طرح مصرف الامارات العربية المتحدة المركزي الاحد تسهيلا طارئا لتعزيز السيولة المصرفية في النظام المصرفي في اول رد على صعيد السياسة المالية على المخاوف بشأن ديون دبي والتي هددت بشل حركة الاقراض واخراج الانتعاش الاقتصادي عن مساره. وهزت دبي عالم المال 25 نوفمبر تشرين الثاني الجاري حين قالت انها ستطلب من دائني شركتي دبي العالمية ونخيل الموافقة على تأجيل سداد مليارات الدولارات من الديون كخطوة أولى لاعادة الهيكلة. ونتيجة لذلك تواجه البنوك خسائر هائلة وخطر ان يندفع المودعون القلقون لسحب اموال من النظام المصرفي في ثاني اكبر اقتصاد عربي. وأوضحت شوكت رسلان رئيس السمسرة في برايم الامارات للوساطة المالية ان القرار "قد يدعم السوق قليلا لكنني لا أعتقد انه كاف." وأضاف "أعتقد ان بعض الاجانب سيأخذون اموالهم من البلاد وسيخاف اخرون من وضع اموالهم في هذه الاسواق." وجاء تحرك البنك المركزي في وقت متأخر اليوم الاحد في حين كانت اللجنة العليا للسياسة المالية في دبي تجتمع لاعداد بيان قبل فتح السوق غدا في محاولة لطمأنة المستثمرين. وقال البنك في بيان انه اصدر مذكرة لبنوك الامارات وفروع البنوك الاجنبية العاملة في البلاد يخطرها بأنه يتيح لها تسهيلا اضافيا خاصا للسيولة يرتبط بحساباتها الجارية لدى البنك المركزي، واضاف ان سعر التسهيل يزيد 50 نقطة اساس على السعر المعروض بين بنوك الامارات "ايبور" ل3 أشهر. ولم يعط البنك مزيدا من التفاصيل سوى قوله انه يدعم بنوك الامارات وفروع البنوك الاجنبية العاملة في البلاد، واضاف ان النظام المصرفي في البلاد أكثر ملاءة مما كان عليه قبل عام حين انهت الازمة العالمية الطفرة التي اذكتها العقارات والنفط في منطقة الخليج العربية اكبر مناطق تصدير النفط في العالم. واعلنت السلطة المالية امس السبت انها تتابع عن كثب الاحداث الناتجة عن ازمة ديون دبي لضمان عدم حدوث اثر سلبي على اقتصاد الامارات. واظهر استطلاع اجرته رويترز لاراء محللين في وقت سابق هذا الشهر انه قبل ازمة ديون دبي كان اقتصاد الامارات يتراجع بمعدل 1.1% هذا العام قبل ان يعاود النمو بنسبة 2.9% في 2010. واسند المحللون تحرك مصرف الامارات المركزي كاجراء وقائي وتجنب احتمال هروب رأس المال والتكالب على سحب الودائع حين تعاود الاسواق الفتح غدا بعد عطلة 4 ايام بمناسبة عيد الاضحى. وأكد جون سفاكياناكيس كبير الاقتصاديين في مجموعة البنك السعودي الفرنسي-كريدي اجريكول في الرياض "انه قرار مهم لان مبعث القلق الرئيسي هو انه قد يكون هناك بعض التصرف المتسم بالذعر من جانب المودعين في دبي ومن جانب مصرفيين يريدون سحب الودائع من النظام المصرفي." وصرح مصرفيون كبار في ابوظبي عاصمة الامارات الجمعة ان تعرض بنوك ابوظبي مع شركات مقرها دبي وصل الى 30 في المئة على الاقل من دفاتر قروضها. وردا على مشاكل ديون دبي قالت مؤسسة فيتش للتصنيف انها خفضت تصنيف بنك دبي وتمويل وبنك طيب البحريني. وعبر غانم نسيبه المحلل الكبير في بوليتكال كابيتال للاستشارات أن "(التسهيل) سيغطي بواعث القلق العاجلة المرتبطة بالودائع في بنوك الامارات." واضاف "انه لا يعني ان تقييد الاقراض سيخفف بالضرورة، انه ليس ضمانا للمودعين، مازلنا لا نعرف مدى تعرض بنوك الامارات لمشاكل دبي." وبلغت الديون المستحقة على مجموعة دبي العالمية 59 مليار دولار في اغسطس/آب وهو ما يمثل جزءا كبيرا من اجمالي ديون دبي البالغ 80 مليار دولار، ويتوقع السوق على نطاق واسع سداد صكوك اصدرتها نخيل بقيمة 3.5 مليار دولار ويحل موعد استحقاقها الاصلي 14 ديسمبر كانون/الاول. وفي العام الماضي ضخت وزارة المالية 6.8 مليار دولار كودائع في البنوك كشريحة أولى من تسهيل انقاذ بقيمة 19.1 مليار دولار طرحته لمساعدة البنوك في التغلب على الازمة الائتمانية العالمية. واودعت الوزارة 6.8 مليار دولار اخرى بالبنوك في نوفمبر 2008 لكنها لم تصدر اي بيانات منذ ذلك الحين فيما يتعلق ببقية هذه الاموال، وجاء ذلك بعدما طرح البنك المركزي تسهيلا طارئا للاقراض المصرفي بقيمة 13.6 مليار دولار لمكافحة الازمة.