عسكري ورئيس جمهورية باكستان سابقا. ولد في المنطقة الشمالية من شبه القارة الهندية ، وبدأ حياته العملية ملتحقا بالجيش الهندي البريطاني. السيرة الذاتية : ولد محمد أيوب خان في 14 مايو/أيار 1907 في قرية ريحانة بالقرب من هاريبور هزارا في الهند. دراسته: بعد اجتيازه امتحان القبول بالجامعة عام 1922 التحق أيوب بجامعة علي غار وقضى فيها أربع سنوات، وقبل حصوله على البكالوريوس رشح للكلية العسكرية الملكية البريطانية في ساندهرست وسافر إلى إنجلترا عام 1926، وأتم تدريبه فيها. حياته العسكرية والسياسية: التحق أيوب خان بالجيش الهندي عام 1928 وحارب على جبهات مختلفة أثناء الحرب العالمية الثانية، و رقي من رائد إلى عقيد. وأثناء أحداث الشغب الطائفية عام 1947 اختير لمساعدة الجنرال بيت ريس في قوة حدود البنجاب, وإبان الاستقلال اختار أيوب خان الالتحاق بالجيش الباكستاني. وفي عام 1951 رقي لرتبة جنرال وعين كأول قائد أعلى محلي للجيش الباكستاني. كان أول انخراط لأيوب خان في السياسة عندما كان قائدا أعلى وعين في مجلس الوزراء الاتحادي الذي كان يقوده محمد علي بوغرا عام 1954 ومنح حقيبة وزارة الدفاع. وبصفته القائد الأعلى ووزير الدفاع لعب دورا رئيسيا في مفاوضات دخول باكستان في التحالفات العسكرية التي كانت تتزعمها الولاياتالمتحدةالأمريكية، السنتو (منظمة التحالف المركزية) والسيتو (منظمة حلف دول جنوبي شرقي آسيا). وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 1958 استطاع إسكندر ميرزا بمساعدة أيوب خان فرض أول حكم عرفي في باكستان وعين أيوب خان كرئيس للحكم العرفي. ولكنهما لم يتكيفا مع بعضهما البعض لفترة طويلة, واستطاع أيوب خان سحب جميع السلطات من إسكندر ميرزا وعين نفسه رئيسا لباكستان بالإضافة إلى رئيس الحكم العرفي ثم رقى نفسه لرتبة المشير. رحب الشعب بتولي أيوب خان الحكم في باكستان بسبب القلق السياسي الذي كانت تواجهه الدولة منذ نشأتها عام 1947، وعقب تسلمه مقاليد الحكم سعى للتخلص من الفساد وحل المشاكل الاجتماعية الكثيرة مما زاد من شعبيته، ولكنه كان واعيا لحقيقة أنه لا يستطيع أن يحكم في ظل غطاء عسكري مدة طويلة ومن ثم عين لجنة دستورية برئاسة قاضي العدل شهاب الدين وتم إقرار الدستور. في 8 يونيو/ حزيران 1962 رفعت الأحكام العرفية وطبق الدستور الجديد. ومع الانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 1965 اكتسح أيوب خان معارضيه وشكك المراقبون في نزاهة الانتخابات، خاصة وأن مرشحة المعارضة فاطمة جناح كانت أصواتها أقل بكثير من شعبيتها التي كانت واضحة قبل الانتخابات. اتسمت حقبة أيوب خان بثورة صناعية في الدولة. فقد أوجد بيئة تشجع على إنشاء القطاع الخاص والصناعات الصغيرة والمتوسطة في باكستان، وهذا التوجه فتح آفاقا لفرص عمل جديدة مما أدى إلى ارتفاع الخط البياني الاقتصادي للبلاد، وقدم إصلاحات في مجالات التعليم والزراعة والقانون والإدارة وقوانين الأسرة وما إلى ذلك، وغير العاصمة من كراتشي إلى إسلام اباد عام 1962. وكان كل شيء يسير على ما يرام حتى بداية الحرب الهندية الباكستانية عام 1965 التي أدت إلى تدهور سريع في اقتصاد البلاد. وانتقد المراقبون السياسيون دوره في إتفاق طشقند، حيث اعتبروه حوَّل النصر في أرض المعركة إلى هزيمة على طاولة المفاوضات، وانقلب عليه أيضا ذراعه اليمنى ذو الفقار علي بوتو الذي أنشأ حزب الشعب الباكستاني بهدف إقصاء أيوب خان عن السلطة. وتكونت أحزاب سياسية أخرى اجتمعت كلها على إسقاط حكومة أيوب خان. وفي نهاية عام 1968 وصل استياء الشعب من حكومة أيوب مداه, وقامت المظاهرات ضده وشاعت الفوضى, ولم يكن أمام أيوب خان إلا أن يترك منصبه، فقدم استقالته في 25 مارس/آذار 1969.