وافت اكبر شرطى امريكى بالخدمة المنية عن عمر يناهز 84 عاما بعد كفاح ضد الجريمة والتمييز العنصري والاضرار التي خلفها الاعصار كاترينا فى مدينة نيو اورلينز (جنوبالولاياتالمتحدة) كما انه شارك في انزال النورماندي خلال الحرب العالمية الثانية. وخدم مانويل كاري في شرطة نيو اورلينز فترة 63 سنة قبل ان يتوقف عن العمل منذ اسابيع لاسباب صحية. و قال كاري عام 2006 "اسوأ شيء شهدته في حياتي كان فى اوماها بيتش" خلال انزال القوات الحليفة في النورماندي، واضاف ان الاعصار كاترينا "يأتي في المرتبة الثانية، ولن انسى ما حييت اوماها بيتش.. لن انسى ذلك ابدا". وعن سر بقائه هذه الفترة الطويلة في صفوف الشرطة، اجاب "احب هذه المهنة تجري في دمي". وحين غرقت نيو اورلينز في الفوضى في اغسطس /آب 2005 جراء مرور اعصار، راح كاري خلافا لكثير من عناصر الشرطة الاصغر سنا الذين اما هربوا او شاركوا في عمليات النهب، يساعد الضحايا على ايجاد ملجأ ولم يتوقف الا بعدما اصيب في الكتف بسبب سقوط غصن شجرة عليه. وعاش في سيارته شهرا قبل ان يجد مأوى له في سفينة سياحية وضعت بتصرف عناصر الشرطة المشردين. وقد توفي كارى الخميس و"سيدفن كالابطال" على ما قال وليام تريبانيه، احد زملائه الذي تدرب على يد الراحل، وقد قلدت الدولة الفرنسية مانويل كاري في العام 2004 وسام الشرف تقديرا للدور الذي لعبه في تحرير البلاد. حين بدأ مانويل كاري العمل في الشرطة في العام 1946، لم يكن عناصر الشرطة في نيو اورلينز يملكون جهازا لاسلكيا وكان عليهم الضرب بعصاهم على الارض لطلب المساعدة. وفي الستينات، كان في قلب النضال من اجل نيل الحقوق المدنية وشارك في حماية المدرسة الاولى في المدينة التي استقبلت التلاميذ السود، ويروي "كان الناس يشتموننا وينعتوننا باننا اصدقاء الزنوج لكن كنا نتجاهلهم". (ا ف ب)