صرح السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية الاربعاء بأن الرئيس حسنى مبارك سيبحث على هامش قمة مجموعة الثماني الصناعية الكبرى مع قادة الدول سواء المشاركة فى القمة أو دول الحوار الموسع والدول الافريقية عددا من الموضوعات واهمها التطورات فى الشرق الاوسط. وقال عواد ان العديد من زعماء الدول المشاركة اعربوا عن تطلعهم للقاء الرئيس مبارك والتحدث معه على نحو ثنائي. وردا على أسئلة الصحفيين فى ايطاليا ، أكد عواد أن مبارك سيتحدث عن القضايا الافريقية عبر مداخلات تلخص هذه المواقف وتطرحها مصر بقوة..مشيرا الى أن الرئيس يريد ان يصل بصوت الدول النامية على نحو مسموع وقوي. وقال ان المشاكل التى تواجهها مجموعة الثماني وتتعامل معها فى القمة ، هى مشكلات عالمية فى مجملها , مما يقتضي تحركا عالميا متوازنا يضمن تمثيل الدول النامية ويؤكد ان مجموعة الدول الصناعية هى ليست مجموعة للدول الثماني فحسب ، ولكنها تعد محفلا لتبادل وجهات النظر بين الشمال والجنوب وبين الدول المتقدمة والنامية. وقال عواد ان الرئيس مبارك سيتحدث ايضا عن التحديات التى تواجه القارة الافريقية ، وذلك فى الاجتماع الذي يعقده قادة مجموعة دول الثماني مع قادة افريقيا الجمعة والتى تتعلق بتداعيات الازمة الاقتصادية العالمية على دول افريقيا وتعثر مفاوضات "جولة الدوحة " , وتأثيرها على الامن الغذائي وهو الموضوع الاساسي الذي يتم تناوله مع الافارقة. كما يتحدث الرئيس مبارك عن ضرورة التصدي للتحديات التى تواجه القارة الافريقية فيما يتعلق بعبء الديون الخارجية خاصة فى الاوقات الصعبة التى تمر الدول الافريقية فى اطار الازمة الحالية لركود الاقتصاد العالمي. وردا على سؤال يتعلق حول ما اذا كان الرئيس مبارك سيطلب من الدول الغنية اعفاء الدول الفقيرة من ديونها, اوضح السفير سليمان عواد, ان لدي الدول المتقدمة مواقف صعبة للغاية فيما يتعلق بالديون, حيث تقسم الدول المدينة الى دول اكثر مديونية واخري اكثر فقرا ,واخري اقل نموا ..مشيرا الى ان الدول الغنية تتعامل معها من هذا المنطلق..واضاف عواد ان هناك العديد من الدول التى تعارض الغاء الديون باعتبار ان ذلك يشجع الدول المدينة على المزيد من الاستدانة . واكد عواد أن مصر لا تعاني من هذه المشكلة ولكنها ستتحدث عنها نيابة عن مجموعة الدول الافريقية الأكثر فقرا وتأكيدا لمواقفها . واشار عواد الى ان هناك 32 دولة الاكثر فقرا والأقل نموا , معظهما دول افريقية تقع فى جنوب الصحراء, وتطالب مصر بمساعدة هذه الدول الفقيرة فى النهوض من ازمتها الاقتصادية ، واكد عواد ان مصر كانت ترى دائما حتى قبل الازمة الاقتصادية العالمية الراهنة , أن عبء خدمة الديون والديون الخارجية للدول الافريقية الواقعة جنوب الصحراء, تمثل عائقا اساسيا امام جهود هذه الدول فى التنمية ... واشار الى ان هناك مقترحات بتجميد الديون او تجميد اعباء خدمة الدين أو الغاء بعضها, وخاصة وان 90% من حصيلة صادرات هذه الدول تذهب لخدمة الدين الخارجي. ووصف عواد هذا الامر , بانه " غير مقبول "..