في مفاجأة غير متوقعة في حادث تصادم قطاري العياط، كشف تفريغ شريط جهاز التحكم الآلي بجرار قطار أسيوط أن السائق لم يغلق الجهاز، ووضع مفتاح التشغيل علي وضع خاص لا يستجيب إلا لإشارات السيمافورات الحمراء فقط، ولم يسجل التفريغ أي إشارة حمراء. وكانت الاتهامات قد اتجهت إلى أن تعطيل جهاز التحكم الآلي في القطار كان السبب الرئيسي وراء الحادث الذي أسفر عن مقتل 18 شخصا وإصابة 36 آخرين، حيث أن الجهاز مسئول عن التحكم في سرعة القطار، ويتدخل الجهاز للقيام بما لم يقم به السائق مثل تخفيض السرعة فى حالة تجاوز السرعات المقررة، كما يقوم بتوقيف القطار فى الحالات التى تتطلب ذلك إذا لم يقم السائق بتوقيفه. في الوقت نفسه، أصدر المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام المصري أمرا باستعجال تقارير اللجنة الفنية التي شكلتها النيابة العامة لفحص آثار الحادث لتحديد مدي المسئولية الجنائية للمتورطين في الحادث من عمال وموظفي وقيادات هيئة السكة الحديد. وعلي ضوء نتائج التقارير الفنية سوف تقوم النيابة باستدعاء أي مسئول- مهما كان موقعه - وسؤاله في التحقيقات، وتوجيه الاتهام إليه إذا توافرت أدلة قاطعة علي إدانته في أسباب وقوع الحادث، حسبما ورد بصحيفة الاهرام الجمعة. وكشفت تجربة ميدانية- أجريت الخميس في موقع الحادث نفسه- أن سائق قطار أسيوط شغل فرامل الطوارئ يدويا قبل نحو300 متر فقط من قطار الفيوم المتوقف، ولم تكن كافية لمنع وقوع الحادث. وكان المستشار عبدالمجيد محمود قد أمر بحبس مساعد سائق قطار الفيوم المنكوب رقم "152"، حيث تبين أنه كان مكلفاً بإخطار الجهات المختلفة وبرج المراقبة المركزية فى رمسيس بتوقف القطار، لكنه تكاسل فى عمله، مما أدى لوقوع الحادث. وقدم المهندس لطفى منصور وزير النقل المصري استقالته للرئيس حسني مبارك لتحمله المسئولية عن حادث تصادم قطاري العياط، كما تقدم المهندس محمود سامى أحمد رئيس هيئة سكك حديد مصر ضمن تداعيات حادث اصطدام القطارين.
