واشنطن - أ ش أ، القاهرة - أخبار مصر لا يكاد يمر شهر إلا ويفتح فصل جديد فى العلاقات الدبلوماسية "المريرة" بين الحليفين التقليدين إسرائيل وتركيا، بعد أن بدأت العلاقات في التوتر بينهما منذ بداية 2009، مع الانتقاد اللاذع والعنيف الذي وجهته تركيا لإسرائيل بسبب العدوان على غزة، ومنذ ذلك الحين والأمور بينهما تسير من سيىء إلى أسوأ. ويصور المحلل السياسي التركي جينجيز قندار - كما أوردت مجلة "تايم" الأمريكية في موقعها الإلكتروني على شبكة "الإنترنت" - العلاقة بين البلدين قائلا "بدأ الأمر كحادث أو حادثين أو 3 حوادث ليستبين فجأة وكأنه ليست هناك حوادث، فالعيب هو الطريق نفسه، فقصة الحب بين إسرائيل وتركيا في طريقها إلى الزوال". كما هو معروف تفجرت المشكلة بداية الأيبوع الثاني من يناير/ كانون الثاني 2010 جراء محاولة داني أيالون نائب وزير الخارجية إهانة السفير التركي لدى إسرائيل، ولولا اعتذار إسرائيل في اللحظة الأخيرة فلربما وصل الأمر إلى حد القطيعة بين البلدين. وتشير المجلة إلى أن المزيد من النزاع بين البلدين يبدو حتميا، فالطموح الجديد الذي يتملك تركيا لأن تصبح قوة إقليمية كبرى قاد إلى مساع حثيثة لصياغة علاقات قوية مع الدول العربية ودول آسيا الوسطى، ولم تتردد تركيا في انتقاد التصرفات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وأن تدافع عن برنامج إيران النووي السلمي، وأن تعزز علاقاتها الاقتصادية مع إيران في وقت تسعى فيه واشنطن إلى عزلها، كما تتجه لإصلاح العلاقات مع سوريا. ورأت المجلة أن تركيا تتحرك في فلكها الإسلامي، ويبدو أن الحكومة الائتلافية الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو تتوق لخوض غمار معركة. ومنذ منتصف 2009، ألغت تركيا تأشيرات الدخول مع لبنان وسوريا والأردن، ووقعت عددا من الاتفاقيات مع كل بلد بهدف تعزيز التجارة والتبادل الثقافي. ومنذ المشادة التي شهدها منتدى "دافوس" في سويسرا في 2009 بين رئيس الوزارء التركي رجب طيب أردوجان والرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بات الأول بطلا فى الشارع العربي ولم يلحق النزاع الدبلوماسي الأخير أي ضرر بشعبيته. وأشادت صحيفة "الأخبار" اللبنانية برئيس الوزراء التركي خالعة عليه لقب (السلطان أردوجان)، وكتبت تقول إن "إسرائيل لا تفهم سوى التركية". ولفتت مجلة "تايم" الأمريكية في موقعها الإليكتروني على شبكة "الإنترنت" إلى أن الأمر يبدو وكأن أردوجان يتصرف باستقلالية عن شركائه في الناتو، إلا أن صولاته وجولاته ضد إسرائيل لم تثر سوى القليل من التعليقات من جانب أمريكا وأوروبا. وقال دبلوماسي أوروبي - رفض كشف هويته - تعليقا على مايقوم به أردوجان "إن هذا يعطى إحساسا بأن أردوجان يقول أشياء ربما يحتاج أحد ما أن يقولها لإسرائيل، كما حدث في ديسمبر/ كانون الأول 2009 عندما انتهى أردوجان من اجتماع هام مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما، ليتوجه إلى أحد فنادق نيويورك ويلقى خطابا لاذعا ينتقد فيه التصرفات اللاإنسانية الإسرائيلية في غزة". من جهته، قال المحلل السياسي التركي جينجيز قندار إن "التوقيت لا يوحي بأن هناك أحدا لا يدري ما يفعله أردوجان في إطاره الدولي، مشيرا إلى أن الغرب مرتاح لوجود شخص ما ينتقد إسرائيل، فقد أوكلوا المهمة لأردوجان، ولذا يتولد لديه المزيد من الثقة بإدراكه أن تركيا لن تواجه باتهامات من شركائها بالغرب. ولا تزال العلاقات التركية الإسرائيلية محكومة بالتعاون العسكري كما كان عليه الحال منذ خمسينيات القرن ال20. وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك كان من المقرر أن يلتقي أردوجان والرئيس التركي عبد الله جول خلال زيارته تركيا - الأحد 17 يناير/ كانون الثاني 2010 - على أمل تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والتفاوض حول صفقات للصناعات الحربية الإسرائيلية - التي ترتبط بعقود توريد لتركيا بقيمة تزيد على المليار دولار - وهناك وفد تركي في إسرائيل حاليا للانتهاء من ترتيبات شراء 10 طائرات بدون طيار. لكن أردوجان وجول استبقا زيارة باراك بإعلان رفضهما لقاءه - حسب التليفزيون الإسرائيلي - ومن جانبها أعلنت إسرائيل أن رئيس الوزراء نتنياهو سيزور أنقرة. ويرى المحلل قندار أن العلاقات الدفاعية بين تركيا وإسرائيل باتت تمثل صمام الأمان للعلاقات الثنائية بين البلدين وهي الكفيلة بالحيلولة دون انهيار كامل في علاقات الدولتين، لكن هذا لا يغيرمن حقيقة أن علاقات تركيا بإسرائيل تشهد تغيرا هيكليا وأن تلك العلاقات مرشحة لمزيد من الازمات مستقبلا.