فى إطار الجهود المصرية والتشاور المستمر من أجل نجاح المؤتمر الدولى للسلام فى الشرق الأوسط ،جاءت زيارة الرئيس مبارك للعاصمة الأردنية عمان اليوم الاربعاء26/9 ولقائه بالعاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى لبحث آخر تطورات الأوضاع فى المنطقة، خاصة فيما يتعلق بمسيرة السلام والمؤتمرالدولى المزمع عقده بواشنطن فى نوفمبر القادم، بجانب بحث آليات العلاقات الثنائية بين البلدين، والأزمة العراقية واللبنانية و الوضع فى دارفوروغيرها من القضايا العربية، وقد دعا وزير الخارجية الأردنى عبد الإله الخطيب إلى الإعداد الجيد لهذا المؤتمر من أجل تحقيق النتائج المرجوة المؤدية إلى إنطلاقة جادة للمفاوضات بما يكفل قيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة فى الأراضى الفلسطينية، مؤكداُ على ضرورة إحراز تقدم حقيقى بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتكثيف جهود المجتمع الدولى خلال فترة ما قبل المؤتمر المقبل . ويرى المراقبون أن لقاءات الرئيس مبارك والعاهل الأردنى المستمرة والمتواصلة تهدف إلى إعطاء دفعة لعملية السلام فى الشرق الأوسط، ومناقشة القضايا المطروحة على أجندة مؤتمر " الخريف " المقبل الذى ترعاه الولاياتالمتحدةالأمريكية والسعى إلى أن يؤدى هذا المؤتمر إلى بحث قضايا الحل النهائى وإعطاء دفعة لقيام دولة فلسطينية، وكان الرئيس الأمريكى جورج بوش قد التقى فى نيويورك بالرئيس الفلسطينى محمود عباس وتونى بلير رئيس الوزراء البريطانى السابق ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام فى الشرق الأوسط، للتحضير للمؤتمر، مُشدداً على دعمه لقيام دولة فلسطينية، وقد أشارت واشنطن هذا الأسبوع إلى أنها ستدعو سوريا والأعضاء الآخرين فى لجنة مبادرة السلام بجامعة الدول العربية لحضور المؤتمر، ولكنها ألمحت لضرورة أن تنبذ دمشق العنف. وتعتبرهذه القمة هى الثانية خلال هذا الشهر، حيث كان آخر لقاء بين الرئيس مبارك والعاهل الأردنى بقصررأس التين بالإسكندرية فى الرابع من هذا الشهر، ويُذكر أن العاهل الأردنى قام منذ بداية العام الحالى بأربع زيارات سابقة لمصر كانت الأولى فى العاشر من يناير، والثانية فى 25 فبراير والثالثة فى 12 يونيو، والرابعة فى 25 يونيو بشرم الشيخ لحضور القمة العربية، فيما عقدت خلال عام 2006 خمسة لقاءات بين الزعيمين، وقد قام الرئيس مبارك بزيارة الأردن مرتين خلال العام الماضى، وقد أعرب الزعيمان عن أملهما فى أن تفضى الجهود المبذولة حالياً لتحقيق السلام فى الشرق الأوسط إلى نتائج ملموسة وحقيقية على أرض الواقع لاسيما فييما يتصل بتهيئة الظروف أمام الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى للعودة إلى طاولة المفاوضات . وأشار المحللون إلى التعاون المستمر القائم بين مصر والأردن فى مختلف المجالات والعلاقات الثنائية وانعقاد اللجنة العُليا المصرية – الأردنية المشتركة بانتظام وزيادة الاستثمارات المتبادلة بيين البلدين وحجم التبادل التجارى الذى بلغ حوالى 520 مليون دولار خلال العام الماضى، وكان العاهل الأردنى قد أشاد بالعلاقات بين البلدين ووصفها بأنها متينة وراسخة، مُشيراً إلى التعاون والتنسيق الثنائى المستمر وخاصة حول العديد من القضايا العربية والإقليمية، وقد وصف المراقبون هذه العلاقات بأنها تُعد نموذجاً مثالياً سواء على مستوى القيادة السياسية أو المستوى الشعبى . وحول مؤتمر السلام المرتقب، أكدت الجامعة العربية أنه مازالت لديها شكوك ومخاوف ومحاذير مشروعة تجاه فرص نجاح المؤتمر الدولى المقترح أمريكياً للسلام فى الشرق الأوسط فى نوفمبر القادم رغم بعض النتائج الإيجابية لاجتماعات اللجنة الرباعية الدولية مع لجنة مبادرة السلام العربية فى نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأن هذه المحاذير والشكوك العربية ستظل قائمة إلى أن يتضح العكس خاصة أن الرباعية الدولية المعنية بالسلام فى الشرق الأوسط لم تتعامل بإنصاف وتوازن مع الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى، وذلك حسب ما أشار إليه السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد بالجامعة العربية، مُشيراً الى أن اللجنة الرباعية فرضت حصاراً على الجانب الفلسطينى وطلبت منه الاعتراف بإسرائيل ولم تمنع إسرائيل من استمرار الاستيطان ولا الجدار الفاصل أو تهويد القدس أو الحصار . وفى غضون ذلك، يتخوف الكثير من المراقبين من أن تعمل إسرائيل على فشل هذا المؤتمرمن خلال الإدعاء بأن الوقت غير مناسب والضغط على الرئيس الفلسطينى محمود عباس لاستبدال بحث قضايا الحل النهائى، وهى قضايا جوهرية بقضايا أخرى ثانوية، ولذلك جاءت زيارة مبارك للأردن ولقائه بالملك عبد الله الثانى لمضاعفة الجُهد العربى من أجل إنجاح هذا المؤتمر والضغط على أمريكا وإسرائيل للوصول إلى حل نهائى للقضية الفلسطينية وقضايا المنطقة . 26/9/2007