ظاهر العلاقات الامريكية الروسية يشير إلي انها في طريقها للتحسن لحاجة امريكا لروسيا لتوصيل الدعم اللوچستي لقواتها في افغانستان وحتي تمارس ضغوطها علي ايران لوقف برنامجها النووي كما اوردت جريدة الاخبار المصرية. وامس الاثنين بدأت أول زيارة رسمية للرئيس الامريكي باراك اوباما لموسكو وتستمر يومين يبحث فيهما مع مضيفه الرئيس الروسي ديمتري ميدڤيديڤ استبدال اتفاقية الاسلحة الاستراتيچية المعروفة باسم ستارت والتي تنتهي صلاحيتها آخر العام الحالي. ولدي امريكا رغبة في إرضاء روسيا التي تصر علي جدية عملية التفتيش وتفكيك الاسلحة النووية لدي كل منهما. فحكومة اوباما علي العكس من حكومة الرئيس السابق چورچ بوش تسعي للحصول علي دعم دولي اكثر لمبادراتها السياسية وتضع نصب أعينها ان روسيا لديها أحد مقاعد مجلس الأمن الخمس الدائمة وان لديها حق الاعتراض »الڤيتو«. كان التعاون العسكري بين حلف الناتو وروسيا قد توقف بعد الحرب الخاطفة التي شنتها روسيا علي چورچيا التي تدعمها امريكا في اغسطس العام الماضي عندما حاولت القوات الچورچية استعادة إقليم اوسيتيا الجنوبية الذي اعلن استقلاله عنها في التسعينيات مع اقليم أبخازيا بالقوة. وقبل ايام اتفق الطرفان الناتو وروسيا علي استئناف التعاون بينهما في المجالات العسكرية وفي محاربة المخدرات والارهاب والقرصنة. هذا التقارب هو ما يظهر علي السطح لكن تحركات كل طرف تقول غير ذلك ومثال علي ذلك المناورات العسكرية التي اجراها الناتو واستمرت لمدة شهر في چورچيا في مايو الماضي وسط انتقادات روسيا. وصرح حلف الناتو ان المناورات عنوانها التعامل مع الازمة وكرر عبارة ان هذه المناورات لا تمثل اي تهديد لروسيا والتي يستخدمها الغرب كلما اراد ان يقترب من الحدود الروسية. لكن روسيا ادانت هذه المناورات واعتبرتها تضامنا مع چورچيا التي توقف طموحها للحصول علي عضوية حلف الناتو بعد حرب اغسطس الماضي. واعترف السكرتير العام للحلف چاب دي هوب شيفر بأن استعادة العلاقات والتعاون علي المستويين العسكري والسياسي مع روسيا لم يحل خلافاتها الاساسية. واكد ذلك وزير الخارجية الروسي سيرچي لاڤروڤ الذي قال ان الاتفاق الاخير مع الناتو يعد امرا ايجابيا لكن علي الحلف ان يتقبل اعتراف روسيابإقليمي اوسيتيا الجنوبية وانجازيا كدولتين مستقلتين وانه قرار لا رجعة فيه. لهذا لم يهتم اوباما كثيرا كسلفه چورچ بوش بتوسيع حلف الناتو وضم دول جديدة لعضويته أو التركيز علي إنشاء الدرع الصاروخة علي اراضي پولندا وجمهورية التشيك تجنبا لاغضاب روسيا التي ترفض هذا المشروع وتعتبره تهديدا لأمنها. وتحت سطح التقارب ايضا ورغم عودة العلاقات والتعاون اجرت روسيا مناورات عسكرية عنوانها »القوقاز 9002« بالقرب من الحدود مع چورچيا وتنتهي في 6 يوليو وهو اليوم الذي يصل فيه اوباما لموسكو. فكل من روسيا وامريكا في حاجة لبعضهما البعض رغم الخلافات الصحيقة فروسيا في حاجة لاعتراف امريكا بها كلاعب اساسي وهام علي الساحة الدولية وامريكا في حاجة لدعم روسيا في افغانستان وفي قضية ايران واوباما يريد ان يقلل من كراهية العالم لبلاده بسبب سياسات سلفه چورچ بوش.