علي الرغم من تحقيق هيئة الطاقة الذرية للكثير من الانجازات بعد مرور أكثر من 54 عاماً علي انشائها في مصر إلا أن المهمة الأولي التي يمكن ان تقوم بها وهي توفير طاقة نظيفة ورخيصة تساهم في عملية التنمية مازالت في خطواتها الاولي منذ إعلان الرئيس حسني مبارك في برنامجه الانتخابي دخول مصر مرحلة الطاقة النووية من خلال بناء عدد من المفاعلات النووية للأغراض السلمية بهدف توفير مصادر متنوعة للطاقة تحقق الأمان لمشروعات التنمية. بدأت مصر في التخطيط لمشروعات الطاقة الذرية منذ عام 1955 حيث بدأت في انشاء بعض المعامل في منطقة انشاص لتتوالي المشروعات بعد تكوين هيئة مستقلة تضم أربعة مراكز علمية أولها مركز البحوث النووية في انشاص الذي كان ولا يزال المركز الأم الذي تخرج فيه مئات العلماء في مختلف التخصصات بالعلوم النووية الاساسية والتطبيقية بل وانبثقت منه المراكز الأخري وكان الثاني هو المركز القومي لبحوث وتكنولوجيا الاشعاع الذي انشئ عام 1972 وهو يمثل خطوة هامة علي طريق الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية في التطبيقات الاشعاعية الصناعية والطبية والصيدلانية وغيرها أما أن مركز المعامل الحارة فقد أنشئ في عام 1980 بهدف معالجة مشكلة النفايات المشعة وانتاج النظائر واخيرا فقد تم انشاء المركز القومي للأمان النووي والرقابة الاشعاعية في عام 1982 ليتولي مسئولية ضمان السلامة النووية والرقابة علي كافة المنشآت والمرافق النووية في مصر وواصلت الهيئة مسيرتها لتحقق نقلة كمية ونوعية في مجال التطبيقات النووية السلمية ففي عام 1993 تعاقدت الهيئة علي انشاء المفاعل البحثي الثاني متعدد الاغراض واما في عام 1995 بدأت الهيئة في انشاء المعمل الدائري. "الجمهورية الأسبوعي" تفتح ملف الطاقة النووية في مصر بعد قيام الحكومة بتقديم مشروع قانون ينظم العمل في هذا المجال الحساس الذي قررت مصر الدخول فيه بقوة للحاق بركب الدول المتقدمة وكذلك الدول التي قطعت اشواطا كثيرا في الشرق الأوسط وذلك من خلال التعاون الوثيق مع دول العالم وخاصة أوروبا وأمريكا وبالتنسيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وذلك تحت شعار الشفافية الكاملة حتي لا يكون ذلك الدخول بابا لذرائع يستخدمها اعداء الوطن لمحاربة ذلك المشروع الذي يهدأ علي التنمية في مصر لعقود قادمة. وفي هذا الملف تطرح الكثير من الاسئلة وعلامات الاستفهام التي يمكن ان تراود المواطن العادي ولا يجد لها اجابات وافية تشبع فضوله وذلك من قبيل ماذا يمكن أن تحقق الطاقة النووية للمواطن العادي الذي يعاني من ارتفاع تكلفة فواتير الكهرباء؟! وايضا هل يمكن لمصر تحمل تكاليف انشاء المحطات النووية باهظة التكاليف في ظل الازمة المالية التي تضرب العالم كله؟! وهل هناك مخاطر من التسربات النووية التي تهدد حياة البشر!! وأيضا هل لدينا الكفاءات العلمية التي يمكن أن تتحمل تلك التوسعات الكبيرة في المفاعلات؟! وكذلك كيف يمكن مواجهة ادعاءات اعداء الوطن حول تحريف هدفنا من الطاقة السلمية الي الاستخدامات الاخري الحربية كما حدث مع العراق؟!!