فى اطار المساعى الرامية لاحتواء العنف وتحقيق المصالحة الوطنية بالعراق، جاء انعقاد المؤتمر الثالث لدول الجوار في بغداد الذى اختتم أعماله اليوم الأحد الموافق 9 سبتمبر بحضور رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وممثلين عن دول المنطقة والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والدول الصناعية الثماني الكبرى، ومنها الولاياتالمتحدة. وقد حضر المؤتمر وزراء خارجية دول الجوار أو مندوبيهم كما حضره مندوبون عن الجامعة العربية ، وشاركت فيه سوريا وايران لكن لوحظ غياب مشاركة الوفدين المصري والتركي. وغاب السفير الأميركي رايان كروكر هذه المرة عن أعمال المؤتمر بسبب مغادرته إلى واشنطن حيث سيقدم تقريره الى الكونجرس حول الوضع الأمني في العراق. وناقش المجتمعون عدة قضايا رئيسية منها :أزمة الطاقة، وقضايا الامن الاقليمي ،وكيفية السيطرة على الحدود مع العراق، وأيضا مشاكل النازحين العراقيين داخل بلادهم واولئك الذين اضطروا إلى النزوح من العراق إلى دول الجوار هربا من دوامة العنف ويقدر عدد هؤلاء المهجرين بأكثر من أربعة ملايين عراقى ، وسبل تدعيم العلاقات الثنائية و التعديلات المقترحة للدستور وغيرها . وأعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في كلمته أمام جلسة الافتتاح أن "العراق عازم على اعادة الامن والاستقرار، وأن الحكومة مصممة على اجتثاث ظاهرة الارهاب". واضاف "ان الحكومة العراقية تمضي قدما للعمل في جميع المجالات وان خطواتها واعدة ومتينة وتعمل على استثمار خيرات البلاد". بينما دعا هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي دول الجوار الى لعب دور في حفظ الأمن والاستقرار في العراق مؤكدا أن هذا يجب ان يتم باجراءات عملية وتجاوز المصالح قريبة الأجل التي من شأنها ترتيب أضرار ليس على العراق فحسب ولكن كوارث وأزمات للدول المجاورة والمنطقة بوجه عام. كما وصف زيباري المؤتمر بأنه سيكون حاسما في الحفاظ على السلام في المنطقة، مشيرا إلى أن الجميع يتحدث عن ضرورة المصالحة في البلد بينما يحتاج العراق أيضا للمصالحة مع جيرانه. ويهدف المؤتمر إلى تقييم التقدم الملموس بالبلاد منذ انعقاد المؤتمر الأول قبل نحو ستة أشهر للمساعدة في تحقيق الاستقرار في العراق وبحث ما تم إنجازه من الالتزامات التي أعطتها الدول في المؤتمر الأول والمؤتمر الأخير الذي عقد في مصر. وكان المؤتمر الاول قد عقد في بغداد في مارس الماضى وتعهدت فيه الدول بقطع كل منافذ التمويل وتهريب السلاح للجماعات المسلحة في البلاد. ثم عقد الثاني في منتجع شرم الشيخ بمصر في مايو الماضي، وكانت احدى نتائج مؤتمر شرم الشيخ الخروج بخطة تحت رعاية الاممالمتحدة تمتد لخمس سنوات وتستهدف توطيد السلام ،واعادة الاعمار في العراق. ويرى محللون ان هذا المؤتمر وفر فرصة لسوريا وايران والولاياتالمتحدة للاجتماع على نحو غير رسمي لمناقشة الشؤون العراقية وكيفية اعادة الاوضاع الى طبيعتها . والمعروف أن الولاياتالمتحدة تتهم جماعات مرتبطة بطهران بتقديم التمويل والسلاح والتدريب للميليشيات التي تقاتل القوات الاميركية في العراق، كما تلقي باللائمة على سوريا لعدم اتخاذها اجراءات لردع المقاتلين الاجانب المتسللين عبر الحدود المشتركة بينهما، فى حين تنفي طهران ودمشق بصورة متكررة هذه الاتهامات. وقد رافقت الاجتماع اجراءات امنية مشددة، حيث أغلقت قوات الامن معظم شوارع بغداد، مما شل الحركة في العاصمة. كما رحب الرئيس الأمريكي جورج بوش باتفاق المصالحة الذي توصل إليه مؤخرا زعماء من الشيعة والسنة والأكراد في العراق إلا أنه نبه إلى أن هناك الكثير من العمل لا يزال مطلوبا. وفي بيان صادر عن البيت الأبيض قال بوش إنه تحدث إلى القادة العراقيين في بغداد، وإن الاتفاق يوضح أنهم يدركون أنه يتعين عليهم البحث عما سماه "مصالحة حقيقية وذات معنى". وقال بوش "إن هذا الاتفاق خطوة مهمة، وقد ذكرتهم بأنهم يجب أن يفهموا أن هناك الكثير جدا المطلوب عمله". وكان المالكي قد أعلن في وقت متأخر من يوم الاحد أن زعماء من الشيعة والسنة والاكراد قد توصلوا الى اتفاق للمصالحة، وصفه بالخطوة الثانية نحو اعادة احياء العملية السياسية في البلاد بعد التحالف الرباعي الشيعي-الكردي الذي اعلن عنه في الاسبوع الماضي. فى غضون ذلك، تواصلت أعمال العنف بالعراق حيث أعلنت الشرطة العراقية مقتل خمسة جنود عراقيين وأصابة نحو اثنى عشر آخرين إثر انفجار شاحنة ملغمة يقودها انتحارى،استهدفت نقطة تفتيش للجيش جنوب مدينة تكريت إلى الشمال من العاصمة العراقية بغداد. وإلى الشمال من بغداد أيضا جرح ثلاثة جنود عراقيين عندما أطلقوا النيران على مهاجم انتحاري كان يقود شاحنة وقود صوب نقطة التفتيش التابعة لهم في قضاء بلد.كما انفجرت سيارة مففخة فى نقطة تفتيش للجيش العراقى فى منطقة المحمودية جنوب بغداد مما اسفرعن مقتل شخصين وإصابة ستة آخرين، بينهم عدد من عناصر الجيش. وتأتى هذه التطورات بعد يوم دام في العراق لقي فيه أكثر من 50 عراقيا مصرعهم، معظمهم سقط في قصف أميركي لبلدة الطارمية شمال بغداد وانفجار سيارة مفخخة في مدينة الصدر شرقي العاصمة العراقية. 9/9/2007