولة - على الأغلب أنها إسرائيلية - قصصا مفبركة تمت صياغتها في غرفة رئيس تحرير إحدى هذه الوسائل، وهو الذي احترف صياغة الأكاذيب وفبركة القصص والنيل من أعراض الناس والإضرار بالأمن القومي المصري وتدمير علاقة مصر بمن يحمي حدودها الشمالية الشرقية وهي حماس، وهذا وغيره ليس سوى خادم للإسرائيليين من خلال موقعه والقصص المفبركة التي ينشرها. ثم فوجئنا في ذروة هذه الاتهامات بحركة المقاومة الإسلامية حماس التي وجهت لها عشرات الاتهامات عبر هذه الوسائل المشبوهة هذه تعقد مجلس الشورى العام لها في بداية أبريل الماضي على أرض مصر وتحضر كل قيادات حماس من كل أرجاء الدنيا إلى أرض مصر الملجأ والحامي والداعم للمقاومة الفلسطينية، وتقوم المخابرات العامة المصرية والجيش المصري وقوات الأمن بتأمين العشرات من قيادات حماس ورعاية إقامتهم واجتماعاتهم وتقديم الدعم الكامل لهم لاختيار قيادتهم الجديدة وتم اختيار جميع قيادات حماس على أرض مصر وبرعاية مصرية كاملة، في الوقت الذي كانت فيه وسائل الإعلام المشبوهة وخدم إسرائيل وعملاؤها بها يبثون الأكاذيب عن حماس. إنني أوجه لهؤلاء تهمة الخيانة وخدمة إسرائيل والمشروع الصهيوني والإضرار بالأمن القومي المصري، وإلا لو أن حماس متهمة كما يقولون فلماذا لم يقبض على قيادتها ويحاكموا في مصر؟ إن المتهم الحقيقي هم هؤلاء المجرمون الذين يتصدر بعضهم مواقع صحفية يخدمون بها إسرائيل وليس مصر وأمنها القومي، وهؤلاء بعد ثبات كذبهم يجب إقالتهم ومحاكمتهم.