اعتبر الرئيس الامريكي باراك اوباما ان قرار اسرائيل السماح ببناء مساكن جديدة في القدسالشرقيةالمحتلة "قد يكون خطرا جدا" واوضح اوباما خلال لقاء بتلفزيون فوكس نيوز ان واشنطن تعرب عن استيائها الشديد تجاه بناء مستوطنات، واشار إلى ان الخطوة الاسرائيلية تأتي في الوقت الذي تعرقل فيه قضية الاستيطان مساعي تحريك عملية السلام في الشرق الاوسط، ولا سيما تلك التي يبذلها الامريكيون. وقال اوباما بخصوص قرار السلطات الاسرائيلية "اعتقد ان بناء المستوطنات لا يسهم في امن اسرائيل ، اعتقد ان ذلك يجعل صنع السلام مع الجوار اكثر صعوبة، واضاف الرئيس الامريكي ان تلك الموافقة ببناء مساكن جديدة قد يجعل الفلسطينيين يشعرون بالمرارة بصورة خطرة جدا". وقد وافقت الداخلية الاسرائيلية الثلاثاء ببناء 900 وحدة سكنية في حي جيلو الاستيطاني في القدسالشرقية، وذلك في خضم سجال حول مسألة الاستيطان الاسرائيلي الذي يشكل عقبة رئيسية امام استئناف عملية السلام في الشرق الاوسط. واحتل الجيش الاسرائيلي القدسالشرقية، التي يقطنها حاليا نحو 180 الف اسرائيلي في احياء استيطانية جديدة و270 الف فلسطيني، وخلال حرب يونيو/حزيران 1967 ثم ضمتها اسرائيل إليها من دون ان يعترف المجتمع الدولي بهذا الضم. اسرئيل تهدم منزلا شيده فلسطينيون: هدمت السلطات الاسرائيلية الاربعاء مبنى شيده فلسطينيون في القدسالشرقية وذلك بعد يوم واحد من اعلانها عن خطة لتوسيع مستوطنة قريبة بناء 900 وحدة سكنية جديدة بالقدسالشرقية، ويأتي ذلك في خطوة أثارت انتقادات أمريكية وأوروبية. وقال متحدث باسم بلدية القدس ان المبنى كان مخزنا صغيرا أو سقيفة شيدت دون ترخيص، وأضاف المتحدث أن أمرا صدر بازالة المبنى في عام 1996. وساعد سكان من الحي في اخراج متعلقات من المبنى قبل أن تبدأ جرافة في تدميره،وقال عبد الحليم الداري مالك المبنى ان بلدية القدس لم تفعل شيئا سوى أنها أعدت خريطة هيكلية وانها لن تقوم بتسكين أحد على ما يبدو، بينما تتزايد أعداد العائلات الفلسطينية. واذا كان الفلسطينيون يشيدون منزلا الاربعاء الاسرائيليين يشيدون 900 بيتا.. والفارق واضح بين الجانبين فهناك خطط لبناء 900 وحدة سكنية في جيلو لتلبية ما تقول اسرائيل انه أحتياجات سكانها الاخذة أعدادهم في التزايد بينما لا يعيرون انتباها لنمو السكان الفلسطينيين. وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في رام الله بالضفة الغربية ان اقدام اسرائيل على بناء 900 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة جيلو المقامة على أرض احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 وضمها الى بلدية القدس تضع سابقة خطيرة. وأضاف "اعتقد..وكما تعرفون..انهم لا يفرضون حقائق على الارض وحسب وانما يوجهون أيضا رسالة سلبية للغاية بأنهم ليسوا مهتمين حقا بالسلام وهم ليسوا مهتمين بانهاء الاحتلال والسماح بقيام دولة فلسطينية مستقلة، هذا حقا هو ما يتعين علينا الرد عليه." وفي خطوة أخرى تبرز مدى تعقيد الاوضاع السياسية في المنطقة تجمع وفد يضم 50 يهوديا أمريكيا لوضع حجر الاساس لمبنى يعتزمون بناءه في حي بالقدس تسكنه أغلبية عربية، وجرت مواجهة بين وفد اليهود الامريكيين ومجموعة من المحتجين من حركة "السلام الان" الاسرائيلية ذات التوجه اليساري. ويقوم وفد اليهود الامريكيين بزيارة تستمر أربعة أيام لاسرائيل والضفة الغربية، وقال بيان صحفي صادر عن الجماعة انهم يريدون توجيه رسالة للرئيس الامريكي باراك أوباما بأن من "حق اليهود أن يعيشوا في مناطق اسرائيل." وقال دوف هيكيند عضو كونجرس ولاية نيويورك في حفل لوضع حجر أساس المبنى "امتلاك شيء في أرض اسرائيل شيء خاص جدا، كنت أحلم بذلك طيلة حياتي وفي النهاية هنا مكان عشقته لا أريد أن أتدخل في شئون أحد لا أريد اخراج أحد من بيته، فلا مكان للكراهية والحقد في قلبي،وأريد أن أعيش هنا وأسعى لتحقيق ذلك." وفي وزارة الخارجية الاسرائيلية بالقدس، اجتمع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر مع نظيره الاسرائيلي أفيجدور ليبرمان، وقال ليبرمان للصحفيين ان الحكومة الاسرئيلية لا تنوي التدخل في خطة توسيع مستوطنة جيلو. ومضى يقول "اعتقد أن جيلو جزء لا يتجزأ من دولة اسرائيل.. جزء لا يتجزأ من القدس.. ومثلها مثل تل أبيب تماما.. مثل هرتزيليا، لا نريد أن نتدخل في الاجراءات الداخلية للجان التخطيط وسنترك العملية تمضي في المسار العادي."