ايجي برس - وكالات دعا نشطاء مناهضون للنظام السوري، إلى التظاهر، الجمعة، تحت شعار "سننتصر ويُهزم الأسد"، فيما أفاد ناشطون الجمعة، أن "القوات السورية النظامية، واصلت قصفها لمناطق في مدينة حمص وسط البلاد وريفها"، بينما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى "سقوط قذيفة كل خمس دقائق على حي الخالدية". وشددت الولاياتالمتحدة وفرنسا، من موقفيهما تجاه الحكومة السورية، خلال اجتماع وزراء خارجية تحالف "أصدقاء سورية" الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس الخميس، إلا أن الدولتين لم يصلا إلى حد تأييد عمل عسكري ضد دمشق. ونشرت صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011"، على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن نشطاء مناهضون للنظام السوري، دعوا إلى التظاهر، الجمعة، تحت شعار "سننتصر ويُهزم الأسد"، بحسب ما نشرته فيما أفاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان، الجمعة، أن "القوات السورية النظامية، واصلت قصفها لمناطق في مدينة حمص وسط البلاد وريفها". وأفاد الناشط سيف العرب، من حمص، أن "القوات النظامية جددت قصفها قرابة السابعة صباح الجمعة، على حيي الخالدية، وجورة الشياح، قبل أن تتسع دائرة القصف لتطال أحياء حمص القديمة"، مشيرًا إلى أن "القوات النظامية تشدد حملتها على مدينة حمص وأحيائها، في محاولة على ما يبدو من النظام للسيطرة على حمص بالكامل قبل أن تدخلها لجنة المراقبين، موضحًا أن عناصر (الجيش الحر) المتواجدين في أحياء حمص ملتزمون تمامًا بوقف إطلاق النار، ما عدا تصديهم لمحاولات التقدم البري في عدد من هذه الأحياء، لاسيما في حي البياضة". في السياق ذاته، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى "سقوط قذيفة كل خمس دقائق على حي الخالدية"، لافتًا إلى أن "مقاطع بثها ناشطون على شبكة الإنترنت أظهرت قصفًا على حي الخالدية الذي تصاعدت منه سحب الدخان، صباح الجمعة". وبحسب ناشطين في المدينة، فإن "القوات النظامية سيطرت على أجزاء من حي البياضة قبل ثلاثة أيام، إلى جانب سيطرتها على أحياء القرابيص ودير بعلبة وباب السباع وكرم الزيتون والمريجة وجب الجندلي وبابا عمرو، فيما تبقى معظم أحياء حمص القديمة والخالدية وجورة الشياح خارج سيطرة النظام، وينشط فيها عناصر الجيش السوري الحر". وفي ريف حمص، واصلت القوات النظامية قصفها العنيف على مدينة القصير القريبة من الحدود الشرقية للبنان، بحسب ما أفاد عضو الهيئة العامة للثورة السورية، هادي العبد الله. وقال العبد الله إن "قذائف المدفعية والهاون والصواريخ لم تتوقف خلال الليل، وهي مستمرة على القصير"، معتبرًا أن "النظام يرمي إلى إفراغ القصير من أهلها وتدميرها تمامًا كما فعل مع بابا عمرو وغيرها من أحياء حمص، لأن ذلك الحل الوحيد أمامه لبسط سيطرته عليها". وقد شددت الولاياتالمتحدة وفرنسا من موقفيهما تجاه الحكومة السورية، خلال اجتماع وزراء خارجية تحالف "أصدقاء سورية" الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس الخميس، إلا أن الدولتين لم يصلا إلى حد تأييد عمل عسكري ضد دمشق. ودعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، إلى "فرض حظر دولي على الأسلحة الواردة إلى سورية، إذا استمرت الحكومة في انتهاك الهدنة الهشة، التي دخلت حيز التنفيذ منذ نحو أسبوع". وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في نفس الاجتماع، إن "الخيارات الأخرى ما زالت مفتوحة للنظر والبحث". في السياق ذاته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مجلس