تبدأ السلطات الكويتية سلسلة من الإجراءات الاحترازية تحسباً لانتقال وباء الكوليرا إلى أراضيها، خاصة بعدما أفادت تقارير دولية ومحلية بأن الوباء تفشى في عدة مناطق بجنوب العراق، بالقرب من الحدود الكويتية. كما أن السلطات الصحية في الكويت، شرعت في اتخاذ الإجراءات الوقائية، خوفاً من أن ينتقل وباء الكوليرا من خلال العابرين من الجانب العراقي، كما حدث في ثمانينات القرن الماضي. وأوضح المصدر الكويتي أن السلطات المختصة شددت عمليات الرقابة على العابرين من الدولة المجاورة جواً إلى الكويت، خاصة وأن أعداد العابرين براً محدودين. وفيما نفى المسؤول الكويتي تسجيل أية حالات إصابة بالكوليرا في بلاده، فقد أشار إلى أن خصائص المجتمع الكويتي لا تساعد على انتشار الوباء، خاصة في غياب الأنهار، التي تمثل البيئة الطبيعية لانتشار المرض. ولفت إلى أن تنبيهاً كان قد صدر للأهالي القادمين إلى الكويت من العراق، بعدم اصطحاب أية مواد غذائية وسوائل معهم، تحسباً من نقل المرض، مشيراً إلى أنه يجري التنسيق مع منظمة الصحة العالمية بهذا الشأن. تتزامن الإجراءات الاحترازية الكويتية مع إعلان وزارة الصحة العراقية عن وفاة سيدة تبلغ من العمر 40 عاماً، في جنوبي العاصمة بغداد، إثر إصابتها بمرض الكوليرا، الذي حصد حتى الآن 12 شخصاً وكانت منظمة الصحة العالمية قد أكدت في وقت سابق من الأسبوع الماضي، أن وباء الكوليرا الذي تفشى في العراق قد بدأ فعلاً بالانتشار، حيث سجل إصابات جديدة في العاصمة بغداد ومدينة البصرة جنوبي العراق، ولأول مرة في ثلاث مناطق أخرى شمالي البلاد. كما أعلنت منظمة الصحة العالمية عدد الحالات المؤكد إصابتها بالكوليرا 2116 حالة، بزيادة 464 حالة إصابة، عن التقديرات التي أعلنتها المنظمة نفسها في اليوم السابق الاثنين والتي بلغت 1652 إصابة بالوباء القاتل. وقالت الخبيرة في الوباء في منظمة الصحة العالمية، كلير ليز شينا: "إن ذلك يكشف حركة الناس، وعندما يتنقل الأفراد فإن الكوليرا تنتشر.." وتقدر المنظمة وقوع أكثر من 30 ألف شخص ضحية المرض مع أعراض اسهال حاد، بحيث يمكن أن يتأكد لاحقا منها بأنها نتيجة للإصابة بالكوليرا.