فى محاولة لتكوين جبهة لدعم المرشح الرئاسى لحزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسى، فى جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية، عرض النائبان الإخوانيان محمد البلتاجى، وحلمى الجزار على المرشح، الذى خرج من الجولة الأولى عبدالمنعم أبوالفتوح، تولى منصب نائب رئيس الجمهورية، مقابل إعلان دعمه لمرسى وتوجيه أعضاء حملته لانتخابه لنصرته فى المواجهة المشتعلة مع رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق، الذى احتشد خلفه كل قيادات الحزب الوطنى المنحل. وكشف مصدر إخوانى مطلع عن أن اللقاءات التى استمرت على مدى اليومين الماضيين تناولت مخاوف أبوالفتوح، فى حال تولى مرسى رئاسة الجمهورية، وكذلك تطمينات وفود الإخوان له.
وأوضحت القيادات، التى التقت أبوالفتوح، أن الجماعة ستعلن خلال اليومين القادمين عن تغيير فى الخطاب الإخوانى، وتقديم حزمة من التطمينات فيما يخص تشكيل الجمعية التأسيسية والحكومة الائتلافية، وأكدوا لأبوالفتوح أن نصيب الإخوان من الحكومة المقبلة لن يتجاوز ال12 حقيبة وزارية، مع ترك باقى الحقائب للأحزاب والقوى السياسية الأخرى، وكذلك إمكانية أن يكون رئيس الوزراء من خارج الإخوان.
وكان أبوالفتوح قد أعلن رفضه التام لتولى منصب نائب رئيس الجمهورية أو أى منصب تنفيذى خلال المرحلة القادمة، معلنا انه سيتفرغ لبناء مشروعه الذى أعلن عنه وهو «مصر القوية».
من جهة أخرى، تستعد جماعة الإخوان المسلمين لتدشين حملة ضد الفريق شفيق خلال الفترة المخصصة للدعاية قبل جولة الإعادة، وسيعمل بتلك الحملة أعضاء حملات المرشحين الذين لم يوفقوا فى الجولة الأولى، وكذلك أعضاء الأحزاب التى أعلنت دعمها لمرسى.
وقالت مصادر إخوانية: إن الجماعة دعت كوادرها لتنظيم سلاسل بشرية وجولات، وعرض أفلام قصيرة تحت عنوان «لا للفلول»، توضح تاريخ أحمد شفيق، ومساوئ النظام السابق التى قد تتكرر فى حال وصوله للحكم.
وكشفت المصادر عن أن الجماعة تعيش حالة شديدة من الارتباك فى أروقتها، وأن التخوف الذى يسيطر عليها الآن ليس خسارة الانتخابات فقط، وإنما المشكلة الأكبر هى التبعات المترتبة على فوز مرسى فى انتخابات الرئاسة.
وأشارت المصادر إلى أن هناك تخوفات داخل الجماعة من سيناريوهات متعددة لحرق الجماعة ومشروعها بالكامل، كما حدث مع مجلس الشعب، بصنع انفلات أمنى مدبر ونشر الفوضى والجريمة.
وتوقعت المصادر أن تبدأ الجماعة حملة «لم الشمل» مع أبنائها المختلفين معها، وأن تجرى مراجعات واسعة لاحتوائهم، خصوصا بعد أن كشفت الانتخابات الرئاسية أن الجماعة فصيل غير قادر على حشد أغلبية شعبية بمفرده وأنه لا سبيل لها إلا بالاتفاق مع التيارات الوطنية الأخرى، وقبلها أبناء الجماعة المختلفين معها.