الأمن الدولي إلى "الموافقة على توسيع مهمة المراقبين الدوليين في سورية، بعد موافقة دمشق المبدئية على إطار عمل المراقبين". وتشير الدلائل، إلى أن "الهدنة التي تم التوصل إليها بموجب خطة السلام، التي طرحها المبعوث الخاص إلى سورية كوفي أنان، بدأت تتصدع" ومن ناحيته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، الخميس:" الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته، وإسقاطه أمر إيجابي جدا"، فيما اعتبر وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا أن "الأزمة السورية لن تحل من دون رحيل الأسد". وفي مقابلة أجرتها معه قناة "سي ان ان" الأميركية ، قال باراك:" من شأن خروج الأسد من السلطة في سورية أن يضعف النفوذ الإيراني في المنطقة، كما أن الوكلاء الإيرانيين المعادين لإسرائيل في لبنان وغزة سوف يعانون إذا ما تمت الإطاحة بالأسد"، مشيرًا إلى أن"إسقاط الأسد سيشكل ضربة كبيرة لإيران، وسيكون ذلك حدثا إيجابيا للغاية"، معتبرًا أن العالم "لا يقوم بما يكفي لإسقاط الأسد". وقد كرر وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا ما قاله نظيره الإسرائيلي، قائلاً:" نظام الأسد فقد شرعيته، وأن الأزمة لن تحل من دون رحيله" وفي جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في الكونغرس، الأميركي، الخميس، قال بانيتا، إن "إعادة الهدوء إلى سورية هو الاختبار الوحيد المتبقي أمام الأسد الذي يُعتبر مسؤولا عن الالتزام الكامل بالخطة الانتقالي،ة التي حددها المبعوث الدولي الخاص كوفي أنان". وفيما لفت بانيتا، إلى ما وصفه ب "سجل الأسد في خداع شعبه"، أكد إن "سياسة الولاياتالمتحدة تجاه سورية تتمثل في الضغط على الأسد، لإرغامه على تنفيذ خطة أنان، ومن ثم عزله، وتعزيز العقوبات على سورية، ودعم المعارضة غير المسلحة، ومدها بالمواد الطبية وأجهزة الاتصالات، وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري". وأشار بانيتا، إلى أن "واشنطن تراجع مجموعة من الخطط لاتخاذ إجراءات إضافية قد تكون ضرورية لحماية الشعب السوري"، قائلاً:" الوضع في سورية معقد، وآثاره لا تطال فقط الشعب السوري، وإنما جيران سورية أيضًا كتركيا ولبنان والعراق والأردن وإسرائيل". وأضاف بانيتا: "إن أي تدخل عسكري في سورية يجب أن يكون مدعوما بإجماع دولي، وبدعم واضح من العالم العربي، ومستندا على قاعدة قانونية واضحة، وبحسب تقديرنا، فإن التدخل العسكري قد يجعل الأوضاع أكثر سوءًا"، مؤكدًا أن "الوضع في سورية يختلف عما كان عليه في ليبيا"، قائلاً:" المعارضة السورية غير منظمة، ولا تسيطر على أية مناطق من البلاد، ما يصعب التوصل إلى إجماع عربي ودولي حول الطريقة الأمثل للتعامل مع الأزمة". وختم بانيتا بقوله:" إن الأسد لا يزال يحظى بدعم المؤسسة العسكرية في بلاده، على الرغم من بعض الانشقاقات في صفوف الجيش". من جانبه، أشار رئيس "الهيئة المشتركة للأركان" الأميركية الجنرال ديمبسي، إلى "وجود مخاوف من تسرّب عناصر متطرفة إلى سورية"، مؤكدًا أن القوات المسلحة الأميركية مهتمة جدًا بمصير أسلحة الدمار الشامل السورية"، لافتًا إلى أن الأمريكيين يعرفون أين هذه الأسلحة". في ذات جلسة الكونغرس الأميركي، قال رئيس اللجنة النائب الجمهوري هوارد ماك كيون، إن "الوضع الجاري في سورية يشكل فرصة استراتيجية لتوجيه ضربة إلى داعمي الإرهاب في المنطقة"، مؤكدًا أنه لا يقترح "تدخلاً عسكريًا أميركيًا، إلا إذا كان هناك تهديد واضح للأمن القومي". من ناحيته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافرورف، في