نتيجة لتهديد المتطرفين ... لن تحضر تسليمة نسرين إلى باريس لاستلام جائزة سيمون دو بوفوار التي كان من المقرر أن يسلمها لها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وتعيش تسليمة نسرين التي تعتبر "النسخة المؤنثة من سلمان رشدي" منذ نوفمبر الماضي مختبئة في مكان سري بضواحي دلهي بالهند التي منحتها حق الإقامة هربا من مطاردة الجماعات المتطرفة. و قالت الكاتبة البنجالية إنها ممتنة للدعوة التي وجهتها لهل فرنسا لتسلم الجائزة، لكنها تفضل العودة إلى منزلها في كلكاتا حيث تعيش. وكانت تسليمة نسرين فرت من موطنها بنجلاديش في 1994، بعد صدور عدة فتاوى يإهدار دمها، و منذ ذلك الحين تهيم في بلدان أوروبا. و لكن هذه الكاتبة التي يطلق عليها "النسخة المؤنثة من سلمان رشدي"، لم تشعر أبدا طوال عشرة أعوام من المنفى أنها في ديارها. و في 2004 وجدت ملاذا ً في مدينة كلكتا بالهند حيث اعتبرت هناك بلدها الثاني. و في 22 نوفمبر الماضي أضطرت إلى ترك كلكتا بعد قيام متشددين بمظاهرات عنيفة ضدها، واضطرت السلطات إلى ابعادها إلى دلهي في جنح الظلام. و قد جددت لها السلطاتالهندية على مضض الإقامة لستة شهور أخرى، لكن رفضت منحها الجنسية الهندية التي تطالب بها منذ 2005، بسبب تجدد الدعاوى لطردها من البلاد. الهند هذه الديمقراطية متعددة الثقافات، تعد واحة اللاجئين السياسيين، فقد استقبلت الدلاي لاما و معه حكومة التبت، و لاجئين من ميانمار و سري لانكا، لكن الوضع مع تسليمة يسبب إحراجا ً كبيرا ً للحكومة التي لا تريد المجازفة و الإخلال بالتوازن الصعب القائم منذ ستين عاما بين الهندوس و 140 مليون مسلم. ويقول محمود مدني العضو بجلس الشيوخ و قائد جماعة علماء الهند، إن المشكلة ليست آراء تسليمة نسرين ضد النقاب و وضع المرأة في الإسلام، و إنما أسلوبها في التطاول على النبي محمد (ص)، التي جرحت مشاعر ملايين المسلمين. جائزة سيمون دو بوفوار التي منحت للكاتبة البنجالية يوم 9 يناير/ كانون الثاني 2007، استحدثت هذا العام بمناسبة مرور مائة عام على ميلاد هذه الأديبة التي تصدت لإصدار الأحكام المسبقة ضد المرأة. و قد أراد الرئيس نيكولا ساركوزي أن يسلم الجائزة لنسرين خلال زيارته للهند في نهاية شهر يناير، لكن أمام استياء السلطات، كما تقول صحيفة لو فيجارو، لم يرغب ساركوزي في تلقين الحكومة الهندية درسا ً في حقوق الإنسان. واكتفى بتأكيد الحكومة له أنه بوسع تسليمة نسرين الذهاب إلى فرنسا لتسلمها إذا أرادت ذلك.