أعلنت وكالة الانباء الايرانية الرسمية الاربعاء ان حوالى عشرين شخصا اوقفوا خلال الاضطرابات التي تلت اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد سيحاكمون بتهمة المساس بالامن القومي، فيما كشف مصدر قريب من المحافظين في إيران عن أن المرشد الأعلى لإيران آية الله على خامنئي "منزعج ومستاء" من نجاد على خلفية الطريقة التي تعامل بها الأخير مع رسالة المرشد الأعلى بخصوص إقالة نائبه الأول وصهره اسفنديار رحيم مشائي. وقال المصدر الإيراني الذي عمل سابقا في الحرس الثوري في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرت الأربعاء إن المرشد الأعلى "شعر بالصدمة ولم يتصور أن يمتنع أحمدي نجاد عن إطاعة أمر علني للقائد لمدة أسبوع". وتابع المصدر الذي لا يستطيع الكشف عن هويته بسبب حساسية الوضع في إيران "تشاور المرشد مع مكتبه حول الطريقة التي يعالج بها الحرج بعد تحدي أحمدي نجاد له، ثم قرر مكتبه بث خطابه للرئيس على الهواء مباشرة الجمعة الماضية كرسالة أخيرة لاحمدي نجاد". وقال المصدر الإيراني إن المرشد والمقربين منه "سيضعون تحركات احمدي نجاد تحت المجهر خلال الفترة المقبلة، فالمرشد مستاء من احمدي نجاد ويعتقد أنه تصرف بطريقة عصبية تدل على قصر نظر". كما كشف المصدر الإيراني عن أن المحافظين "منقسمون" إزاء التعامل مع احمدي نجاد، موضحا أن هناك تيارا وسط المحافظين طلب من المرشد الأعلى أن "يرفع حمايته" عن احمدي نجاد ما يفتح الباب أمام مساءلته على قراراته وسياساته في ولايته الثانية مما يعني إمكانية إقالته، فيما يرى تيار آخر من المحافظين المتشددين أنه "لا يمكن التخلي عن أحمدي نجاد الآن لأنه لا بديل له، كما أن إجراء انتخابات جديدة قد يحمل معه مخاطر على النظام غير معروفة العواقب". وكشف المصدر الإيراني عن أن مستشارين بارزين مقربين من المرشد الأعلى يميلون للخيار الأول وهو أن يرفع خامنئي حمايته عن احمدي نجاد، وتابع "يرى هؤلاء المستشارون أن احمدي نجاد بات خطرا على مكانة المرشد وشعبيته في الشارع، ونصحوا خامنئي أن يأخذ خطوة بعيدا عنه، احمدي نجاد سبب عزلة كبيرة للمرشد الأعلى بسبب طريقته، والمحافظون الذين يشعرون بالولاء للمرشد فقدوا كل ثقة في احمدي نجاد وأعتقد أن المرشد نفسه فقد الثقة فيه، لكن إقالته الآن قد تكون مخاطرة كبيرة، لذلك فإنهم سيحاولون أن يسيطروا عليه. احمدي نجاد أمام خيارين إما سيطرة المحافظين عليه أو إطاحة الإصلاحيين به".