تساؤلات كثيرة ومعلومات غائبة تطرحها تحقيقات الأهرام في محاولة لتوضيح الحقائق والمعلومات المتعلقة بالتعليم الاليكتروني ومستقبله. في البداية لابد أن نشير إلي أن حكاية هذه الجامعة بدأت مع مجئ الدكتور هاني هلال إلي موقعه بوزارة التعليم العالي ومنذ أكثر من عامين أصدر الوزير قرارا بتشكيل اللجنة العليا لمشروع إنشاء الجامعة المصرية للتعليم الاليكتروني برئاسة الدكتور عبدالحميد شعيرة نائب رئيس جامعة القاهرة وعميد كلية الحاسبات السابق. وبدأت اللجنة في العمل وإعداد المقررات وتحديد القواعد المنظمة لهذا النوع من التعليم, وفي الوقت الذي كان يدفع فيه الكثيرون بضرورة اعتماد هذا النوع من التعليم كانت هناك تخوفات لدي البعض من رؤساء الجامعات الذين جري وصفهم بالتقليديين ولكي تتجاوز اللجنة هذه المشكلة تم إعداد ثلاثة مراكز تابعة للمشروع بجامعات أسيوط وعين وطنطا فضلا عن المركز الرئيسي التابع لجامعة القاهرة وكل ذلك بتمويل وتحت إشراف المركز الرئيسي لصندوق تطوير التعليم, وبدأت هذه المراكز في تبادل الاتصالات مع الجامعات الاليكترونية في الخارج وتحديد المناهج والقواعد المنظمة للدراسة علي أن تكون هذه الجامعة أهلية بمصروفات وهذا يعني أن هذه الجامعة سوف تنفق علي نفسها ولن تحصل علي تمويل من الدولة وحسب الأوراق الرسمية والقواعد الموضوعة فهناك حد أدني للقبول بهذه الجامعة يتوافق مع الحد الأدني للقبول بالجامعات الخاصة والذي حدد الدكتور هاني هلال ب64% للحاسبات و60% للإدارة لكن القائمين علي المشروع الذي جري تسميته فعليا باسم الجامعة الكترونية يتوقعون ارتفاع الحد الأدني كثيرا خاصة ان الجامعة سوف تبدأ في هذا الفصل الدراسي بقبول600 طالب فقط وعلي حسب كلام الدكتور عبدالحميد شعيرة المشرف العام علي المشروع سوف يتضاعف هذا العدد كثيرا بل ربما تستوعب هذه الجامعة من60 إلي مائة ألف طالب خلال الخمس سنوات المقبلة, ومن ثم فسوف تنجح هذه الجامعة في حل أزمات كثيرة تتعلق بكثافة الإعداد في الجامعات الحكومية وصعوبة الحضور في جميع الكليات بما لايقل عن نسبة حضور75% فضلا عن كون مصروفات هذه الجامعة سوف تكون قليلة جدا وربما تصل حاليا إلي ستة آلاف جنيه للطالب وهي بالمقارنة بالجامعات الخاصة تعد مصروفات بسيطة الأمر الآخر أن نسبة الحضور لن تزيد علي25% بالجامعة. * سألت الدكتور عبد الحميد شعيرة.. ماذا يعني مفهوم جامعة الكترونية؟! ** أجابني ببساطة هي نوع من التعليم يسمح للطالب بمخاطبة أستاذه وزملائه في أي وقت ويسمح له أيضا بالاطلاع علي المحاضرات في أي وقت دون أي حدود للتعامل, كما أن الأستاذ سوف يحدد عددا من الساعات يوميا لاتقل عن ست ساعات يوجد فيها لمناقشة الطلاب مع التأكيد علي أن هذا النظام التعليمي سوف يخضع لنظام رقابي جيد جدا وهذه الرقابة سوف تسمح برصد حركة أي إنسان في هذه الجامعة بدءا من رئيس الجامعة حتي أصغر موظف وذلك من خلال نظم وبرامج الكترونية