الدكتورة فاطمة أحمد عبد المحمود أول امرأة ترشح إلى الانتخابات الرئاسية السودانية – المقررة في أبريل/ نيسان 2010 - هي طبيبة وأستاذة جامعية وسياسية شرسة في الدفاع عن حقوق المرأة في بلادها إلى حد يشبه "النمرة" التي استعصى على المقاومين لها ترويضها. "أول امرأة" لقب اعتادت عليه فاطمة - التي درست الطب في جامعة الصداقة بالاتحاد السوفيتي – حيث تولت منصب وزيرة الشئون الاجتماعية في عهد الرئيس السوداني الراحل جعفر النميري، كأول امرأة سودانية تتقلد منصبا وزاريا - وعمرها آنذاك 28 عاما - ثم تولت بعده منصب وزيرة الصحة. ومنذ أولى خطواتها السياسية وهي تحمل على عاتقها نصرة المرأة والمطالبة بحقوقها، فقد أيدت د. فاطمة – في عهد النميري - تخصيص حصة برلمانية (كوتا) للنساء لا تقل عن 25% من جملة مقاعد البرلمان. أما السبب في استحواذ الرجال على المقاعد البرلمانية، فترجعها إلى شراسة الرجال - الذين يتعاونون ضد المرأة حسب قولها - والتي لم تكن بالقدر نفسه لدى النساء. وعلى الصعيد الحزبي، شغلت د. فاطمة منصب أمينة المرأة في تنظيم الاتحاد الاشتراكي، وسكرتيرة اتحاد نساء السودان. والآن وفي عهد الرئيس السوداني عمر البشير هي عضو مجلس شورى اتحاد المرأة السودانية، ورئيسة شعبة العلاقات الأوروبية والأمريكية بالمجلس الوطني، وترأس حزب الاتحاد الاشتراكي الديمقراطي. وعلى المستوى الدولي، اختارت المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) بباريس والأمم المتحدة د. فاطمة عبد المحمود الأستاذة بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ضمن أكثر 60 امرأة تميزا في العمل العام ببلادهن عبر العالم. وفي تحد ومبادرة أعلنت ترشيحها لتولي قمة الهرم السياسي كرئيسة للسودان، مؤكدة أن رغبتها في تحقيق مكاسب للمرأة السودانية هو الدافع الرئيسي وراء ترشيح نفسها للانتخابات الرئاسية السودانية كأول امرأة تخوض هذه المعركة. وقالت "إذا لم يحالفني الحظ في الفوز بلقب السيدة الرئيس فإن هذا لا يعني عدم قدرة المرأة على الرئاسة". ورغم رفض اللجنة الانتخابية طلبها للترشح، لم تستسلم فاطمة ولجأت للقضاء طاعنة في قرار اللجنة، وبالفعل قضت المحكمة بأحقيتها في ذلك وأضافت اسمها إلى قائمة المرشحين للرئاسة، حكم وصفته أول مرشحة لمنصب الرئيس في السودان بأنه "عادل ومنصف". واستقبلها بعده حشد من النساء بالزغاريد وهتفن "الله أكبر.. فاطمة الرئيس القادم للسودان". الصلابة والشراسة والتنمر صفات أطلقت على د. فاطمة عبد المحمود ليس لمجرد أنها امرأة ترشحت للانتخابات الرئاسية فحسب وإنما لتحديها لمجتمع لفت إليه الأنظار قريبا عندما حكم على امرأة أخرى هي لبنى حسين الصحفية السودانية بالجلد 40 جلدة لارتدائها بنطلونا بدا جزء منه من تحت قميص طويل كانت ترتديه من فوقه. الانتخابات الرئاسية السودانية القادمة هي الأولى المتعددة الأحزاب منذ 1986. وإذا لم يحصل أي من المرشحين – وعددهم 12 مرشحا - على الأغلبية البسيطة، تجري دورة ثانية في 10 و11 مايو/ أيار 2010.