اعيد انتخاب رئيس الجمعية الوطنية في فنزويلا والرجل الثالث في النظام ديوسدادو كابيو على راس البرلمان السبت. وقد بقي كابيو كما هو متوقع في منصبه، في حين يبقى الوضع الصحي للرئيس هوغو تشافيز غامضا وقد يمنعه من اداء القسم لولاية جديدة في العاشر من كانون الثاني/يناير امام هذه الجمعية بالذات. واعادة انتخاب ديوسدادو كابيو الذي يعتبر المنافس المحتمل لنائب الرئيس نيكولا مادورو الذي اعلنه تشافيز خلفا له، كانت متوقعة لان الحزب الحاكم يتمتع بالغالبية في الجمعية الوطنية مع 98 نائبا من اصل 165. وبعيد انتخابه، كرر كابيو التصريحات التي ادلى بها الجمعة نائب الرئيس نيكولاس مادورو، واكد ان هوغو تشافيز سيبقى في السلطة ولو لم يتمكن من ان يقسم اليمين في العاشر من كانون الثاني/يناير الجاري. وقال "الرئيس سيبقى رئيسا ما بعد العاشر من كانون الثاني/يناير، فلا يشككن احد بذلك!". وجدد اتهاماته ايضا للمعارضة التي يتهمها بانها تعد "لانقلاب" عبر الدعوة الى مرحلة انتقالية في حال تخلف الرئيس عن اداء القسم. وانتخب كابيو وكذلك نائبان للرئيس وامينان للسر في الجمعية الوطنية من قبل نظرائهم في الحزب الحاكم الذي يتمتع بالغالبية. واعلن كابيو بعد تصويت برفع الايدي اثناء اول جلسة في السنة البرلمانية "غالبية واضحة!". وديوسدادو كابيو (49 عاما) هو عسكري سابق وموال لهوغو تشافيز منذ وقت طويل. ويعتبر من انصار حركة تشافيز وشارك في 1992 في محاولة الانقلاب الفاشلة للرئيس الحالي. وياتي انتخابه في حين يزداد الغموض بشان الوضع الصحي لهوغو تشافيز الموجود في السلطة منذ 1999 واعيد انتخابه في السابع من تشرين الاول/اكتوبر لكنه خضع لعملية جراحية هي الرابعة بسبب اصابته بمرص السرطان في 11 كانون الاول/ديمسبر في كوبا حيث لا يزال يتلقى العلاج. ومنذ ذلك الوقت لم يظهر تشافيز بصورة علنية، ومسالة تمكنه من اداء اليمين الدستورية لولايته الجديدة في العاشر من الشهر الجاري باتت تطرح اكثر فاكثر قبل خمسة ايام من الاستحقاق. واشار نائب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الجمعة بوضوح عبر قناة في تي في الرسمية الى احتمال الا يؤدي تشافيز القسم في هذا التاريخ، مؤكدا انه في هذه الحالة يبقى الرئيس في الحكم ومعتبرا ان القسم "اجراء شكلي" يمكن اتمامه لاحقا. وبحسب الدستور الفنزويلي، يجب ان يقسم الرئيس المنتخب اليمين الدستورية امام الجمعية الوطنية خلال احتفال يقام في فنزويلا ولا يمكن تأجيله. لكن مادورو يعتمد على مادة اخرى في الدستور تنص على انه في حال تعذر على الرئيس المنتخب اداء القسم امام الجمعية الوطنية، فيجب ان يفعل ذلك امام المحكمة العليا. وفي هذه الحالة لم ينص الدستور على اية مهلة. كما ينص الدستور انه في حال عجز "دائم" للرئيس المنتخب، يعود الى رئيس الجمعية الوطنية تولي الرئاسة بالنيابة والدعوة الى انتخابات مبكرة في غضون 30 يوما. لكن مادورو يؤكد ان هذا الاجراء لا ينطبق على تشافيز حاليا. واوضح ان هذه العناصر تجيز "مرونة ديناميكية" تحترم "العنصر الاساسي" المتمثل في اعادة انتخاب تشافيز في تشرين الاول/اكتوبر، مضيفا انه في حال ارجاء المراسم تقرر المحكمة العليا "موعد" اداء القسم "بالتنسيق" مع رئيس الدولة. واعتبر المحلل السياسي لويس فيسنتي ليون السبت انه "لا يوجد مؤسسات مستقلة ولا منظمات صلبة تسمح بتفادي تأجيل اداء القسم". وكتب على حسابه على موقع تويتر ان الحكومة "ستبني استراتيجيتها على فكرة ان تشافيز رئيس ممارس لمهامه لا رئيس منتخب". من جهتها اكدت المعارضة مؤخرا وجوب تولي رئيس الجمعية الوطنية الرئاسة بالوكالة في حال غياب الرئيس في 10 كانون الثاني/يناير. وهذا ما نفاه مادورو قائلا ان "الفترة الدستورية 2013-2019 ستبدأ في 10 كانون الثاني/يناير (...) وان الرئيس تشافيز وهو رئيس اعيد انتخابه سيواصل مهامه وان اجراء قسم اليمين الشكلي يمكن ان يحصل امام المحكمة العليا" في وقت لاحق. وصرح رئيس ابرز ائتلاف للمعارضة رامون غييرمو افيليدو الجمعة في مقابلة مع فرانس برس وصحيفة نوتيسياس 24 على الانترنت ان الدستور "ليس مطاطا"، بل موجود "لتأمين" الديموقراطية. وصباح السبت، تظاهر مئات الاشخاص استجابة للدعوة التي اطلقها كابيو دعما للنظام، وفق ما افاد مراسلو فرانس برس. ومساء الخميس كشفت الحكومة عن مزيد من التفاصيل حول وضع الرئيس البالغ 58 عاما مؤكدة انه يعاني من "مضاعفات" اثر "التهاب رئوي حاد" جرى في اثناء خضوعه لعمليته الرابعة لعلاج السرطان في 11 كانون الاول/ديسمبر. وفي السابق اكتفت الحكومة بالحديث عن "التهاب تنفسي". وتتكتم السلطات حول طبيعة مرض السرطان الذي اصاب الرئيس في منطقة الحوض وتم تشخيصه في حزيران/يونيو 2011. واكد نائب الرئيس ان الرئيس "تحسب لجميع الاحتمالات" مشيرا الى ان سيناريو "الغياب الدائم" لم يصبح واقعا بعد "لحسن الحظ".