اتفق زعماء مجموعة الثماني الجمعة على الابقاء على اجراءات التحفيز الاقتصادي وتعهدوا برصد 20 مليار دولار على مدى 3 سنوات لمكافحة الجوع في العالم، وكذلك تخصيص 15 مليار دولار للامن الغذائي ومثلها لدعم الزراعة في افريقيا. وعلي صعيد رفع الدول يدها عن الاقتصاد، أكد الرئيس الامريكي باراك اوباما ان الانتعاش الاقتصادي الكامل لايزال بعيد المدى ومن المبكر جدا البدء بتقليص اجراءات الحفز. وأوضح انه رغم تحسن الاسواق بما يُظهر تجنب الاقتصاد العالمي الانهيار فمازال العديد من الناس يعانون. ومازالت الاقتصادات تتطلب دعما متواصلا. ووافقته المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، قائلة ان تجاوز ذروة لايعد الوقت المناسب للخروج من سياسات التحفيز فلابد من اختيار وقت يكون الاقتصاد العالمي قطع شوطا على طريق الانتعاش. يأتي ذلك بينما اظهرت بيانات حكومية امريكية انخفاض العجز التجاري بشكل مفاجيء الى 26 مليار دولار في مايو/ أيار 2009 وهو أدنى مستوياته منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 1999 مع ارتفاع الصادرات على الرغم من ضعف الطلب العالمي وانكماش الواردات. وأفادت الوزارة بأن الصادرات زادت بنسبة 1.6% الى 123.3 مليار دولار في حين تراجعت الواردات بنسبة 0.6% الى 149.3 مليار دولار. وعلى صعيد اقتصادات أوروبا واسيا افادت مؤشرات بتعافي اقتصاداتها مع ورود بيانات أفضل من المتوقع بشأن الانتاج الصناعي من فرنسا وايطاليا والمانيا بالاضافة الى بيانات قوية من كوريا الجنوبية والهند. وارتفع الانتاج الصناعي الفرنسي في مايو مقارنة بابريل/ نيسان بدلا من الاستقرار كما كان متوقعا في حين استقر الانتاج الصناعي الايطالي مقارنة مع الشهر السابق رغم توقعات بعودته الى الاتجاه السلبي. ورغم الارقام الايجابية قال جان لوي مورييه الخبير لدى أوريل بي.جي.سي انه من المبكر للغاية الحديث عن التعافي في حين أن الانتاج الصناعي لا يزال أقل بنحو17% عن مستواه في عام. وفي اسيا أفاد بنك كوريا الجنوبية المركزي بأن رابع أكبر اقتصاد في اسيا نما باسرع وتيرة له في 5 أعوام ونصف العام في الربع الثاني من 2009.وقفز الانتاج الصناعي في الهند بنسبة 2.7% في مايو مقارنة مع الشهر نفسه من 2008 وهي زيادة تعادل نحو مثلي ما كان متوقعا. وفي المقابل ما زالت المخاوف من أن اليابان تستعد لفترة انكماش ثانية خلال 2009 تقود انخفاضا واسعا وطويلا في الاسعار. وبمشاركة نظرائهم في الدول النامية الرئيسية وهي البرازيل والصين والهند والمكسيك وجنوب افريقيا ومصر سعى الزعماء الى تبديد المخاوف من أن الجهود الفردية لحماية الاقتصادات قد تزيد الاوضاع سوءا على المستوى العالمي بعد تعدهم في بيان مشترك بالامتناع عن خفض قيمة العملة بهدف مساعدة المصدرين وبمقاومة اجراءات الحماية التجارية. ويأتي اجتماع الثماني تحت ضغوط لاخراج الاقتصاد العالمي من خضم ازمة طاحنة ووسط اراء تفيد بان المجموعة تجاوزها الزمن.