حصد نادى بايرن ميونيخ الألمانى بالفعل لقب بطولة الدورى الألمانى هذا العام، ومكن إسقاط البارسا النادى البافارى من أن يكون على بعد مباراة واحدة فقط من حصد البطولة الأوروبية، فما هو السر فى هيمنة هذا الفريق أكثر من أسلافه الآخرين الذين كانوا يعجون بالنجوم؟وذكرت صحيفة "دير شبيجل" الألمانية أن العديد من مشجعى برشلونة الذين فاق عددهم ال95 ألفا غادروا مسلمين بالأمر الواقع وسط غناء بصوت عال ملأ ملعب الكامب نو الضخم فى المدينة الإسبانية، حيث هتف مشجعو ميونيخ الزائرون قائلين "الفرق بإمكانها فقط الخسارة أمام بافاريا"، وهو هتاف ألمانى أومأ حياله كل من كان فى المدرجات العلوية بما يعنى الاعتراف بالأمر فى كتمان.وأظهر بايرن ميونيخ هيمنة مطلقة فى المباراتين ضد البارسا فى نصف نهائى بطولة دورى أبطال أوروبا. وبالانتصار فى إجمالى نتيجة لقائى الذهاب والإياب بسبعة أهداف مقابل لا شىء، فرض سؤال نفسه بشأن الفريق القادر على هزيمة بايرن ميونيخ إذا لم يكن برشلونة، الفريق الذى يمثل مركز قوة وهيمن على كرة القدم الأوروبية لأعوام. وكان كارل هاينز رومينيجه رئيس نادى بايرن ميونيخ قد قال قبل لقاء الإياب "نريد أن نكون أفضل فريق فى العالم".ويبدو فريق رومينيجه الآن فى طريقه بأقصى سرعة للوصول إلى ذلك الهدف. وفى ألمانيا، حقق بايرن ميونيخ لقب البوندزليجا فى وقت قياسى بأرقام قياسية.وينتظر النادى حاليا مباراتين نهائيتين الأولى على لقب كأس ألمانيا ضد شتوتجارت فى أول يونيو المقبل والثانى على لقب بطولة دورى أبطال أوروبا أمام بوروسيا دورتموند فى الخامس والعشرين من شهر مايو الجارى.وقال رومينيجه "إن الفريق صنع التاريخ بالفعل اليوم". لكن إذا نجح بايرن فى الفوز بالألقاب الثلاثة، فستكون المرة الأولى فى تاريخ النادى الذى يمتد بالفعل ل113 عاما.وحتى خلال العصور الذهبية للاعبين جيرد مولر وفرانز بيكنباور لم يحظ الفريق أبدا بمثل هذا النجاح الثلاثى. وخلص ماتياس سامر المدير الرياضى للنادى عقب انتصار يوم الأربعاء الماضى إلى أن "النتائج الجيدة هى ثمرة العمل الشاق".لكن المرء يمكن أن يسأل "ألم يعمل الفريق دائما عملا شاقا؟"، وهو ما يرد عليه رومينيجه بقوله "تعلمت هذا العام أن الفريق يتكون من 24 لاعبا وليس 11 فقط"، فى إشارة إلى جودة لاعبى الفريق حتى آخر بديل على دكة الاحتياط.ولفت رومينيجه أيضا إلى ما يميز فريق البايرن حالى عن سابقيه، ألا وهو روح الفريق. وبالطبع كالعادة كان يوب هاينكس لديه لاعبين بأداء فردى يجعلهم لا يخدمون صالح الفريق ككل، لكن هذه الأيام لا يمتلك لاعبا يستعرض فى الفريق.ونادرا ما هيمن الفريق بهذه الطريقة فى ضوء تفضيل كل لاعب المهمة المشتركة للفريق على رغباته الفردية، فقد أخبرهم هاينكس أيضا بأنه يتعين عليهم ألا يكتفوا بالقيام بما هو ضرورى للفوز وأن يستمروا فى المحاولة أكثر وأكثر.وفى كل من البوندزليجا وتشامبيونزليج، كان نهج الفريق يتضح بشكل أكبر عندما يسجل الهدف الأول، فيكون من الضرورى هدف آخر ثم آخر.فقد حول هاينكس حقيقة شهية التنافس الطبيعية لدى لاعبيه إلى تعطش حقيقى، فلا يؤدى أى منهم واجباته بالعزيمة فحسب بل يفكر كل منهم كجزء من الفريق ويساهم قدر استطاعته.ويعد السر البسيط فى نجاح البايرن وإن كان صعب التنفيذ هو التركيز على ما هو مهم ورفض الانشغال بأية تأثيرات معوقة. فلم يتمكن خصم من المفترض أنه منيع مثل نادى برشلونة ولا فضيحة التهرب الضريبى التى تحيط برئيس النادى أولى هونيس من تشتيت فريق هاينكس وإخراجه عن تركيزه.وهذا يطرح التساؤل من جديد حول الفريق الذى باستطاعته هزيمة البايرن وما إذا كان هو بوروسيا دورتموند، لكن ماريو مانزوكيتش المهاجم الكرواتى للفريق يرد على ذلك بالقول "لا يعنينا أى فريق سنلعب ضده". ومن حق البايرن قليلا من الاحتفال المستحق تماما، لكن عليه العودة للعمل بعد ذلك.