محددة مع التأكيد علي أن هذه الجامعة ليس لها أي علاقة من قريب أو بعيد بالتعليم المفتوح وهي نظام مختلف يضع ضوابط مشددة للقبول مثل إجادة اللغة الإنجليزية بطلاقة وإجادة العمل علي برامج الحاسبات فضلا عن المؤهلات, أيضا هي ليست جامعة خاصة ولاتدخل في هذا التصنيف بل هي جامعة أهلية مدعومة من الدولة. * وماذا عن المقررات والمناهج وهل تعتمد بالكامل علي الكمبيوتر؟! ** بالتأكيد هناك اعتماد كامل علي الكمبيوتر لكن هذا لايمنع أن الطالب سوف يحصل علي كتب مطبوعة وهذه الكتب من الخارج لأن المناهج الدراسية بها موضوعة بمقاييس عالمية وسوف يكون لنا أتصال وتعاون كبير مع العديد من الجامعات الأجنبية. * لكن أليس لديكم تخوفات خاصة أنه يتردد أن هذا النوع من التعليم سوف يخرج لدينا جيلا جديدا من الكسالي والنائمين في البيوت ومن ثم الإسهام في زيادة عدد العاطلين؟! ** بعض الناس بكل أسف يظنون ذلك وهذا ليس بصحيح لأن العالم كله في الخارج لديه هذا النوع من التعليم وليس هناك الآن أي رجل أعمال ناجح أو باحث أو عالم يعيش حياته بلا كمبيوتر محمول, الأمر الثاني أن الطالب سوف يكون مشغولا جدا وسوف يعقد له إمتحان بمقر الجامعة وسوف يحضر بعض التدريبات ويشارك في المشروعات التنفيذية وبالتالي فالزعم بتخريج شاب عاطل غير منطقي لأن هناك أناسا كثيرين حصلوا علي أعلي الدرجات العلمية بهذه الطريقة, كما أن هذه الجامعة سوف تتوسع ويكون لديها12 تخصصا علميا مختلفا تبدأ حاليا بالإدارة والحاسبات ثم تتوسع إلي الهندسة والأتصالات والاقتصاد والحقوق والآداب والمعلومات والاعلام ولن يكون هناك طب أو صيدلة أو أسنان لأن هذه التخصصات تحتاج ساعات حضور أكثر وكل ذلك بالتنسيق والتعاون مع الجامعات المصرية لأن جميع الجامعات الآن تحتاج إلي تطوير ومايعرف باسم التعليم المختلط الذي يجمع مابين الالكتروني ونظام المواجهة أصبح من سمات هذا العصر الآن. ومن هنا وعلي حسب قول الدكتور محمد إبراهيم منصور الأستاذ بجامعة أسيوط ومدير مركز دراسات المستقبل يجب أن نعترف أن التعليم التقليدي أصبح بحاجة إلي الاندماج في التعليم الالكتروني ولكن بشرط أن تتوافر لدي مطبقي هذه النظم الخبرات والإمكانات التي تتيح لهم إتقان هذا العمل وكذلك اللغات والتدريب الكافي علي مثل هذا النظام وذلك باعتبار التعليم الالكتروني شكلا من أشكال التعليم عن بعد وهو طريقة للتعليم باستخدام آليات الأتصال الحديثة كالحاسب والشبكات والوسائط المتعددة وبوابات الإنترنت من أجل إيصال المعلومات للمتعلمين بأسرع وقت وأقل تكلفة وبصورة تمكن من إدارة العملية التعليمية. أخيرا يجب أن نؤكد أن هذا النظام قد لاقي اعتراضا واسعا من البعض في السنوات الماضية لأنه يخل بمبدأ تكافؤ الفرص فضلا عن تعارضه مع منطق الجودة الذي تستهدفه الجامعة ومع ذلك فقد بدأ تطبيقه فهل ينجح في تحقيق هدفه في مصر أم أنه سوف يخرج جيلا جديدا من العاطلين هذا متروك للأيام المقبلة.