قُتل 38 شخصاً أثناء مغادرتهم مسجداً للشيعة خارج مدينة الموصل شمالي العراق إثر عمل انتحاري نفذ بسيارة ملغومة، في حين أدى انفجار قنابل في بغداد إلى مقتل 12 شخصاً اخرين. وذكرت الشرطة أن 140 شخصاً أصيبوا في التفجير الانتحاري، وهو واحد من عدة هجمات استهدفت في الآونة الأخيرة تجمعات دينية شيعية. وقبل أسبوع أسفرت سلسلة من التفجيرات خارج مساجد للشيعة في بغداد عن مقتل 31 شخصا. وغالبا ما توجه اصابع الاتهام في تلك الهجمات الى متشددين اسلاميين سنة- مثل تنظيم "القاعدة". وحثت السلطات في الموصل المواطنين على التبرع بالدم، وطالبت المركبات التي تستخدم في التشييد والبناء برفع الحطام الذي يحاصر ضحايا الهجوم الذي وقع في قرية شريخان التي يغلب على سكانها التركمان الشيعة- وتقع شمالي مدينة الموصل. وترد انباء عن تفجيرات او تبادل لاطلاق النار بشكل شبه يومي في الموصل. وهدأت حدة أعمال العنف في العراق في الاشهر الثمانية عشر الماضية لكن المتشددين استطاعوا الاختباء في المناطق الجبلية حول الموصل التي تبعد 390 كيلومترا شمالي بغداد واستغلوا الانقسامات بين عرب الموصل وأكرادها. ويهدد النزاع في محافظة نينوى الشمالية وعاصمتها الموصل بانقسام المحافظة واثارة التوترات التي يمكن ان تهدد الاستقرار في العراق على الامد الطويل. وفي اعمال عنف اخرى بالموصل، قالت الشرطة ان مسلحين قتلوا بالرصاص شرطيا خارج الخدمة. وقتل مسلحون ايضا شرطيين عندما اطلقوا النار على نقطة تفتيش للشرطة جنوب شرقي المدينة. وفي بغداد انفجرت قنابل مزروعة على طرق اثناء مرور حافلات صغيرة تقل شيعة الى ديارهم بعد عودتهم من زيارة لاحد المواقع الدينية. وذكر مصدر طبي ان قنبلتين زرعتا على طريق انفجرتا في حافلتين صغيرتين في حادثين منفصلين بحي مدينة الصدر كما انفجرت قنبلة اخرى في حافلة شرقي بغداد؛ مما أسفر عن مقتل ستة اشخاص واصابة 24. وفيما قد يكون محاكاة لهجمات طائفية انتقامية سابقة قتلت قنبلة مخبأة في دراجة نارية في وقت لاحق ستة اشخاص واصابت 35 في منطقة تقطنها اغلبية سنية غربي بغداد. واثارت عدة هجمات ضخمة وقعت في الاونة الاخيرة شكوكا بشأن قدرة قوات الامن العراقية على مواجهة الموقف وحدها بعد انسحاب القوات الامريكية المقاتلة من المراكز الحضرية في يونيو/ حزيران. ولكن مرت زيارة مئات الالاف من الشيعة لمدينة كربلاء امس الخميس بسلام الى حد كبير وكذلك مر بسلام تجمع ديني في وقت سابق ضم الملايين في يوليو/ تموز. وتدفق الزوار الى كربلاء للاحتفال بذكرى مولد الامام محمد المهدي. ويخشى عراقيون كثيرون ان تؤدي الهجمات على الشيعة الى اشعال العنف الطائفي من جديد بين السنة والشيعة والذي لم تهدأ حدته الا في الاشهر الثمانية عشر الماضية. وقتل عشرات الالاف في اعمال عنف منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للبلاد في عام 2003. ويرى مراقبون عراقيون أن هذه التفجيرات محاولة لاعادة العراق الى نقطة الصفر. واضاف انه يتوقع ارتفاع هذه الهجمات كلما اقترب موعد الانتخابات. وقال ان الشهور القادمة ستكون مرحلة خطيرة جدا بالنسبة للعراق في اشارة الى الانتخابات العامة المقرر اجراؤها في يناير/ كانون الثاني.