اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم بالاستعداد لبدء المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين وسيطر الاحساس بالاحباط حتى قبل بدايتها بالاضافة الى بغداد تتأهب لإنهاء المهام القتالية الأمريكية اليوم القدس: نتنياهو يحاول احباط المفاوضات حتى قبل بدئها لم يترك رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو اي مجال للتأويل او التوقع في ما يتعلق بالمفاوضات التي من المقرر ان تبدأ بعد يومين. فقد عاد للتأكيد خلال اجتماع الحكومة ان لاسرائيل ثلاثة شروط لن تتنازل عنها ولن توافق على اية تسوية او اية مفاوضات دون الموافقة الفلسطينية عليها. اول هذه الشروط الاعتراف باسرائيل على انها دولة الشعب اليهودي وان يكون اي اتفاق نهائيا، اي الغاء حق العودة كليا واسقاط اية مطالبات فلسطينية تتعلق في اراضي 1948 وربما السعي ل "مبادلة" الفلسطينيين داخل اسرائيل بالمستوطنين بالضفة، لان اية دولة يهودية لن تستوعب نحو 1,5 مليون فلسطيني داخل حدودها. والشرط الثالث التوصل الى "ترتيبات امنية" تكون مرضية لاسرائيل. هذه الترتيبات تعني السيطرة على المعابر والاجواء والاغوار ومنطقة اللطرون والمستوطنات. في المقابل فان نتانياهو يصر على ان التجميد المزعوم للاستيطان لن يتم تجديده، اي ان الاستيطان سيعود رسميا وعلنيا ودون اية قيود. وبعد الشروط هذه وبعد الاصرار على الاستيطان، يتحدث نتانياهو عن السلام وضرورة التوصل الى تسوية واتفاق والبدء قبل كل شيء بمفاوضات دون شروط ... وهو في الواقع يضع الشروط كلها ولا يترك مجالا للغموض في حقيقة نواياه. على الجانب الفلسطيني كان الرئيس ابو مازن واضحا كل الوضوح في خطابه للشعب في كل اماكن تواجده، حين قال ان اسرائيل تتحمل مسؤولية فشل المفاوضات اذا استمر الاستيطان، وان انهاء الاحتلال هو القضية وليس شكل المفاوضات، وذلك ردا على المطالبين بعدم الدخول في تفاوض مباشر مرة اخرى في ضوء المواقف الاسرائيلية المتناقضة مع كل متطلبات السلام. كما من المتوقع ومن المفترض ان تخف حدة التصريحات قبيل بدء المفاوضات لاعطاء فرصة اكبر لتحقيق تقدم ما، الا ان نتانياهو يحاول احباط المفاوضات حتى قبل بدئها ويضع العراقيل بدل التسهيلات امام انطلاقها. ويبدو ان رئيس حزب العمل، وزير الدفاع يهود باراك يحاول بصمت الايحاء باشياء مغايرة للتي يتحدث عنها نتانياهو، الا ان صوته خافت وقدراته الحكومية والحزبية ضعيفة، والاحزاب الاكبر مثل حزب ليبرمان "اسرائيل بيتنا" و "شاس"، هي الاقوى تأثيرا والاشد تطرفا. هذه المعطيات تجعل مهمة الرئيس اوباما اكثر صعوبة في ايجاد صيغة للتوفيق بين هذه المواقف المتناقضة، وتجعل المسؤولية التي ينفرد بها اكثر تعقيدا، على الرغم من حضور الرئيس مبارك والملك عبد الله وممثلي اللجنة الرباعية جلسة انطلاقة المفاوضات، لانه هو صاحب المبادرة وهو المستضيف الى الحد الذي اغضب الاتحاد الاوروبي كما عبر وزير خارجية فرنسا عن ذلك بكلمات قاسية. فهل ينجح اوباما وهل يحقق المعجزة ؟ الكل يأمل في ذلك، ولن يطول الوقت كثيرا لنرى النتائج.