يحاول الرئيس الأمريكي باراك أوباما محو صورة سلفه بوش من أذهان الشرق لاسيما العرب وبالأخص عراق ما بعد صدام، ورغم أنه حظي بشعبية أمريكية عالية الفترة الماضية لتمريره نظام الرعاية الصحية إلا انه يطارده دائما فقدان سياسة أمريكية خارجية تحظى بدعم على الأقل في الشرق الأوسط. ونشرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور " الأمريكية ان الرئيس الأمريكى باراك أوباما عاد بسياساته الخارجية إلى عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون فى الشرق الأوسط لكن الاصلاحيين العرب يساورهم حنين الى شىء ما اكثر تشابهاً مع أجندة حرية سلفه جورج بوش الابن التى من شأنها المساعدة فى فتح أفاق تبشر بلحظة واعدة لمصالحة العرب. واشارت الصحيفة فى رصدها لاحداث عام مضى على رئاسة اوباما- ظهر على موقعها الالكترونى مساء الإثنين - الى انه فى الوقت الذى ادى فيه تمرير نظام الرعاية الصحية الى تعزيز ملحوظ للرئيس الامريكى بالساحة الداخلية إلا أنه بات عليه الآن محاولة البحث عن سياسة خارجية امريكية تحظى بدعم عالمى على غرار الدعم الداخلى. وقالت الصحيفة انه وان كان الملاحظ ان هناك احساسا خارج الولاياتالمتحدة بان هناك "حنينا لبوش "...والمستغرب انه يأتى من جانب الشرق الأوسط -أبعد المناطق احتمالا - وهى حالة خاصة فيما يتعلق بتلك القضية بالنسبة للمصلحين العرب الذين بالرغم من عدم ميلهم لادارة بوش فى كافة الأحوال غالبا إلا أنهم يدركون تماما ان " أجندة حرية " بوش تساعد فى احتمال التوجيه المطلوب للحظة الواعدة للاصلاح العربى . واضافت الصحيفة قائلة "ان الحقيقة التى لا يمكن تجاهلها ان العرب الراغبين فى الاصلاح شعروا فى اعقاب خطاب أوباما التاريخى من على منبر جامعة القاهرة بخيبة امل متنامية خلال الأشهر التسعة الماضية على خلفية التأكد من معاودة الادارة الأمريكية الراهنة - بدلا من اتخاذ تدابير لتطهير كامل من السياسات الأمريكية السابقة -انتهاج حركة الواقعية الجديدة للرئيسين الأمريكيين الأسبقين كلينتون وجورج بوش الأب مع التاكيد على الأهلية والبراجماتية. واردفت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية فى سياق رصدها لاول عام على عهد أوباما بالتنويه إلى أن واقع الامر أن توجه السياسة الأمريكية مازال حتى الآن يتسم بمساومة متشككة مع "الاوتوقراط "العرب والتى تتلخص فى انهم إذا ابدوا تأييدا مخلصا للأهداف الأمريكية الاقليمية فانها تغض الطرف عن اساليبهم القمعية للانشقاق الداخلى.الذى يمكن ان يصنف كالمعتاد بانه يندرج تحت توصيف "البيزينس". وأكدت الصحيفة انه لسوء الحظ فانه من بين ارث اوباما الشرق اوسطى الذى خلفه بوش وراءه ومن ثم كانت المشكلة الاكبر بالنسبة للرئيس اوباما هى الحرية السياسية بوصفها مفتاح مستقبل المنطقة وهى الفكرة لتى لم تقابل بارتياح من جانب الديمقراطيين الأمريكيين. واختتمت الصحيفة بقولها وعلى اى الأحوال بل والمؤكد ان سياسة ادارة اوباما الشرق أوسطية تعتبر فترة راحة من الغضب والاستياء الذى هيمن خلال السنوات الأخيرة من رئاسة بوش ...وبالنظر للقضية الاسرائيلية الفلسطينية يبدو اوباما ملتزم شخصيا بالوصول الى حل للقضية ..وحول ايران فان من الواضح ان لديه التزاما شخصيا بعدم غزو دولة اجنبية اخرى.. ومما لاشك فيه ان اوباما ربما اول رئيس امريكى يشعر بالفعل باللحن المأساوى الذى عزفته قيثارة الألم فى الحياة العربية وان كان فى حاجة الى استراتيجية متماسكة ورؤية جسورة ودعم لصنع قرار سياسى لمواجهة الأخطار المتلازمة الضرورية.