رفضت حركة المقاومة الاسلامية حماس إقتراح الرئيس الفرنسي بتشكيل قوة دولية لمساندة الاجهزة الامنية الفلسطينية معتبرة ذلك تدخلا سافرا في الشأن الداخلي الفلسطيني. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد أعلن في وقت سابق من الاثنين "ان بلاده تقترح نشر قوة دولية في الوقت المناسب وعند توافر الظروف الملائمة لمساندة اجهزة الامن الفلسطينية"، واوضح ان "على مؤتمر باريس ان يواكب بناء دولة حديثة تدريجيا". وتابع "ان السلطة الفلسطينية تعهدت بضمان احترام القانون والنظام وإصلاح الاجهزة الفلسطينية واعطاؤها طابعا احترافيا ، ويتزامن ذلك مع وجوب إنسحاب اسرائيل من الضفة الغربية ، كما أن على الاسرة الدولية ان تساعد على تحقيق هذا الهدف الصعب". ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس -خلال افتتاح المؤتمر الدولي للاطراف المانحين في باريس-اسرائيل الى وقف كل انشطة الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة محذرا من ان "الكارثة تقترب من قطاع غزة". وقال عباس في خطابه "اتوقع وقف كل النشاطات الاستيطانية بدون استثناء وازالة 127 بؤرة استيطانية اقيمت منذ عام 2001 واعادة فتح مؤسسات القدس الفلسطينية ورفع الحواجز العسكرية والعوائق ووقف بناء جدار الفصل العنصري واطلاق سراح الاسرى والمعتقلين بشكل فعلي وليس عبر خطوات رمزية فقط". واكد ان "الكارثة تقترب من قطاع غزة لكن الذي منع القطاع من الانهيار حتى اليوم ليس فقط المساعدات الانسانية التي تقدمها وكالات دولية متخصصة بل استمرار قيام حكومتنا في دفع الرواتب لما يقارب سبعة وسبعين ألف موظف يعملون في مختلف القطاعات". واتهم عباس "الانقلابيين بنشر الاكاذيب في كل مكان والاستيلاء على القضاء والبلديات والمؤسسات الحكومية واللجوء الى كل الوسائل لسلب ما يمكن سلبه من اموال المواطنين" في اشارة الى حركة حماس التي سيطرت على قطاع غزة منذ منتصف يونيو الماضي إثر مواجهات مسلحة مع قوات حركة فتح بزعامة عباس. وشدد الرئيس الفلسطيني على وجوب عدم بقاء "سيف الانقلاب مصلتا على رقاب شعبنا ولا بد من العودة بعدها فورا الى الشعب عبر اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية تحت اشراف دولي". ويلتقي اكثر من ستين دولة في باريس لإستئناف محادثات السلام في الشرق الاوسط مع تعهدهم بمساعدة الحكومة الفلسطينية التي تخوض صراعا على السلطة مع حركة المقاومة الاسلامية (حماس). ومع تجمع المبعوثين قال المفاوضون الفلسطينيون ان الخطط الاسرائيلية لبناء منازل جديدة في الاراضي المحتلة قرب القدس يمكن ان تلقي بظلالها على الجولة المقبلة من محادثات السلام والمقرر عقدها في 23 ديسمبر الجاري. وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض رسميا اليوم بمساعدة دولية قدرها 5.6 مليار دولار خلال المؤتمر لتمويل خطته الإنمائية الطموحة في الاراضي الفلسطينية . ومن جانبها تتعهد وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس -التي وصلت مساء الاحد الى باريس للمشاركة في المؤتمر الدولي للمانحين للدولة الفلسطينية - بتقديم مساعدة بقيمة 550 مليون دولار للفلسطينيين عام 2008. واوضحت رايس ان هذا الالتزام الامريكي الذي لا يزال بحاجة لموافقة الكونجرس عليه يهدف الى توفير "قاعدة مالية للفلسطينيين تتيح لهم التقدم وكذلك توفير مساعدة اقتصادية تساعدهم على الصمود حتى يصبح اقتصادهم عاملا فعليا". ويحضره بالاضافة الى عباس الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ووزراء خارجية الولاياتالمتحدة كوندوليزا رايس وروسيا سيرجي لافروف واسرائيل تسيبي ليفني.