«ميريد كوريجان» الأيرلندية الحائزة علي جائزة نوبل في السلام كانت آخر ضحايا الجدار العازل الإسرائيلي في الضفة الغربية حيث أصيبت بطلقة مطاطية في ساقها كما استنشقت كمية كبيرة من الغاز المسيل للدموع خلال تظاهرة احتجاجية ضد الجدار شاركت فيها في قرية «بلعين» الفلسطينية التي يخرج ناشطو السلام فيها أسبوعيا للتظاهر ضد الجدار.وحازت كوريجان جائزة نوبل للسلام عام 1976 تقديرا لجهودها وذلك لإنشائها منظمة «نساء من أجل السلام» التي ساهمت في إنهاء الحرب الأهلية في أيرلندا، حيث تمكنت كوريجان بمساعدة من إحدي صديقاتها من جعل 30 ألف سيدة ينزلن إلي شوارع العاصمة بلفاست لكي يجبرن الأحزاب المتقاتلة علي وقف الصراع بينهم.وبالفعل ساهمت مبادرة كوريجان بشكل كبير في تهدئة الصراع ولاسيما أنها لم تركز علي العنف الذي كان يمارسه الحزب الجمهوري فقط وتهمل العنف الذي مارسته القوات البريطانية مثلما جرت عادة منظمات السلام حينها، واستمرت كوريجان حتي الآن في دعم السلام بين الجيش الجمهوري والحكومة الأيرلندية الموالية للندن.وحصلت كوريجان أيضا علي جائزة باكيم وهي جائزة للسلام في أمريكا الجنوبية يتم منحها للشخصيات التي تؤثر بشكل كبير في جعل العالم «مكاناً أفضل للعيش فيه».ولم تقتصر كوريجان بعد ذلك في جهودها علي دعم السلام في بلادها ولكنها انتقلت خارجها لتقود حملة عالمية لمناهضة الإجهاض وعقوبة الإعدام ولرفض ممارسة «القتل الرحيم» (قتل المرضي الميؤوس من شفائهم) كما قادت العديد من الحملات الهادفة للترويج لثقافة السلام في العديد من الدول ومنها الولاياتالمتحدة وأستراليا ونيوزلندا واليابان والنمسا وسلوفانيا وغيرها.وفي 2004 ذهبت كوريجان لإسرائيل خصيصا لكي ترحب بالإفراج عن الفني النووي الإسرائيلي موردخاي فعنونو الذي قضي عقوبة السجن لمدة 18 عاما في إسرائيل لإدانته بإفشاء أسرار إسرائيل العسكرية حيث اعتبرت أن ما فعله فعنونو من شأنه أن يزيد من احتمال استقرار السلام في العالم.وتم اعتقال كوريجان أكثر من مرة في واشنطن بسبب مشاركتها في احتجاجات علي الحرب علي العراق قرب البيت الابيض كما حصلت علي العديد من الجوائز العالمية لجهودها في حظر الالغام الفردية.وولدت كوريجان في العاصمة الإيرلندية بلفاست عام 1944 ولديها 5 أخوات وأخوان وابنان شرعيان و3 بالتبني.