سيطر الاهتمام بمباراة الزمالك والاهلى على الصحف المصرية الصادرة السبت والتى اجمعت على وصفها بالمثيرة والقوية بل والمجنونة نتيجة الانقلاب فى النتيجة ثلاث مرات من تقدم زملكاوى الى تعادل اهلاوى فى الوقت الضائع جريدة اخبار اليوم وصفت المباراة انها واحدة من أقوي وأروع مباريات الفريقين علي الاطلاق..خرجت الجماهير راضية بعد أن استمتعت بأداء غير مسبوق.. وكانت الفرحة الحمراء اكبر لأن هذا التعادل يعني الاحتفاظ بالدرع للعام السادس علي التوالي.. كاد الزمالك يحقق حلمه بالفوز علي الأهلي وظل متفوقا حتي قبيل النهاية بدقيقة واحدة. ولكن بدد بركات هذا الحلم بهدف قاتل. من بداية اللقاء احدث حسام حسن مفاجأة لحسام البدري باشراك اديكو الايفواري "المركون" من اجل زيادة الفاعلية الهجومية بحيث يتقدم اديكو مع شيكابالا وحسين ياسر للامام لمساعدة احمد جعفر..البداية كانت بيضاء بخطين حمر.. من اول لمسة تقدم الزمالك للهجوم.. ووضح انه بخطوط مفتوحة..اسفرت عن هدف ابيض قبل مرور دقيقتين ليحرز احمد جعفر اسرع هدف في تاريخ لقاءات القمة في اول دقيقة.. بدأ الاهلي يدخل المباراة..وهاجم عن طريق بركات ومتعب واحمد حسن وابوتريكة لينتهى الشوط الاول بالتعادل كما انتهت المباراة. جريدة الجمهورية ركزت على عودة "زمالك زمان " ولكنها اشارت الى حرمان محمد بركات الزمالك من فوز تاريخي وخطف تعادلاً مستحقاً وعادلا مع الزمالك في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع في الوقت الذي كانت فيه جماهير الأهلي والجهاز الفني مستسلمين لهزيمة مؤكدة. جاء هدف بركات بهدوء وبرود أعصاب يحسد عليه.. وبصراحة فإن بركات أعاد الأمور إلي نصابها وحفظ للأهلي ماء وجهه ليفوز بالدرع بدون هزيمة من منافسه التقليدي الذي كان يمني النفس بفوز يعوضه عن ضياع الدرع.. حيث لم يتبق سوي نقطة واحدة للأهلي من أربع مباريات حيث رفع الأهلي رصيده إلي 57 نقطة والزمالك إلي .48 كان الشوط الأول أروع وأكثر إثارة وكان الجمهور رائعاً وملتزماً وأسهم في نجاح القمة مع الطاقم السويسري بقيادة ماسيمو بوساكا. الكاتب ابراهيم ربيع بجريدة اليوم السابع حلل تشكيل الفريقين وتوصل لنتيجة منطقية وهى "تعادل المغامرة مع الخبرة"..المغامرة قدمها حسام حسن، المدير الفنى للزمالك، بتشكيل هجومى أخفقت له قلوب الزملكاوية لعب بأربعة مهاجمين أحمد جعفر وشيكابالا وحسين ياسر المحمدى وإديكو، وكان ذلك نظرياً ضد القدرة على السيطرة فى وسط الملعب، إلا أن ربع الساعة الأولى أثارت الانبهار بفكر حسام حسن بسيطرة فريقه وطوفان الهجوم الذى لا يتوقف، وإغلاق الملعب حول فريق الأهلى، وأثمر ذلك عن هدف مبكر جداً، أعطى انطباعاً للجميع أننا بصدد مواجهة مثيرة غير عادية. والخبرة استثمرها الأهلى بنجومه المخضرمين عماد متعب ومحمد أبوتريكة ومحمد بركات وأحمد حسن، لكن هذه الخبرة تعثرت أحياناً أمام حيوية الشباب وديناميكية تحرك المهاجمين، إلا أنها أظهرت عنفوانها وكلمتها الأخيرة عن طريق الزئبقى محمد بركات الذى "فكك" دفاع الزمالك فى لحظات ثقة غير منطقية من دفاع الزمالك، والافتقار للضغط واستقبال لاعبى وسط الأهلى قبل الوصول إلى المنطقة الخطرة. إذن المغامرة نجحت وكادت تحصل على الدرجة الكاملة، والخبرة نجحت بقدر غير قليل من التوفيق، والفائز الأول هو الجمهور الذى استمتع بأقوى قمة منذ سنوات طويلة، والفائز الثانى هو الشارع الذى قضى ليلته هادئة، والفائز الثالث الكرة المصرية التى قدمت عرضًا قويًا بين أفضل ناديين فى الشرق الأوسط، والفائز الرابع الروح الرياضية التى بدأت وانتهت بها المباراة مهما كانت هناك بعض الانفعالات التى فرضتها سخونة المواجهة. وظلت الأخطاء الدفاعية هى الرهان الرئيسى لمهاجمى الفريقين وأحد الركائز فى تخطيط الجهازين الفنيين، ولذلك تم التركيز بشدة على العمق والتحرك فيه بسرعة وبكثير من المناورة، وظهر ذلك بالتحديد فى أهداف الأهلى التى جاءت من خلل واضح فى عمق الزمالك، وهو تقريبًا ما نفذه الزمالك فى الشق الهجومى. وملخص المواجهة أن الزمالك بالفعل قدم فريقا جديدًا متميزًا و"خامات" فردية لها مستقبل ورؤية "فنية" كانت غائبة عن الفريق، والأهم من ذلك أنه كسر الحاجز النفسى من الأهلى، وفى المقابل أثبت نجوم الأهلى المخضرمون أن "الدهن فى العتاقى" ما زالت بصماتهم موجودة، ومازالت إدارة الأهلى حاضرة فى تعديل النتائج حتى الثانية الأخيرة.