مشيرا الى ان الاوضاع الصعبة فى ظل الازمة الاقتصادية العالمية تدعو الى تعامل اكثر جدية ومرونة من جانب الدول الدائنة تجاه الدول المدينة فى افريقيا. واوضح ان مصر تعلب دورا مهما فى تشكيل المواقف الافريقية والعربية فى كثير من لمحافل الدولية من خلال مجموعة ال` 77 التى تعبر عن اراء الدول النامية فى الاممالمتحدة بنيويورك مشيرا الى ان ما لا يعرفه الكثير ان مصر ستتولى هذا العام مهمة تنسيق دور المجموعة الافريقية فيما يتعلق بالمفاوضات متعددة الاطراف فى اطار مفاوضات الدوحة الخاصة بمنظمة التجارة العالمية. وقال عواد أن الرئيس مبارك لم يشارك حتى الان ومنذ قيام مجموعة الثمانية واطلاق مبادرة "النيباد" سوى فى قمة "افيان" بدعوة من الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك ، مشيرا الى ان الرئيس مبارك كانت له مواقف معروفة من المشاركة المصرية تتمثل في أن توجهه للمشاركة فى مجموعة الثمانية لا ينبغي ان يكون ذو طابع مراسيمي ..ولكن ان يتضمن التعامل الموضوعي مع القمة والمشاركة الموضوعية من جانب مصر فيها "ليس فقط تعبيرا عن وجهات نظرها وحدها , ولكن باعتبار انها دولة افريقية وعربية ونامية". واشار عواد الى ان الرئيس مبارك قد ترأس العام الماضي القمة الافريقية وسيترأس قمة عدم الانحياز بعد ايام , مما يعنى ان لمصر مواقف تتعلق بكل المسائل المدرجة على جدول اعمال مجموعة الثماني , سواء فى حوارها الموسع مع دول الاقتصادات البازغة وهى مصر والصين والهند وجنوب افريقيا والبرازيل والمكسيك, او مع الدول الافريقية التى اطلقت مبادرة النيباد..كما اشار الى ان مصر كانت ضمن الدول الخمس التى اطلقت هذه المبادرة عام 2001, مع الجزائروجنوب افريقيا والسنغال ونيجيريا. وقال عواد ان الرئيس مبارك سيتحدث أيضا عن الازمة الاقتصادية علاوة على ازمة قضية التغير المناخي, والتى يوليها قادة مجموعة الثمانية اهتماما كبيرا. واضاف القول .. أن الرئيس مبارك عندما يتحدث عن التغير المناخي سيكون معبرا عن رأي ووجهة نظر الدول النامية التى لم تتسبب فى انبعاثات الاحتباس الحراري والتى ادت الى هذه الظاهرة. واوضح ان الدول النامية وخاصة فى افريقيا تعاني من تداعيات هذه الظاهرة , خاصة فيما يتعلق بالجفاف وتصحر الاراضي وتأثير ذلك وتداعياته على التنمية الزراعية والامن الغذائي ونحر الشواطئ الى غير ذلك من الظواهر السلبية للتغير المناخي. وقد وصل مبارك الى العاصمة الايطالية روما بعد ظهر الأربعاء للمشاركة فى اجتماعات القمة التي تستضيفها مدينة " لاكويلا" الايطالية التى بدأت الاربعاء وتستمر على مدى ثلاثة أيام ، حيث تناقش العديد من القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الدولية ، وفي مقدمتها الأزمة المالية والاقتصادية العالمية التي ألقت بظلالها السلبية على المجتمع الدولي. ومن المقرر أن يشارك مبارك في المداخلات التي يجريها رؤساء الدول المشاركة في أعمال اليوم الثاني للقمة الخميس وهي الولاياتالمتحدة وكندا وايطاليا وبريطانيا والمانيا وفرنسا واليابان وروسيا بالاضافة الى الدول الخمس ذات الاقتصادات البازغة وهي الصين والهند وجنوب أفريقيا والبرازيل والمكسيك الى جانب مصر. ويعرض الرئيس مبارك خلال مداخلاته رؤية مصر والدول العربية والإسلامية والأفريقية إزاء عدد من القضايا التى تتعلق بالإقتصاد والتجارة والمناخ والبيئة وغيرها ، وسبل تجاوز تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية وبخاصة على الدول النامية الأكثر تضررا من الأزمة وذلك بالمشاركة مع الدول المتقدمة . وقد وجهت إيطاليا بصفتها الرئيس الحالى لمجموعة الثماني الدعوة الى الرئيس مبارك للمشاركة فى لقاء قمة موسع يعقد الخميس بين الدول الثماني ومصر وخمس من الدول الرئيسية ذات الاقتصاديات البازغة ، وهي المرة الأولى التى يتم فيها دعوة مصر للمشاركة فى هذه الإجتماعات الموسعة تقديرا لثقلها الاقليمي ووسط العالم العربي والاسلامي والدول الافريقية والشرق اوسطية.