مؤتمر صحافي عقده مع وزراء الدفاع الروسي والإيطالي ل"ممارسة الضغط على كل الأطراف في سورية"، إن " السلطات السورية بطبيعة الحال، تتحمل المسؤولية حول ضمان الأمن في البلاد"، مشيرا إلى أن "هناك مجموعات من المسلحين والمعروف أن هناك من يريد إفشال خطة المبعوث الأممي كوفي أنان". ولفت لافروف، إلى أنه "قبل يومين وصلت إلى سورية مجموعة من المعارضة، ولا بد على جميع الجهات المعارضة التلاحم حول خطة أنان"، معتبرًا أن "أهم شيء هو استخلاص العبر، والسعي إلى حل المشاكل في ليبيا ودول أخرى، وأن نتكل على الشعب في كل تلك الدول"، مضيفا: " النموذج الليبي خاطئ، ولا يجب أن نعمل ليكون النموذج السوري مشابها له، بل أن نعمل لتنفيذ خطة أنان والتوصل إلى الحوار في سورية". في ذات الإطار، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن الوضع في سورية "متزعزع جدا"، لافتًا إلى أنه اطلع على "أدلة مقلقة للغاية، تشير إلى تواصل أعمال العنف في سورية، وذلك على الرغم من وقف إطلاق النار الشكلي، الذي كان أعلنه كوفي أنان"، موضحًا أنه يريد " نشر 300 مراقب دولي في أنحاء مختلفة من البلاد في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة". من ناحيته، طالب رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش "السوري الحر"، مصطفى الشيخ بأن يتم "تشكيل حلف عسكري من دول أصدقاء الشعب السوري خارج مجلس الأمن، وتوجيه ضربات عسكرية للنظام السوري، وذلك حقنًا للدماء وتحقيقًا لاستقرار سورية"، داعيًا في تسجيل مصور إلى "ضرورة إقامة مناطق آمنة على حدود البلاد الشمالية والغربية والجنوبية، بالإضافة إلى تسليح (الجيش السوري الحر) لتحقيق نوع من التوازن في القوى مع نظام الأسد". وقال الشيخ، إن "المجالس العسكرية والمجالس المحلية في الداخل السوري تتعهد بضبط الأمن والمحافظة على السلم الأهلي وعلى مؤسسات الدولة، في حال حصول التدخل العسكري". وفي شرح لحيثية طلبه، قال الشيخ إن "الجيش الحر وافق على وقف إطلاق النار منذ العاشر من أبريل/نيسان، والتزمنا به التزاما مطلقا مع يقيننا بأن النظام لن يلتزم به، وأردنا لمبادرة السيد كوفي أنان أن تُكلل بالنجاح". وأضاف الشيخ: "لكن النظام الأسدي، وعلى مرأى ومسمع من العالم بأسره، لم يلتزم بوقف إطلاق النار، متحديًا بذلك الإرادة الدولية وإرادة شعبه"، مشيرًا إلى أن الجيش النظامي "أمعن في القتل وتفنن فيه، واجتاح كل تراب الوطن، ودمَّر كل المدن والبلدات والقرى، في سابقة لم يعرف التاريخ لها مثيلا"، قائلاً:" الجهود الدولية الداعمة للثورة حتى الآن لا ترقى إلى المستوى اللائق للشعب السوري". وأكد: " إن تردد المجتمع الدولي في دعم الشعب السوري تسبب في إطالة أمد الثورة لفترة أطول من أن يتحملها الشعب السوري الأعزل المسالم"، مضيفًا: "مبادرة أنان محكوم عليها بالفشل لمعرفتنا الأكيدة بعدم رغبة النظام بتطبيقها". من جانبه، التقى وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، في مقر إقامته في باريس رئيس "المجلس الوطني السوري" برهان غليون، حيث انعقاد اجتماع المجموعة المصغرة لمجموعة "أصدقاء سورية". وبحث عمرو مع غليون آخر المستجدات المرتبطة بالأزمة السورية، وكذلك الاستعدادات الجارية لعقد مؤتمر يضم كل فصائل المعارضة السورية، في القاهرة وتحت رعاية جامعة الدول العربية. وأكد عمرو أن "هذا المؤتمر يهدف إلى صياغة رؤية موحدة للمعارضة السورية، وفقًا لما طالبت به مصر في كلمتها أمام مؤتمر (أصدقاء سورية) في أسطنبول الذي عقد في الأول من نيسان / أبريل الجاري".