قال محققون في مكتب التحقيقات الفدرالي الثلاثاء ان القنبلة التي استخدمت في محاولة الاعتداء الفاشلة في نيويورك كانت مكونة من البنزين وغاز البروبان والاسهم النارية، وهي مواد بدائية ما كانت ستحدث ضررا كبيرا لو انفجرت. ونشرت الشرطة الفدرالية الاميركية رسما يظهر المتفجرات التي وضعت داخل السيارة الرباعية الدفع للامريكي من اصل باكستاني فيصل شهزاد الذي يشتبه بانه اوقف سيارته في ساحة تايمز سكوير المكتظة بهدف قتل عدد من المارة. ووجهت اليه رسميا الثلاثاء تهمة محاولة تفجير السيارة.وقال جون بيستول، المدير المساعد للشرطة الفدرالية خلال مؤتمر صحافي "لا تبدو هذه عبوة متطورة (...) كانت فرص عدم انفجارها كبيرة جدا". وكانت المواد التي لم تنفجر عبارة عن ثلاث صفائح سعتها 75 لترا من غاز البروفان، وصفيحتين من البنزين, كما قال بيستول. ولكنه اضاف ان بعضا من الاسهم النارية انفجر. وكانت في السيارة اكثر من 110 كلجم من الالعاب النارية محشورة داخل حلة ضغط و40 اخرى ملفوفة داخل صفيحة صغيرة. وقال مساعد مدير الشرطة انه حتى وان نجحت العملية فانها "ما كانت على الارجح" ستسبب انفجارا مثيلا لذاك الذي دمر مبنى فدراليا في اوكلاهوما سيتي في 1995، وادى الى قتل 168 شخصا. وكانت قنبلة اوكلاهوما سيتي مؤلفة من سماد النشادر والوقود. واعدم منفذ الاعتداء اليميني تيموثي ماكفي في 2001. وقال بيستول ان الشرطة الفدرالية ارسلت معظم الادلة التي عثرت عليها في ساحة تايمز سكوير الى مختبر في حي كوانتيكو في واشنطن، بولاية فيرجيينا، لكي تحصل على تقرير عما كان يمكن ان يكون تاثير القنبلة لو انها انفجرت. وبغض النظر عن مدى تطور العبوة، قالت السلطات انه ليس لديها اي شكوك حيال نوايا شهزاد. وقال وزير العدل اريك هولدر "لا تخطئوا. حتى وان لم تنفجر هذه السيارة المفخخة كما كان مخططا لها، فهذه المؤامرة محاولة اعتداء خطيرة". واضاف "لو انها نجحت لنجم عنها هجوم ارهابي قاتل احدث قتلا ودمارا في قلب مدينة نيويورك". وكان وزير العدل الأمريكي إريك هولدر قد اعلن الثلاثاء أن فيصل شهزاد المتهم بمحاولة تفجير سيارة مفخخة وضعها بميدان التايمز بمدينة نيويورك اعترف بدوره في المؤامرة وقدم معلومات مهمة للغاية. وقال هولدر، إن فيصل قدم معلومات مفيدة للغاية لمسئولي التحقيقات الذين قاموا بأستجوابه واعترف بتورطه في المؤامرة ومازالت السلطات تتعقب عددا من الخيوط. وأقر هولدر عن يقين هذه المرة بأن هذه مؤامرة إرهابية تهدف إلى قتل الأمريكيين في واحد من أكثر المواقع ازدحاما في البلاد، وقال إن القنبلة التي ضبطت كان يمكن أن تتسبب في قتل وتدمير بميدان التايمز. وحث هولدر الأمريكيين في كل مكان على التيقظ وإبلاغ أجهزة الأمن عن أي أنشطة مثيرة للريبة. وكان شهزاد قد ضبط قبل إقلاع طائرته من مطار كنيدي في نيويورك في طريقها إلى دبي قبل أن يتلقى قائد الطائرة إشارة من السلطات بالتوقف وتم إنزال شهزاد واحتجازه لدى شرطة نيويورك. وقال هولدر أن شهزاد يمثل أمام المحكمة الفيدرالية في مانهاتن بنيويورك ليواجه اتهامات بحيازة أسلحة دمار شامل والإقدام على عمل إرهابي باستخدام هذه الأسلحة. وأضاف الرئيس الامريكى باراك أوباما أن المباحث الفيدرالية تحقق حاليا في احتمال وجود علاقة بين شهزاد ومنظمات إرهابية. وكان شهزاد الباكستاني الأصل والأمريكي الجنسية، والبالغ من العمر 30 عاما قد عاد من زيارة استغرقت 5 أشهر في باكستان حيث أن له زوجة هناك. وتخرج شهزاد من جامعة بريدجبورت حيث حصل على درجة البكالوريوس في تطبيقات الحاسب الآلية وتكنولوجيا المعلومات ثم عاد للحصول على درح الماجستير في إدارة الأعمال من نفس الجامعة عام 2005. وقد حذر عمدة نيويورك مايكل بلومبرج من استغلال البعض لهذه الجريمة لتبرير أي أعمال عدائية أو ارتكاب أي ممارسات تنطوي على الكراهية ضد مسلمي نيويورك. قال مسؤول أمني أمريكي مطلع على سير التحقيقات في المحاولة الفاشلة لتفجير سيارة ملغومة في ميدان تايمز بنيويورك ان الباكستاني الامريكي الذي ألقي القبض عليه للاشتباه في تنفيذه للمخاولة أبلغ المحققين انه عمل بمفرده ونفى أي صلة له بجماعات متشددة في باكستان. وأكد المصدر الثلاثاء "اعترف بشراء السيارة وبجمع المتفجرات ووضعها في السيارة وتركها هناك ومغادرة المكان." وأضاف "يزعم انه عمل بمفرده. اعترف بجميع التهم.. وتابع أن المحققين ما زالوا يفحصون ما قام به خلال زيارته لباكستان في الفترة الاخيرة. واعتقل الرجل في وقت متأخر من مساء الاثنين للاشتباه في أنه اشترى السيارة المستخدمة في تنفيذ محاولة تفجير قنبلة معدة من وقود وألعاب نارية في ساحة تايمز مساء السبت الماضي. ويقول المسئولون انه لو كانت القنبلة انفجرت لقتل كثيرون. وقال المسئولون ان شاه زاد الذي حصل على الجنسية الامريكية العام الماضي اعتقل في مطار جون اف. كنيدي في نيويورك وهو يحاول السفر الى دبي.