فى خطوة غير مسبوقة أثارت التساؤلات بمدى جديتها ،دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، قادة جميع الدول العربية، للمشاركة في مؤتمر إقليمي للسلام، مشيراً إلى أنه سيكون بإمكانه، في مثل هذا المؤتمر، تبادل الأفكار مع كل القادة العرب، بشأن التوصل إلى حل للصراع بالشرق الأوسط. وكان أولمرت قد وجه دعوة علنية أمس الاحد 1/4 للعاهل السعودي الملك عبد الله وسائر الزعماء العرب إلى لقائه ، خلال المؤتمرالصحفي المشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي تتولى بلادها رئاسة الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي بقوله "إنني أنتهز هذه الفرصة لوجودي مع رئيس الاتحاد الأوروبي، لدعوة جميع القادة العرب، بما في ذلك بطبيعة الحال ملك السعودية الذي اعتبره زعيما مهما للغاية الى اجتماع لاجراء محادثات معنا." وقال أولمرت أيضا انه "اذا بادر العاهل السعودي بعقد اجتماع للمعتدلين (من الزعماء العرب) ودعاني أنا ورئيس السلطة الفلسطينية فسيسعدني أن أحضر وأطرح وجهات نظرنا."واستطرد رئيس الحكومة الإسرائيلية بقوله "أعتقد أن الوقت حان للقيام بمجهود ضخم لإعطاء دفعة للعملية الدبلوماسية".و أكد أولمرت خلال المؤتمر الصحفي مع ميركل ان "الدول العربية المعتدلة بقيادة السعودية" تريد المشاركة بنشاط في الجهود الرامية لاحلال السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.واضاف "اعتقد ان الاستعداد لقبول اسرائيل كحقيقة ومناقشة بنود حل مستقبلي يمثل خطوة لا يسعني الا ان اقدرها." وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق من الأسبوع الماضي، ترحيبه بمقترح عقد "قمة إقليمية"، بمشاركة قادة الدول العربية المعتدلة، وأعرب عن استعداده للمشاركة "دون تردد."
أهداف اولمرت من الدعوة
من جهتهم أعتبر المراقبون إن أولمرت بدعوته هذه يسعى إلى تحسين وضعه الداخلي بإسرائيل من جهة ويعتبر أن المشاركة في قمة مع العرب قد تعطي دفعة للسلام مع الفلسطينيين من جهة أخرى،وأعتبروا أيضاً أن دعوة اولمرت لمؤتمر إقليمي تعني ان مبادرة السلام العربية يمكن ان تمثل أساسا لمفاوضات عربية إسرائيلية جديدة . وكان الزعماء العرب قد أعادوا خلال القمة العربية التي عقدت الاسبوع الماضي في الرياض ، طرح خطة سلام عمرها خمس سنوات كانت المملكة السعودية قد طرحتها في قمة بيروت العربية عام 2002. وتعرض المبادرة على اسرائيل إقامة علاقات طبيعية مع الدول العربية مقابل انسحاب اسرائيل الكامل من الاراضي التي احتلتها عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية وايجاد "حل عادل" لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين.وبينما أكد أولمرت انه يرى نقاطا ايجابية في المبادرةإلا أن مسؤولين إسرائيليين عارضوا منح اللاجئين الفلسطينيين حق العودة الى ديارهم السابقةو التي أصبحت الان جزءاً من الدولة الإسرائيلية، وبرروا ذلك بمخاوف تتعلق بطبيعتها الديمجرافية والإعتبارات الأمنية،إلى جانب رغبتهم أيضا الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الرئيسية في الضفة الغربيةالمحتلة.
ومع توقف المحادثات الاسرائيلية الفلسطينية حول ايجاد تسوية نهائية على مدى السنوات الست الماضية تحول الاهتمام الدبلوماسي نحو تحقيق مشاركة أكبر من جانب من تعتبره اسرائيل ائتلافا للدول العربية المعتدلة والذي يضم السعودية ومصر.
وبالرغم من موافقة أولمرت على عقد اجتماع مع عباس كل أسبوعين،نزولا على دعوة وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس التي زارت المنطقة الاسبوع الماضي ،إلا أن تشكيل حكومة وحدة فلسطينية الشهر الماضي بمشاركة حركة فتح بزعامة الرئيس محمود عباس وحركة المقاومة الاسلامية حماس التي ترفض الاعتراف باسرائيل تسببت في إضعاف فرص تحقيق تقدم على المسار الثنائي.حيث يرى أولمرت أن حكومة تقاسم السلطة التي شكلها عباس مع حماس واستمرار احتجاز الجندي الإسرائيلى جلعاد شاليط الذى كان مسلحون من غزة قد أسروه في يوليو الماضي ،يجعل من الصعب تحقيق تقدم حقيقي نحو اقامة دولة فلسطينية فى ظل هذه الأوضاع.
أول رد فعل سعودى
وفي أول رد فعل سعودى على دعوة أولمرت لأن تقود السعودية دورا عربياًً فى جهود السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، قال خليل الخليل عضو مجلس الشورى السعودي أن المشكلة الرئيسية التي يتعين على اسرائيل حلها هي مع الحكومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وليست مع السعودية. واضاف الخليل ان اولمرت يعرف الطرق التي يمكن ان تهيأ الظروف لتنفيذ المبادرة العربية، وانه يمكن تطبيق هذه المبادرة عن طريق لجنة من الجامعة العربية، او من خلال الدول التي تربطها علاقات حاليا مع اسرائيل مثل مصر والاردن.