يدور جدل في قطر حول الافتتاح المتوقع الشهر المقبل لاول كنيسة في هذا البلد ففيما ارتفعت اصوات عبرت عن الرفض ازاء ارتفاع صرح مسيحي في بلد مسلم دافع آخرون عن حق حوالى مئة الف مسيحي في قطر بالحصول على دور عبادة. وذهب الكاتب في صحيفة "العرب" القطرية لحدان بن عيسى المهندي الى حد القول بان الكنائس في قطر امر يثير القلق وقال في مقالة تم نشرها قبل اسبوعين "لا ينبغي ان يرتفع الصليب في سماء قطر ولا ينبغي ان يسمع قرع النواقيس في الدوحة". من جانبه قال المهندس راشد السبيعي في رسالة لصحيفة "الوطن" القطرية "لا يجوز لهم (المسيحيون) بناء دور عبادة" ولو انه اقر بانه يجب السماح للمسيحيين باقامة شعائرهم "ولكن وفقا للاداب العامة ومن دون الحاجة الى اعطائهم تراخيص لاقامة معابد (..) اما المجاهرة والاعلان فلا". الا ان التأييد ذو الوزن جاء من العميد السابق لكلية الشريعة واصول الدين في قطر الدكتور عبد الحميد الانصاري الذي تصدى لمعارضي بناء الكنائس في قطر عبر مقالات مرحبة بافتتاح الكنيسة. وقال الانصاري "اقامة دور عبادة لمختلف الاديان حق اساسي من حقوق الانسان كفله الاسلام قرآنا وسنة". واضاف ان "مرد الجدل الدائر هو الثقافة التعصبية بسبب تعليم ديني كاره للاخر وعادات واعراف مجتمعية انتقصت من حقوق غير المسلمين لمبررات قديمة سياسية وامنية انتفت الان". ويرد الانصاري بقوة على معارضي اقامة كنيسة لاسباب شرعية لاسيما على الكاتب لحدان المهندي الذي يبني معارضته على "خصوصية شرعية قررها الرسول محمد" مستشهدا خصوصا بحديث نبوي يقول "لا يجتمع دينان في جزيرة العرب". وأكد الانصاري ان "هذا الاستشهاد لا يفيد منع الكنائس في قطر لان جمهور الفقهاء يرون ان المقصود به الحجاز ومكة والمدينة بالذات". ودعا العميد السابق لكلية الشريعة واصول الدين الى "ان نرحب جميعا بوجود كنائس في قطر اعلاءا للتسامح الاسلامي واظهارا للاخاء الانساني". واعترض وزير العدل القطري السابق نجيب محمد النعيمي على بناء الكنيسة "من زاوية قانونية ومجتمعية". وقال "يجب ان نعلم اولا ان قطر دولة اسلامية وليست علمانية بحسب دستورها وبالتالي كان يجب استفتاء الناس على اقامة هذه الكنائس لضمان القبول الاجتماعي لها". ومن جهته يقول الداعية الاسلامي القطري الشيخ علي القرة داغي "لا ارى مانعا في وجود اماكن عبادة خاصة لكن بناء كنيسة او اي معبد اخر قد يكون امرا فيه اشكال". والكنيسة الكاثوليكية التي سيتم افتتاحها في قطر التي يتبع معظعم مواطنيها المذهب الوهابي منتصف الشهر المقبل هي الاولى بين سلسلة كنائس للطوائف المسيحية وافقت قطر على بنائها. ونقلت صحيفة "الراية" عن الاب توماسيتو فينيراثيون المسؤول في مركز الرعية الكاثوليكية في الدوحة قوله ان "الكنيسة التي ستحمل اسم العذراء مريم لن تعلوها صلبان وهي ستكون مجرد مكان للصلاة الجماعية" علما ان المسيحيين يحتفلون حاليا بشكل معلن بشعائرهم في منازل او في مدارس. ومعظم المسيحيين في قطر من الوافدين الاجانب خصوصا الهنود والفيليبينيين واللبنانيين اضافة الى الغربيين. وتحتضن الدوحة منذ سبع سنوات مؤتمرا سنويا للحوار بين الاديان السماوية الثلاثة وتحضره رموز الاسلامية ومسيحية ويهودية كما تحتضن العاصمة القطرية مركزا لحوار الأديان.