فشل مجلس النواب العراقي السبت في إقرار اتقاقية عراقية بريطانية وقعتها حكومتا العراق والمملكة المتحدة تسمح للقوات البريطانية بالبقاء لفترة أطول في العراق للمساعدة في حماية منصات النفط في شط العرب بمحافظة البصرة الجنوبية. وتسبب انسحاب الكتلة الصدرية المعارضة للاتفاق من جلسة البرلمان في اختلال النصاب وإفشال محاولة التصويت على الاتفاقية. كانت الحكومتان العراقية والبريطانية قد وقعتا في وقت سابق من هذا العام اتفاقا يضمن بقاء ما يقارب 100 من أفراد القوات البريطانية في العراق الى مابعد تاريخ الثلاثين من يونيو حزيران لتقديم الدعم والتدريب للقوات البحرية العراقية في حماية منصات النفط العراقية الموجودة في شط العرب بمحافظة البصرة الجنوبية. وقال عقيل عبد الحسين رئيس الكتلة البرلمانية الصدرية في مؤتمر صحفي عقب انسحابهم من جلسة المجلس "اننا نرفض مثل هذه الاتفاقية بكل اشكالها لانها تعتبر امتدادا للاحتلال الذي لا يمكن ان يرضى به غيور سواء كان في مجلس النواب أو أحد أفراد الشعب العراقي". واضاف " نعلن رفضنا القاطع لهذه الاتفاقية ونهيب بابناء شعبنا ان يؤازرونا في هذا المحنة التي يتعرض اليها العراق". وأدى انسحاب الكتلة الصدرية الى اختلال النصاب حيث ينص القانون الداخلي للمجلس على عدم اجراء تصويت دون حضور138 نائبا كحد ادنى وهو العدد المطلوب لتحقيق النصاب القانوني للمجلس الذي يتكون من 275 نائبا، ويحوز التيار الصدري على ثلاثين مقعدا، وحضر جلسة يوم السبت 145 نائبا. وكانت بريطانيا قد أرسلت مايقارب 46 الف مقاتل في الحرب التي قادتها أمريكا ضد العراق في مارس اذار 2003. لكنها سحبت هذه القوات بعد توقيع اتفاق بهذا الشأن بينها وبين حكومة العراق في وقت سابق من هذا العام. وكان التيار الصدري قد عارض بشدة قبل عدة اشهر محاولات البرلمان للتصويت على اتفاقية سابقة وقعتها الحكومة العراقية مع الادارة الامريكية. ورغم معارضة الكتلة الصدرية آنذاك الا ان مجلس النواب اقر الاتفاقية بموافقة اغلبية النواب. ويتوقع ان يقوم المجلس بتحديد موعد اخر لاجراء جولة جديدة من التصويت يضمن تحقيق نصاب قانوني حتى في حالة انسحاب أعضاء الكتلة الصدرية. ميدانيا، قتل 4 أشخاص وأصيب 50 اخرون فى انفجار سيارة ملغومة في سوق بمدينة الموصل العراقية، بحسب الشرطة العراقية. وتظل الموصل والمناطق المحيطة فيها في محافظة نينوى اخر معاقل المتمردين في العراق الذين صعدوا من التفجيرات التي يقومون بها للضغط على قوات الامن العراقية منذ انسحب الجيش الامريكي من المدن العراقية نهاية الشهر الماضي. وضربت القنبلة الاخيرة منطقة في شرق الموصل تسكنها غالبية من قومية الشبك الذي تمثل أقلية عرقية في المنطقة وتدين بالاسلام على الطائفة الشيعية. وبدا أن العديد من الهجمات التي قام بها المسلحون مؤخرا تستهدف تأجيج التوتر الطائفي والعرقي في البلاد التي مازالت تتعافى من موجة من العنف الطائفي بين عامي 2006 و2007 كادت تدفع البلاد الى حرب أهلية.