يصارع الممثل احمد عز نفسه على شاشات دور العرض المصرية عندما بدأ عرض فيلم "بدل فاقد" وهو اول افلام المخرج احمد علاء الذي يظهر صراع الشر والخير من خلال قصة توأمين. وتدور احداث الفيلم حول الصراع بين توأمين الاول ضابط يمثل الخير والثاني مدمن تسيطر عليه احدى عصابات تهريب المخدرات. ويقول الناقد طارق الشناوي ان فكرة التوأمين والصراع جاءت على ما يبدو "على رغبة احمد عز باحتكار الشاشة من جهة وتوفير شركة الانتاج اجور شخصية اخرى خصوصا بعدما قام عز بتقديم شخصية التوأم في فيلم (الشبح) مما شجعه على تكرار هذه التجربة التي تجعله البطل الواحد الاوحد". ويرى الناقد اشرف بيومي ان هذا "يظهر ان احمد عز لم يقدم جديدا في فيلمه الحالي وجاءت تجاربه كلها اقل من المستوى الذي ظهر فيه في فيلم (ملك وكتابة) اداء واخراجا وسيناريو". الا ان المخرج احمد علاء يرى عكس ذلك اذ اكد للصحافة انه "قدم شخصية التوأم في هذا الفيلم بطريقة غير مسبوقة خصوصا شخصية الاخ المدمن الذي قدم بصورته الواقعية وليس بصورة مبالغ فيها كما يظهر في الافلام الاخرى". غير ان هذا التوضيح لم يرحم الفيلم من الانتقادات التي انهالت عليه على جميع المستويات فهناك من اعتبر ان "السيناريو وحكاية الفيلم مصطنعة بطريقة مبالغ بها لخدمة نجم الفيلم مثل المفارقة الكبيرة في تبني كلا من الشقيقين من الضابط الى الراقصة" على ما يقول الناقد عادل عباس. ويعتبر ايضا ان "السيناريو لا يعبر عن البيئة المصرية مما يشير الى ان كاتب السيناريو استفاد من افلام اجنبية اعاد صياغتها ضمن قالب مصري لم يصل الى قلب المتلقي". من جانبه يرى بيومي ان "السيناريو كان منحازا في حواره الساذج باتجاه شخصية الشقيق الضابط على حساب الشقيق المدمن رغم ان عز قدم كلا الشخصيتين بشكل متشنج وانفعالي لم يستطع المشاهد من خلالها ان يحدد ميزات الشخصيتين اللتين قدمهما". حتى ان نهاية الفيلم التي قتل فيها الاخ المدمن بما ينسجم مع خط كتابة السيناريو وهي ضرورة موت الشرير جاءت "مصطنعة" ، عندما يقرر الاخ الضابط ان ياخذ مكان شقيقه الذي قتل حتى يقدم شهادة تدين عصابة تهريب المخدرات ويتقبل مقابل ذلك ان يسجن لمدة ثلاثة سنوات". كذلك فانه يتولى الزواج من عشيقة شقيقه ابنة زعيم عصابة المخدرات التي كانت حاملا بابن شقيقه فكأن النهاية مرسومة بخطوط واضحة ومحددة وقدرية منذ البدء بايدي كاتب السيناريو. لكن بعض الذين حضروا العروض الاولى من الجمهور كان لهم رأي آخر.. فاعتبرت هبة محمد من جامعة القاهرة ان "الفيلم رائع وجذاب وخصوصا احمد عز واداؤه المتميز في الشخصيتين الى جانب ان الخير انتصر والضابط استطاع ان يسجن من يقومون بتخريب الحياة الاخلاقية واليومية للناس من تجار المخدرات". ومع ان الفيلم قدم على ما يرى الشناوي "باقة من الورد لوزارة الداخلية من خلال تقديمها بصورة جميلة في محاولة لتغطية الوجه القبيح الذي يشكل الوجه الحقيقي لكل التجاوزات التي يرتكبها رجال الامن اتجاه الجمهور"، الا انه راى ان الفيلم قدم للمرة الاولى المخرج احمد علاء الذي "يملك احساسا بالتقنية والصورة في لغة سينمائية جيدة وقد بذل المخرج جهدا حقيقيا في اخراج فيلم بوليسي جديد باستخدامه الصور الاسترجاعية خارج المتعارف عليه في السينما". وبشكل عام فان الشخصيات المشاركة في الفيلم جاءت ادوارها متقنة خصوصا الفنانة منة شلبي وكذلك الفنان احمد فؤاد سليم بدور الضابط والاب المتبني والفنانة عايدة رياض وسوسن بدر الى جانب علي حسنين زعيم عصابة تهريب المخدرات ومساعده محمد لطفي.