"فى سبيل فرحة الصائمين ، أطير "بموتوسيكلى" الخاص وأتحمل مشقة وحرج طرق الأبواب لتوصيل وجبات الافطار".. بهذه الكلمات بدأ أحمد عبد السلام ليسانس حقوق حديثه عن رحلات افطار الصائمين اليومية قائلاً : أشعربسعادة غامرة وراحة نفسية لاتقدر بمال عندما تبتسم سيدة عجوز فى وجهى وتدعو لى : "ربنا يكرمك يابنى " ، فدعاء الصائم مستجاب . أحمد نموذج من شباب الخير الذين يبدون مثل خلايا نحل هنا وهناك ..تجوب شوارع المحروسة قبيل آذان المغرب بلحظات .. ويضحون بالجو العائلى لمائدة الإفطار الأسرية ، ويتحولون الى موائد رحمن متنقلة بين أروقة الشوارع أو بين منازل من يتعففون عن الوقوف فى طوابير الحقائب أو الافطار فى الطريق العام . موقع أخبار مصر الالكترونى التقى بعدد من هؤلاء المتطوعين سواء بمبادرة خيرية فردية أوبالتعاون مع احدى الجمعيات الأهلية لالقاء الضوء على تجربتهم . دعوات الصائمين: "الله يسقيكم من أنهار الجنة " دعاء هامس تمتم به أحد عمال النظافة بميدان الأوبرا ،حين ارتوى عطشه بعد يوم طويل فى لهيب الحر بأكواب المياه المثلَّجة والعصائر وحبات التمر، لحظتها شعر أيضا محمود علي (17 سنةً) بروح مرحة وحماس شديد . وقال محمود إنه حفز أصدقاءه في المدرسة وأقاربه على الفكرة، وبدأوا الاعداد للمشروع قبل رمضان بشهر كامل، حيث اتفقواعلى استقطاع جزء من مصروفهم لتجهيز الوجبات الصغيرة؛ لإفطار عابرى الطرق لحظات الإفطار،وانتقاء ملابس وأحذية وأجهزة يمكنهم الاستغناء عنها لمنحها لأبناء دور الأيتام والفقراء . وأكمل : "كانت المهمة صعبة أول يوم لأننا تركنا منازلنا المكيفة، ونزلنا للشارع في جو حار وسط ضجيج السيارات ،وانتظرنا خلف الإشارات الحمراء لتوزيع وجبات إفطار خفيفة على الصائمين ، معها ابتسامة ودعاء بأن يتقبل الله الصيام والصلاة . ولاحظنا تبايناً فى ردود أفعال المارة ، فبعضهم لايلتفت الينا ويرفض تناول أى شىء بينما يسعد السائقون كثيراً عند تلقى الأكياس البلاستيكية المحملة ببعض الأطعمة الخفيفة على السائقين المتوقفين عند إشارات المرورفي مرح. أما بعض أصحاب السيارات الفارهة ، فيجرون مسرعين ويحرمونا من ثواب افطار الصائم ، واذا رمى أحدنا زجاجة مياه غازية من نافذة السيارة ، ربما ينزعجون ". ويحكى كريم محمود طالب بالتعليم المفتوح تجربته ، قائلاً " اتفقت مع أصدقائى وزملائى أن ننزل مجموعات فى أحياء وميادين مختلفة لتوزيع زجاجات المياه والتمرعلى المارة وقت الافطار بالتناوب . وصادفتنا مواقف طريفة منها أن تعطى طفلاً فى سيارة "شنطة" ، فيبتسم فى وجهك ويعطيك كيس" شيبسى" أو تجد سيدة " كلاس " تطلب رقم الموبايل لأداء خدمات خاصة بمقابل !. ومن الظواهر المخجلة أن تجد تزاحماً على اختطاف الحقائب من العمالة الموسمية أو الشحاذين رغم وجود موائد الر حمن فى كل مكان .وبعض الأصدقاء الذين يعملون مندوبى مبيعات فى شركات أو محال استثمروا الفرصة فى استعمال السيارات و"الموتوسيكلات" التى يعملون عليها ومنهم من يضع ملصاقات دعائية على الزجاجات أو الحقائب .