استحوذت مباراة الحسم بين مصر والجزائر للحصول علي بطاقة التأهل للمونديال 2010 علي اهتمام الصحف المصرية والعربية ومثلما كانت السخونة في مجريات اللعب كانت احداث ما بعد المباراة أكثر سخونة بعد الإعتداءات التي تعرضت لها الجماهير المصرية . نبدأ من جريد الشروق المصرية :وضاعت فرصة ذهبية من مصر للوصول إلى المونديال، خاصة أن الفريق الجزائرى لم يكن خصما قويا، لكنه نجح فى إرهاب اللاعبين المصريين بالعنف فى حراسة الحكم إيدى ماييه ونجح إعلامه المسف البعيد عن المهنية فى جر إعلامنا إلى معركة شتت انتباهه وأثرت على انتباه الفريق وتركيزه بأقلامه المسمومة. إلا أن تلك ليست شماعة هزيمة فقد اهتز تركيز لاعبى مصر بسبب التوتر والإرهاب.. إرهاب ليس له مثيل. وبسبب شحن نفسى غير مسبوق. لم يكن صحيحا أن الفريق الوطنى بعيدا عن الأحداث كما أشيع. كانوا على اتصال بكل ما يجرى حولهم من أخبار واستفزازات منذ الصباح كانت شوارع ومدن مصر تعيش حالة المباراة، حمى، تبدو كأنها هذيان باسم الوطن، الأيدى تحمل الأعلام بفخر وقبل اللقاء بساعة كانت المنازل والأسر والمكاتب والمقاهى تستعد للحدث، وتعالت الهتافات الموحدة للفريق الوطنى كأن لاعبيه ينصتون فيما كان الجمهور الجزائرى يمارس كل أشكال الشغب فى أم درمان. وهبط خمسة متفرجين إلى الملعب وألقى الأمن القبض عليهم وكانوا يتجهون للجمهور المصرى فى جرأة تعكس أن القضية عندهم ليست فقط الفوز بالمباراة، وإنما الانتقام.. ومشاهدة مباريات كرة القدم بهذا الاشتعال وتتساءل الشروق هل كانت كرة القدم فى اللقاء بقدر الاهتمام المذهل بها فى مصر والجزائر الوطن العربى؟ يدهشك أن الفرق الأوروبية تخوض منافسات عنيفة وتحت ضغوط، لكنها تتفرغ للعب داخل الميدان ولا تلعب بهدف إيذاء المنافس.. الإيذاء هنا كان هدفا حقيقيا.. كانت إنجلترا تلعب مع الأرجنتين بعد حرب جزر الفوكلاند، دون أن تتحول ساحة ملعب استاد الأزتيك بالمكسيك إلى ميدان حرب، وليس بين مصر والجزائر حرب، ولكن مباراة الفريقين أمس كانت تجسيدا للحرب.. أمة العرب تحارب فى لعبها، وتلعب فى حربها ؟! اما جريدة المصري اليوم قالت: وبدا تسييس المباراة واضحاً لدى الطرف الجزائرى، الذى أرسل مشجعيه إلى السودان على متن 48 طائرة حربية، محملين ب15 ألف علم، مما جعل التوتر يخيم على أجواء الخرطوم التى خصصت 15 ألف شرطى استعداداً لأى اشتباكات، خصوصاً بعد أن وجه الجزائريون رسائل تفيد برغبتهم فى العراك تحت شعار الثأر فى الوقت نفسه، اتخذت السلطات السودانية إجراءً احترازياً يقضى بمغادرة الفريق المهزوم وجماهيره البلاد أولاً، على أن يبقى الفريق الفائز بجماهيره فى الاستاد، تجنباً لأى مواجهات. أما جريدة الاخبار المصرية جاء بها ان "السودانيين يساندون المنتخب المصري بعزيمة وحب واصرار الرجال" رفضت الجماهير السودانية الشقيقة كل ألوان العنف والخشونة المتعمدة والصادرة من جماهير الجزائر التي حضرت الي الخرطوم لإثارة المشاكل والشغب مع الجمهورالمصري. وكانت جماهير الجزائر تتعمد مضايقة المصريين والسودانيين في معظم الأوقات ووصل الأمر الي تعدي بعضهم علي عدد من الجماهير المصرية في المطاعم والممرات بشكل غير حضاري . وفي جريدة الوطن السعودية كتبت في نفس الصدد تقول فازت الجزائر والحمد لله وإلا لتحولت الخرطوم إلى ساحة للاقتتال. فازت الجزائر لأنها جاءت للانتحار بكل ما تعنيه الكلمة من قيم سلبية. فلتتوقف الحرب وليراجع كل طرف نفسه ليس من جهة الأخطاء الكروية فقط ولكن الأخطاء التي وصلت لحد التجريح والاتهام بالخيانة والعمالة وغيرها من التهم. ولأنها مباراة كرة وانتهت ولأن مصر تظل هي الأكبر بحكم التاريخ والواقع والمستقبل فلتعالج ما حدث وما قد يحدث بهدوء وروية افتقدتهما الساحة قبيل وخلال الحرب – عفواً المباراة!