تونس - ايجي برس نفى الداعية الإسلامي التونسي، الشيخ الحبيب بن الطاهر (بوصرصار)، الموظّف بوزارة الأوقاف التونسية، أن يكون قد حرّض على قتل الباجي قائد السبسي، رئيس الوزراء السابق. وأوضح الحبيب بوصرصار، في بيانٍ رسمي، وصل العرب اليوم" نسخة منه، أنّ "المواقع الاجتماعية تعاملت مع الكلمة التي ألقيتها خلال المظاهرة، التي نظّمتها، الأحد، "الجبهة التونسية للجمعيات الإسلامية" بمنطق التأويل"، مؤكّدًا أنّ ما ورد في خطابه "لا يرقى أن يكون سوى تأويل لا أكثر ولا أقل". ويتداول العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو ظهر فيه الداعية المذكور، وهو يخطب عبر مكبر صوت، في مجموعة من السلفيين، أثناء المظاهرة التي نظّمتها "الجبهة التونسية للجمعيات الإسلامية" "تنديدًا بتدنيس المقدّسات"، وقال الداعية في خطابه "الموت للسبسي، ولعصابة السبسي، ولعصابة الحبيب بورقيبة (أوّل رئيس لتونس وحكم من 1957 إلى 1987)، الذين يحلمون الآن"، قبل أن يُضيف "لا الله إلا الله السبسي عدو الله". وشدّد على أنّ "أتباع النظام البورقيبي حاربوا الإسلام وعلماء الإسلام، بعد خروج المحتل الفرنسي من تونس"، داعيًا إلى "الثأر لهؤلاء العلماء الذين تم استئصالهم وتشريدهم". وكان رئيس الوزراء التونسي السابق، قد كلّف أحد المحامين برفع شكوى قضائية، وتتبّع الداعية قضائيًا، لأنّ "ما ورد في خطبة الشيخ حبيب بن الطاهر (بوصرصار) جريمة يعاقب عليها القانون التونسي، لأنه دعا الناس إلى التباغض فيما بينهم، وإلى ارتكاب جرائم"، حسب تصريح المحامي رضا بلحاج، الذي ينوب الباجي قائد السبسي. كما أوضح الحبيب بوصرصار، في بيانه، "إنني احترم صفتي كداعية، وابن روحي للزيتونيين، وخاصة شيخي المرحوم محمد الإخوة، وبالتالي لا يمكن البتة أن أفكر حتى مجرد التفكير بأن أدعو لموت أو قتل نفس بشرية، على الرغم من موقفي الفكري والسياسي منها، وإيمانًا مني أن النفس البشرية حرام شرعًا قتلها، أو الدفع إلى موتها". وأضاف "إنني قصدت طبعًا الموت السياسي (أي أن السبسي انتهى سياسيًا) وهذا رأيي لا أحيد عنه، لأني أعتبر – وفقًا قراءتي التاريخية – أن الرجل قد أذنب في حق الكثيرين (....)، ولقد اعتبرته ميتًا سياسيًا، لأن التجمع (الحزب الحاكم في عهدي بورقيبة وبن علي، والذي كان السبسي عضوًا قياديًا به، ورئيسًا للبرلمان باسمه من 1987 و1989)، أصبح في حكم الموت النهائي سياسيًا، كما أن مبادرته الأخيرة هي من وجهة نظري وُلدت ميتة، لأنها تقوم على إحياء "التجمع المقبور بأشكال بديلة". كما أكّد الشيخ بوصرصار، إدانته ما اسماه "هذا التأويل من طرف البعض، وهو سلوك سيئ وقذر، لأن الثورة التونسية مهدت للحرية المسؤولة، واحترام الآخر، بغض النظر عن الخلاف معه، والصراع السياسي القائم على التعامل الحضاري مطلوب بحكم سنة التدافع، بعيدًا عن العنف والإقصاء والتهميش". وأوضح محامي رئيس الوزراء السابق، الذي ترأس الحكومة التونسية خلال الفترة من فبراير إلى ديسمبر 2011، أنّ قائد السبسي "أصبح مهددًا في سلامته الجسدية". وتصاعدت في تونس خلال الأيّام الأخيرة دعوات التكفير، والتحريض على القتل من قبل السلفيين، وقد بلغت هذه الدعوات إلى حدّ التحريض على قتل اليهود، وهو ما أثار "استنكار" و"استهجان" العديد من مكوّنات المجتمع المدني في البلاد. وقد أصدر المجلس الوطني التأسيسي، مساء الاثنين، بيانًا عبّر فيه عن "بالغ استيائه، وعميق انشغاله بخصوص الشعارات التي تحث على التباغض، وتدعو إلى بثّ الفتنة داخل المجتمع التونسي". وأكّد رئيس المجلس التأسيسي أن "تونس وطن الجميع، دون تمييز، وأرض التسامح والتلاقي بين الحضارات، والانفتاح على القيم الكونية". كما قامت "الجمعية التونسية لمساندة الأقليات" برفع دعوى قضائية "ضدّ الجماعات السلفية التي نادت في شعاراتها إلى "التدريب من أجل قتل اليهود"، والدخول إلى الجنة، وذلك خلال المظاهرة التي انتظمت، الاثنين، المنددة بتدنيس المقدسات". وطالبت، في رسالة وجّهتها إلى النائب العام للجمهورية، "بفتح تحقيق رسمي في الغرض، لإيقاف مثل هذه الممارسات الخطيرة، التي تهدد أمن واستقرار البلاد، وتمس الحقوق الشرعية لليهود التونسيين".