قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن حالة من الغضب الشديد تعم أرجاء محافظات مصر، بعد قرار الرئيس المصري محمد مرسي فرض حالة الطوارئ لمدة شهر في مدن القناة لأحتواء العنف المتصاعد بعد صدور أحكام الاعدام على المتهمين في مذبحة استاد بورسعيد. وأضافت أن الأهالي رفضوا قرار مرسي واعلنوا اعتزامهم تحديه، مشيرة إلى أن اختيار مرسي استخدام واحدة من أكثر الأسلحة احتقارا من عصر الاستبداد، تعكس الشكوك المتزايدة حول جدوى نظامه، ولن توقف الفوضى. وأضافت إن الرئيس مرسي أعلن حالة الطوارئ في مدن (بورسعيد والسويس والإسماعيلية) لمدة شهر وسط تصاعج العنف بشكل يهدد حكومته والديمقراطية الوليدة بمصر، مشيرة إلى أنه بفرضه حالة الطوارئ اختار مرسي استخدام واحدة من أكثر الأسلحة الاحتقار من عصر استبداد الرئيس السابق حسني مبارك، حيث كانت تلك القوانين سارية المفعول وتعطي الرئيس والشرطة صلاحيات غير عادية. وتابعت إن الرئيس مرسي اتخذ الخطوة بعد أربعة أيام من الاشتباكات في القاهرة ومدن مختلفه بين الشرطة والمتظاهرين، وجاءت في بورسعيد بعد الحكم على المتهمين بمذبحة استاد بورسعيد، الذين اعتبروه الاهالي حكم غير صحيح وجاء لارضاء مشجعي النادي الاهلي، وسار عشرات الآلاف من الأشخاص في شوارع بورسعيد أمس مطالبين بالاستقلال عن بقية مصر، مرددين "الشعب يريد دولة بورسعيد". وتساءل معتز عبدالفتاح أستاذ العلوم السياسية والأكاديمية عن سبب وقوع ضحايا مصريين بكثرة منذ الثورة، قائلا:" لماذا نحن غير قادرين على تسوية هذه الخلافات.. كم مرة يجب أن نعود لحالة قتل المصريين المصريين؟. وأضافت الصحيفة أن خطاب الرئيس مرسي لم يوقف العنف في الشوارع، ففي القاهرة استمرت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة خلال الليل، وفي السويس، قالت مجموعة تطلق على نفسها "تحالف شباب المدينة" إنها ستجري احتجاجات ليلية ضد حظر التجول، وقال أحمد منصور وهو طبيب :"إننا سوف نجتمع كل ليلة في الساعة 9 بمسجد مريم.. وسوف نسير طوال الليل حتى الصباح.. ومرسي موظف لدينا يجب أن يفعل ما يناسبنا". في خطابه مساء الأحد، أشاد الرئيس مرسي بالشرطة والقوات المسلحة، وجدد دعوته لخصومه السياسيين للانضمام إليه في "حوار وطني"، بدءا من مساء الاثنين، إلا عبد الفتاح شكك في أن مثل هذا الحوار يمكن أن يعيد الثقة في الحكومة، وقال :"مرسي إلى حد كبير فقد مصداقيته أمام المعارضة وعوده كثيرا كاذبة"، مشيرة إلى أن الفوضى ستستمر لبعض الوقت".